اخبار فلسطين

إسرائيل تترقب خطاب نتنياهو وسط إضراب عام ضد الإصلاح القضائي

يترقّب الإسرائيليون الإثنين خطابا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تزامنا مع شروع البلاد بإضراب عام وتظاهرات احتجاجية ضد مشروع الإصلاح القضائي المثير للجدل والمقترح من الحكومة.

وذكرت تقارير أن نتنياهو يتجه لوقف التعديلات التشريعية التي تثير جدلا.

في القدس، تجمّع عشرات آلاف المتظاهرين الإسرائيليين خارج مقر البرلمان الإسرائيلي، بعيد إعلان رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإضراب العام الفوري صباحا.

وعبر حسابه على “تويتر”، نشر رئيس الوزراء تغريدة دعا فيها “جميع المتظاهرين في القدس من اليسار واليمين للتصرف ب مسؤولة وتغييب العنف، كلنا أخوة”.

وقدّرت وسائل إعلام إسرائيلية أعداد المتظاهرين الذين خرجوا اليوم الى الشارع غداة إقالة نتنياهو لوزير الدفاع في حكومته اليمينية يوآف غالانت، بنحو 80 ألفا.

وكان رئيس اتحاد “هستدروت” أرنون باردافيد قال في كلمة متلفزة “أدعو إلى إضراب عام (..) بعد هذا المؤتمر الصحافي، ستتوقف الحركة في دولة إسرائيل”.

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية “الهستدروت” أرنون بار دافيد يعلن إضرابا عاما احتجاجا على الإصلاح القضائي، في مؤتمر صحفي في تل أبيب، 27 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

وأضاف “لدينا مهمة، علينا وقف هذه العملية التشريعية وسنقوم بذلك”، متعهدا “مواصلة الاحتجاج”.

وأعلنت النقابات الطبية في إسرائيل “إضرابا شاملا في قطاع الصحة” سيكون له تأثير حتمي على كل الخدمات الطبية.

وأكدت المتحدثة باسم هيئة المطارات الإسرائيلية ليزا دفير لوكالة فرانس برس أن الإضراب سيشمل الرحلات الجوية في مطار بن غوريون قرب تل أبيب الساحلية.

مسافرون ينظرون إلى الشاشة التي تعرض الرحلات المتأخرة في مطار بن غوريون، 27 مارس، 2023. (AP Photo / Oren Ziv)

ورصد صحافي في وكالة فرانس برس تأخيرا في عدد من الرحلات، وفق ما ظهر على شاشة الرحلات في المطار.

وانضم القطاع الخاص أيضا إلى الإضراب، كما أغلقت البنوك وشركات التأمين وبعض المتاجر وسلاسل المطاعم أبوابها.

ودعا مؤيدو اليمين المتطرف من جهتهم أنصارهم للاحتجاج في وقت لاحق الإثنين.

 الإقالة 

ودعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف فوري للإصلاحات القضائية بعد تسجيل صدامات بين متظاهرين والشرطة في تل أبيب الليلة الماضية احتجاجا على إقالة غالانت.

وجاءت الإقالة بعد دعوة غالانت السبت إلى تجميد الإصلاحات القضائية لمدة شهر، معبّرا عن مخاوف على أمن إسرائيل.

وزير الدفاع يوآف غالانت يصل إلى اجتماع في الكنيست، 27 مارس 2023 (Yonatan Sindel / Flash90)

ويهدف مشروع الإصلاح الذي اقترحته حكومة نتنياهو، وهي من أكثر حكومات إسرائيل يمينية، إلى تعزيز سلطة البرلمان على حساب القضاء.

ويرى نتنياهو وحلفاؤه أن الإصلاح يهدف إلى إقامة توازن بين صلاحيات البرلمان والقضاء الذي يرون أنه مسيّس. بينما يقول منتقدو الإصلاح أن من شأنه تعريض الديموقراطية في إسرائيل للخطر.

وتنظّم احتجاجات على المشروع منذ ثلاثة أشهر تقريبا في تعبئة تعتبر من الأكبر في تاريخ إسرائيل. وخرج في نهاية الأسبوع أكثر من مئتي ألف إسرائيلي إلى الشوارع للاحتجاج.

 تظاهرات

وقال المتظاهر تريفور غالور إنه “لا يصدق ما يحدث في إسرائيل”.

وأضاف غالور (52 عاما) الذي يمتلك شركة للسياحة “هذا الإصلاح… جنوني، وإسرائيل أصبحت مكانا خطيرا للعيش في الوقت الحالي”.

إسرائيليون يتظاهرون أمام الكنيست ضد الإصلاح القضائي الذي تخطط له الحكومة، في القدس، 27 مارس، 2023. (Arie Leib Abrams / Flash90)

ورغم التظاهرات وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها الدولة العبرية، أكد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أن الإصلاحات “يجب ألا تتوقف”.

ونشر عبر حسابه على “تويتر” تغريدة قال فيها “يجب ألا نستسلم”. وأضاف “اليوم، علينا أن نتوقف عن التزام الصمت، اليوم يستيقظ اليمين”.

وبحسب تقارير إعلامية، فقد عقد بن غفير بعد ظهر الإثنين اجتماعا مطولا مع نتنياهو.

وأشارت تقارير أخرى إلى أن بن غفير يهدّد بالانسحاب من الحكومة في حال تمّ تجميد برنامج الإصلاحات.

أما وزير العدل ياريف ليفين فنقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية قوله “سأقبل بأي قرار يتخذه رئيس الوزراء”.

 “لا يمكن طرد الحقيقة”

وتولّى غالانت منصبه في كانون الأول/ديسