منوعات

” إسفكسيا الغرق الإدارى “

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى  مصر مصارحة يجب أن نصارح أنفسنا بأن أجهزة العلاقات العامة لا تمارس الشكل المرجو منها طبقا للنظريات العالمية المقدمة ممن أسسوا وأصلوا هذا العلم . وللتأكد من ذلك تعالوا بنا نعرف ماذا تعنى العلاقات العامة . معنى العلاقات العامة هى "الأنشطة المخططة لزراعة الثقة عند الجمهور تجاه المؤسسة ، وتغذية الثقة بالصراحة لتثمر الإخلاص عن المنافسة والوفاء عند النوازل والكوارث والازمات، وتقييم هذه الانشطة كل فترة لضمان إستمرارية الثقة " .وهذا طبقا لأحدث تعريف توصلت له فى بحثى فى هذا المجال . ولهذا كان لزاما علينا بعد ان اطلعنا الله على هذا العلم ،من خلال بحثى فى رسالة الدكتوراة ، أن ننصح فى الله من اجل نهضة بلادنا وأوطاننا . للأسف الشديد أجهزة العلاقات العامة أو إن شئت فقل إدارات العلاقات العامة فى كثير من المؤسسات ، قل حجمها أو كبر ، لا يتعدى دورها عن الإهتمام بالمراسم ، ونسيت الدور الرئيسى المنوط بها ، وهى أنها جهاز الأمن الوقائى للمؤسسة التى تعمل تحت سقفها . لذلك وحتى نعالج هذه الأمور التى لا يرضى عنها كل صاحب بصيرة وقادة ، لابد من التدخل الجراحى ، لهذا سميت هذه الدراسة بجراحة إدارية لأجهزة العلاقات العامة . والتى هى خلاصة دراسة عشر سنوات فى مجال العلاقات العامة والرأى العام وتحسين الصورة الذهنية وكأى عملية جراحية لابد لها من تجهيز ، والتجهيز هنا يتمثل فى ضرورة مصارحة أجهزة العلاقات العامة نفسها :هل هى راضية عن الدور الذى تقوم به ؟ إذ ان التغيير والجراحة لن تفيد إذا لم تبدأ من الداخل . والسؤال الثانى لأصحاب المؤسسات ، ما الدور الذى تريدون من العلاقات العامة أن تلعبه ؟ هل هو الدور الإحترافى الحقيقى ؟ أم التقليدى الرسمى الذى نشا فيه الصغير وشاب فيه الكبير . وبعد هذه الخطوة والتى تسمى بالمصارحة ، نبدأ بإذن الله مراحل العملية . التدخل الجراحى وسوف تتم عملية التدخل الجراحى من خلال الخطوات التالية : 1 أولا يجب تغيير الإسم من "إدارة" ل "جهاز" العلاقات العامة، قد يندهش البعض من كلمة (جهاز) العلاقات العامة ، لأننا أعتدنا فى مجتمعاتنا الشرقية على كلمة إدارة العلاقات العامة ، وهذه من وجهة نظرى الشخصية والبحثية طامة كبرى مقصودة حتى لا تستطيع العلاقات العامة أن تعمل بكفاءة فى المجتمعات الشرقية . أتدرى لماذا ؟ لأننا بإختصار متى تعاملنا مع العلاقات العامة على أنها إدارة فلن نجنى منها إلا الروتين المتبع فى البلاد العربية والذى يدعو إلى الرتابة وكان سببا فى وأد كثير من الإبداعات . وإسمحوا لى أن أشرح بشئ من التفصيل ما يؤكد وجهة نظرى البحثية هذه . بالرجوع للمعجم والبحث عن كلمة الجهاز وجدت معناه " طائفة من الناس تؤدى عملا دقيقا " راجع معجم المعانى الجامع فى معنى كلمة جهاز . وهى أيضا من الجاهزية والتى تعنى الإستعداد . وأيضا من أجهز عليه ،،أى قضى عليه . والجهاز فى الحيوان : ما يؤدى من أعضائه غرضا حيويا خاصا . والسؤال المُلح الأن هو: أليست كل هذه المعانى السابقة مطلوبة للعلاقات العامة ؟ والإجابة عليه نعم وبكل تأكيد ، إن العلاقات العامة مطلوب منها الأمور التالية :  الجاهزية الدائمة والبقاء على أهبة الإستعداد . الإجهاز على الشائعات والأعداء الذين يخططون لإلحاق الضرربالمؤسسة وسمعتها .  وأن يكون فريق العمل بالعلاقات العامة على قدر المسئولية بالأعمال الدقيقة التى يقومون بها . وأخيرا أن يكون فريق العمل بالعلاقات العامة على علم بأنهم يؤدون غرضا حيويا خاصا لجسم المؤسسة . التدخل السريع وعدم الإنصياع للمعوقات الإدارية حتى وإن كانت تعد خطأ إدارى ، لأن الأمر قد يكون فيه خسائر فادحة إذا ما تم التعامل مع الحدث من قبل جهاز العلاقات العامة وفق اللائحة الإدارية التى تنظم عمل المؤسسة . على سبيل المثال : عند حدوث حريق فى مؤسسة وإكتشاف ضرر يتم التخطيط له ، لو قام جهاز العلاقات العامة أو أحد أعضاءه بإتباع الروتين الإدارى المتبع فى الأوقات العادية ، لكانت الخسائر فادحة والأضرار جسيمة . ونخلُص مما سبق أنه أن الأوان أن نكشف الغطاء الإدارى عن جهاز العلاقات العامة فى المؤسسات ، ونتعامل معها ونخبرها بأنها جهاز العلاقات العامة ، وليست إدارة عادية ، إنها جهاز لأنها تتبع الجهة السيادية فى المكان الذى تعمل به . إنها جهاز يشرف على باقى المنظومة الإدارية فى المؤسسة لأنها مسئول عن أمانة الحفاظ على بقاء وإستمرارية المؤسسة، ولعل الله قدر لى التخصص فى هذا المجال لأكون أول قطرة فى سيل التصحيح الذى أراه قريبا بإذ ن الله ، سيل تصحيح المسار الحقيقى للعلاقات العامة فى أمتنا العربية وعلى رأسها وطنى الحبيب مصر . وعندى سؤال أتمنى منكم أن تجيبوا عليه وتحتفظوا بالإجابة لأنفسكم . السؤال هو : لماذا هذه الجهات تطلق عليها هذه المسميات ؟  جهاز المخابرات العامة الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء جهاز دعم وإتخاذ القرار الجهاز المركزى للمحاسبات 2 موقع جهاز العلاقات العامة يكون فى مستوى الإدارة العليا وتمتلك نفس الصلاحيات وتشارك فى صنع السياسة العامة للمؤسسة حتى تستطيع القيام بواجباتها على اكمل وجه ، وهذا يستدعى من أصحاب المؤسسات أن يحسنوا إختيار فريق جهاز العلاقات العامة ، وذلك ما أكده إدوارد ربنسون رئيس قسم البحوث بمعهد العلاقات العامة الأمريكى . 3 يجب فصل التسويق عن العلاقات العامة ، لأن هناك عوامل مشتركة وتشابه ولكن جهاز العلاقات العامة أخطر من التسويق ، لأن التسويق يقوم بترويج سلعة ، أما جهاز العلاقات العامة فهو يروج سمعة المؤسسة بأكملها ، وأكد على ذلك الكثير من علماء الإدارة ، بل إن التسويق يخضع للعلاقات العامة وأنشطتها من ناحية متابعة مهام أفراده الذين يتعاملون مع جمهور المؤسسة ، فقد يتسبب أحدهم فى مشكلة مع الجمهور ، تحتاج وقتا لعلاجها وكسب الجمهور مرة أخرى من قبل أجهزة العلاقات العامة . 4 هناك إتصال أحادى ، مثل الإعلام ، ويقولون أن العلاقات العامة إتصال مزدوج أو ثنائى ، أما أنا فأقول أنها إتصال ثلاثى العمليات ، ولذلك أبتكرت قاعدة SRS process ولشرحها يجب أولا أن نعلم أن الإعلام قائم على SEND فقط . ويقولون أن العلاقات العامة قائمة على SEND  RECEIVE بمعنى انها قائمة على إرسال الرسالة للجمهور وتلقى الإستجابة منه . أما القاعدة التى أبتكرتها فهى تقوم على إرسال إستقبال  إرسال مرة أخرى إما للتأكيد وإما للتصحيح . يعنى نعيد الرسالة مرة أخرى للجمهور مؤكدين له أن ما فهمه من رسالتنا هو المقصود ، أو نوضح له أن هناك خطأ ولبس ونقوم بالتصحيح والأرسال . 5 كعب داير : أقترح أن يقضى من يتم ترشيحه للعمل بجهاز العلاقات العامة ، أن يمر على جميع وحدات المؤسسة ، يقوم بوظيفة تتناسب مع إمكانياته فى مدة تدريبية لا تزيد عن ثلاثة أشهر ، بمعنى أنه لا يوجد مكان بالمؤسسة التى يعمل بها ، لم يقضى فيه ولو يوما واحدا ، فإن هذا سيكون عظيم الأثر . ولنا فى حديث النبى الأسوة الحسنة : ما نبى بعثه الله إلا ورعى الغنم . 6 قاعدة HOT LINE : وهذه القاعدة أبتكرنها لحث فريق العمل داخل جهاز العلاقات العامة أن يكون بينهم خط إتصال ساخن ، فلا يليق ان يتصل أحدهم بالأخر ولا يجيبه ، فلا تدرى لعل إتصاله يحمل وراءه أمرا هاما للمؤسسة او لجهاز العلاقات العامة ، ويتم معاقبة من يثبت فى حقه عدم الرد على زملائه ثلاث مرات متتاليات ، بمعنى من لم يرد على ثلاثة من زملائه ، يعاقب ما لم يكن هناك عذر مقبول . وهذه القاعدة أقصد منها High Organized Team Lead Investment to a New Era. وأخيرا وليس بأخر أتمنى أن تكون دراستى هذه قد اضاءت الطريق لمن بعدى لعمل تصحيح المسار الإدارى فى أمتنا العربية . الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى  مصر أعزائى القراء لعلكم تتعجبون من هذا العنوان ! هل هناك خطأ فى العنوان ؟ بالطبع ليس هناك أى خطأ ولكن الحقيقة المرة أنه هناك صنم يتميز بلونه الأزرق ، له تعويذة سحرية ، قام صانع هذا الصنم بتلاوتها على حين غفلة من العالم أجمع ،فأخضع العالم كله لها ، نعم العالم كله ،شعوبا ودولا ، ولكن هناك من بدأ يتنبه لهذه التعويذة السحرية ويستفيق من سحرها ولو بشكل جزئى ليقلل من حجم القرابين التى يقدمها على مذبح هذا الصنم الأزرق ، وهناك من لم يستفيق بعد من تأثير هذه التعويذة وما زال يقدم أغلى ما يملك فى حياته قرابين وذلك كما سأشرح فى السطور التالية . أرى الأن الحيرة قد تملكت من بعض قرائى الأعزاء فى معرفة ماهية هذا الصنم الأزرق !!وحتى لا أطيل عليكم ، إنه الفيس بوك ، نعم تطبيق الفيس بوك .ولكن لا داعى للقلق ، فما عليكم غير إتباع خطوات ترويض هذا الصنم ، لنخفف حجم الكارثة ، وأقول ترويض وليس القضاء ، لأنه وبكل أسف أصبح الجميع فى إحتياج إليه حتى كاتب هذا المقال ، بطبيعة كونى دكتورا فى العلاقات العامة ومتخصصا فى مجال الرأى العام ، فإن ساحة هذا الصنم فيها فوائد جمة لكل المهتمين بالرأى العام ، كذلك هناك أيضا فئة العاملين بمجال التسويق الإليكترونى ، فإن مجال لقمة العيش فى تواجدهم بساحة هذا الصنم ولكن بشكل مثمر فعال بعيدا عن تقديم القرابين .والأن جاء الدور لمعرفة أولى وأهم القرابين التى نقدمها على مذبح هذا الصنم الأزرق ، من أهم القرابين التى نقدمها هى الروح وخسارة الحياة كاملة ، وهذا ما أدى له تطبيق الفيس بوك عندما فقد كثير من الأشخاص حياتهم بسبب محاولة إلتقاط صورة سيلفى من مكان مرتفع أو مكان مميز من وجهة نظر الشخص ، ثم أثناء إلتقاط الصورة أو تسجيل اللحظة نجد الشخص يموت على الهواء فى لقطة قذرة لقربان يذبح على مذبح الصنم الأزرق .وبعد هذا القربان دعونا نتعرف على باقى القرابين وذلك من خلال رحلة إفتراضية سنقوم بها من خلال الدخول عبر شاشة الموبايل إلى تطبيق الفيس بوك أو الصنم الأزرق ، فسوف نشاهد بعد إجتيازنا هذا العالم الإفتراضى من خلال شاشة هواتفنا ، سنجد أطفالا ينظرون بعين الإستعطاف لأحد أبويهم أو كلاهما ، نعم ينظرون لهم بعين الإستعطاف وإستجداء الرحمة ، رجاء أن يلقوا بتلك الهواتف التى تحمل ترانيم إليكترونية تخص طقوس عبادة هذا الصنم الأزرق ، يلقوها من أيديهم ويمسكوا بأيدى أبنائهم بدلا منها ، هذه القبضة باليد التى طال الإشتياق إليها لأنها تحمل رسائل طمأنينة وتعزيز نفسى للأطفال فى هذه السن الحرجة .من المؤسف أننا خلال رحلتنا الإفتراضية عبر تطبيق الصنم الأزرق رأينا أطفال يجلسون مع والديهم فى نهاية اليوم ، يجلسون جلسة من المفترض أنها أسرية ، يفضفض فيها الطفل عن نجاحاته وإخفاقاته خلال هذا اليوم ، ولكن الحقيقة المرة أننا وجدنا فيها الأطفال يجلسون مع والديهم ، ولكنها فى الحقيقة جلسة يطبق فيها كلا الوالدين ليس على كف إبنه الصغير أو بنته ولكن يطبق فيها على الموبايل بكلتا يديه ، جلسة لكل أمرئ منهم فيها شأن يغنيه .ثم أنتقلنا خلال رحلتنا من خلف شاشة الهاتف المحمول عبر تطبيق الصنم الأزرق فوجدنا أسرة مفككة والزوج يكيل لزوجته الإتهامات ثم يقوم بتطليقها أمام أطفالهم وذلك لأن الزوجة قدمت عفتها على مذبح هذا الصنم من خلال سكين الشات والرسائل على الخاص ، رسائل مليئة بالإعجاب والقبول وكلمات الهيام والغرام التى لا ينبغى إلا أن تكون للزوج ، والزوج فقط .وهناك من يقدم وظيفته على مذبح هذا الصنم وذلك من خلال إفشاء أسرار عمله ، وهناك من يقدم ثروته على مذبح هذا الصنم من خلال مضاربات يقوم بها عبر هذا الصنم الأزرق المسمى بالفيس بوك ، وبعدها يفقد ثروته وعلى إثرها يفقد عقله ثم أسرته .وقبل أن نبدأ عملية ترويض هذا الصنم الأزرق تعالوا بنا نتعرف على الألية التى يعمل بها هذا الصنم ، وتوصلت إلى فرضية مهمة لفهم ألية عمل هذا الصنم ، وهى أن ما نتفاعل معه على تطبيق الفيس بوك من أمور وقضايا ، سنكتشف أنها أحد نوعين؛  الأول قضايا خاملة كامنة غير نشطة . الثانى وقضايا نشطة . ولو أن الإنسان قضى دقيقة واحدة مع قضية خاملة ،فإنها ستأخذ من تفكيره دقيقتين ،الدقيقة الأولى فى فهم المنطوق أو المكتوب والدقيقة الثانية فى فهم المقصود ، يعنى ساعة متابعة على الفيس بوك ، تعنى أن هناك ساعتين يتم أضافتها على الوقت المستغرق فى التصفح .أما بالنسبة للقضايا النشطة ، فإن الدقيقة تصفح ، تتطلب 4 دقائق ،الدقيقة الأولى والثانية تم ذكرهم قبل قليل ، أما الثالثة فهى تعنى وتهتم بمتابعة أراء الذين يقفون معك فى نفس الموقف للقضية موضوع الرأى العام ، والدقيقة الرابعة فى متابعة الفريق المعارض لرأيك ،وتفنيد مزاعمهم من وجهة نظرك وبداية حالة من التحزب والتقسم الغير مقبول تماما أو ما يسمى بالإستقطاب الفكرى .نخلص مما سبق أن الدقيقة التى تقضيها مع قضية كامنة تتطلب دقيقتين من تركيزك وذهنك الصافى ، وكذلك الدقيقة التى تقضيها مع قضية نشطة تتطلب أربع دقائق من ذهنك ووقتك وتركيزك .بإختصار فإن ساعة واحدة مع قضية نشطة كفيلة بسرقة تركيزك كاملا طوال يومك لأنها ستأخذ أربع ساعات من مساحة تركيزك .وإليكم أهم أضرار هذا الصنم الأزرق فى حال عدم القدرة على ترويضه ، وهى التفكك الأسرى وشرود الأطفال ذهنيا وبحث الأطفال عن أى مصدر يستعيض به نقصه من جرعات الإحتواء اللازمة فى تلك المرحلة العمرية .وجاء الأن الدور على خطوات ترويض الصنم الأزرق وهى :  تخصيص ساعة واحدة فقط للفيس بوك يوميا وذلك لغير أصحاب الأعمال التى تقوم على الفيس بوك مثل التسويق الأليكترونى ، وإدارات توجيه الرأى العام وغيرها .هذه الساعة تقسم عشر دقائق على رأس كل ساعة ويتم إدخار عشرون دقيقة ، يتم الإستفادة منها تمام الساعة التاسعة مساءا ولا يتعدى هذا الوقت المخطط تحت أى ظرف أثناء تصفحه الفيس بوك يقوم أولا بفتح الإشعارات ثم يحدد منها ، المناسبات (زواج،ميلاد، مرض، وفاة، نجاح إلخ ) ، لأن هذه المناسبات هى الأصل فى هذا التطبيق والتفاعل معها مثمر جدا . تجنب التشعب أثناء البحث وعدم اللهث وراء الروابط والأخبار ، وتحديد خبر واحد أو قضية واحدة للبحث ومعرفة موضوعها كاملا ، أما أولئك الذين يدخلون من رابط لرابط لثالث وهكذا ، فهؤلاء حكموا على نفسهم بالتيه فى صحراء هذا الصنم .لا مانع من عمل منشور خاص بك لإشباع الجانب الإجتماعى لديك ، ولكن لا يزيد عن منشور واحد ، وذلك حتى لا يغررك تقلبك فى أراء المتابعين لك وتكتب على نفسك التيه فى صحراء الصنم الأزرق . تذكر أنك لست مسئولا عن إصلاح العالم من خلال الفيس بوك ولكنك مسئولا عن نفسك ومن تعول فقط .قيم تجربتك بشكل يومى حتى تتعرف على نقاط القوة والضعف وتستطيع معرفة كيفية سبل التحسين حتى تصل لإستخدام مثالى للصنم الأزرق وتحرر من نير العبودية . وإلى أن نلتقى فى موضوع جديد دمتم بكل خير .

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى مصر

مما لا شك فيه أن عالم الإدارة أصبح مزدحم ولا يوجد فيه مكان إلا لمن عركته الأحداث وربته المصائب وصفعته النوائب ….

منذ فترة ليست بالطويلة سمعنا جميعنا عن ذلك الموظف الذى انتحر بأحد المولات الشهيرة بمدينة نصر بالقاهرة ، وكشفت التحقيقات التى أجريت أنه قبل أن ينتحر تعرض لضغوط شديدة من خلال مديره وهذه الضغوط أوصلته لفكرة الإنتحار بإلقاء نفسه من الدور السادس بمول شهير .

وبعد هذه الحادثة وانطلاقا من توجيهات فخامة رئيس الجمهوية الرئيس عبد الفتاح بدراسة هذه الحالات وتقديم الدعم لها عكفت على تحليل أسبابها وذلك للتمكن من معرفة مكمن الخطورة حتى وصلت إلى فكرة هذا المقال البحثى والمعنون ب”إسفكسيا الغرق الإدارى ” وذلك حتى أقدم من خلاله الدعم النفسى فى مراحل مبكرة وهذا هو واجبى تجاه قضايا الوطن كأحد كوادر الرأى العام وتوجيه الجماهير سيكولوجيا وأيضا كأخصائى ارشاد نفسى .

أعتقد أن أغلبنا تعرض فى يوم من الأيام لسماع أو قراءة خبر عن طريق أحد وسائل الإعلام المرئى أو المقروء عن شخص تعرض للغرق وكان تشخيص الوفاة الموت ب اسفكسيا الغرق وهى الحالة التى يقل فيها الأكسجين حتى يختنق الأنسان ويموت .

وبعد دراسة عميقة أكتشفت أن هناك أسلوب إدارى سام يمكن أن يؤدى بالشخص إلى الغرق إداريا والموت بإسفكسيا الغرق الإدارى وهذا ما سنشرحه فى هذا المقال حتى نتجنب الوقوع فى كمين اسفكسيا الغرق سواء نحن أو أى شخص يهمنا أمره فنقدم له النصح ويد العون لانتشاله قبل اكتمال غرقه .

وسأقوم فى مقالى البحثى هذا بشرح مراحل وتطورات الغرق الإدارى بشكل يسهل استيعابه حتى تعم الفائدة إن شاء الله .

إذا تأملنا فى حروف كلمة “غرق” فسنجدها مكونة من ثلاثة حروف وهى “غ” و “ر” و “ق” ،،،،وهذه الحروف تشكل تجمعا للحروف الأولى من كل استراتيجية يتم اتباعها من قبل المخطط لاسفكسيا الغرق وذلك على النحو التالى :

الاستراتجية الأولى تبدأ بحرف “غ”

يشير حرف ال “غ” إلى كلمة غموض وهى الحالة التى يتم فيها حجب المعلومات عن الشخص المراد إغراقه إداريا بقصد إحداث غيابه عن الواقع والرؤية والوضع الراهن فيصبح حيران تائه فاقد للوعى ولأى رؤية تمكنه من الخروج من هذا النفق المظلم الذى بدأ السير فيه دون وعى منه لأن المخطط تم إعداده وحبكه بعناية فائقة .

وماذا تتوقع من شخص مغيب عن الواقع فاقد للرؤية !

لا شك أن الغلط هو المحطة التى تنتظر ذلك الشخص ومما يزيد الألم أننا جميعا نعلم علم اليقين أنه غلط تم استدراجه إليه ولكن هذا لن يعفيه من الحساب والمسئولية .

الاستراتيجية الثانية تبدأ بحرف “ر”

وهو يشير إلى كلمة “رعونة” وهى تعبر عن الطيش وعدم الاتزان فى التصرفات المطلوب من الشخص القيام بها تبعا لكل موقف يمر به كاستجابة شعورية اكتسبها عبر مواقف مختلفة مر بها فتشكلت منها خبرته الإدارية .

ولكن كنتيجة حتمية لحالة الغموض وغياب الرؤية أصبح أرعنا لا يعرف له بوصلة ولا اتجاه ، وبهذه الرعونة يفقد كل الداعمين له شيئا فشيئا حتى يصبح وحيدا لا سند له فى معركته الإدارية .

ومتى تمكنت الرعونة منه وأصبحت صفة لصيقة له أصبح من السهل جدا نقله إلى الإستراتيجية الثالثة أو المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل الغرق .

الإستراتيجية الثالثة تبدأ بحرف “ق”

ويشير حرف ال”ق” إلى كلمة ” قنوط ” وهى تعبر عن الحالة الشعورية التى يتم نسجها حول الشخص المستهدف باحترافية واقتدار .

نعم القنوط هى المحطة الأخيرة التى يصل لها هذا المسكين الذى لم يولى اى اهتمام بأول إشارة أرهصته بأن هناك غموض فى مهام عمله الإدارية ، أرهصته بأن هناك غموضا فى المعلومات التى ينبغى أن يكون ملما بها حتى تسير أموره الإدارية وفق النمو الطبيعى المستهدف من ورائها .

والقنوط واليأس الذى يستدرج له الشخص المستهدف هى أخطر مرحلة سامة نفسيا وشعوريا ومهنيا وإداريا يمكن أن يمر بها أى شخص وذلك لأنه يبدأ فيها شعور مسيطر بالضياع أو الغرق الإدارى الذى ينتظره ولا يستطيع دفعه كالذى يغشى عليه من الموت ، وذلك لأن الموضوع تطور بشكل جعل الشخص فوجئ به دونما وعى ، حتى الجو العام المحيط به أصبح ملبدا بالغيوم مشبعا بالإحباط الذى جعله فاقدا الأمل فى تلمس أى بصيص من الضوء الذى قد يكون مخرجا له من هذا المشهد الضبابى المحبط .

وبالطبع كل هذا سوف يؤثر سلبا على الحالة النفسية ومن ورائها يتأثر جهازه المناعى أو ما يسمى بالصحة النفسية والمسئولة عن اتزان الشخص وتقبله ما يجرى حوله وقدرته فى تخطيه دون أى تأثير سلبى على جسمه أو نفسه أو ما يسمى بالأمراض النفسجسمية أو السيكوماتية .

وبعد فترة من حالة القنوط هذه ما زالنا فى انتظار نهاية حتمية مالم يحدث تدخل سيكوإدارى لاسعاف الشخص بتوفير بيئة صحية إداريا ونفسيا تمكنه من تخطى هذه العقبة الكئود واستعادة حالته النفسية واستمرار عطاءه الإدارى ، وهذه النهاية ايضا تبدأ بحرف “ق” وهى “قبر” نعم القبر الإدارى الذى يتم فيه طى صفحة اى انجازات إدارية يمكن أن يكون هذا الشخص قد قام بها فى مرحلة سابقة .

وبعدها يتم دخول الشخص فى دائرة النسيان والإهمال والتى يمكن أن تنعكس على حالته النفسية والبدنية بأمراض من الممكن أن لا يتحملها ويستسلم للمخطط الذى تم اعداده وتطبيقه معه وتذبل أوراقه وتسقط مع أقل عاصفة إدارية مصطنعة .

لذلك علينا جميعا نشر الوعى بخصوص هذه الاستراتيجية المسماة ب “إسفكسيا الغرق الإدارى” التى يمكن بالتوعية منها ان نكون سببا فى إنقاذ شخص من براثن الهلاك .

وإلى اللقاء فى مقال بحثى جديد إن شاء الله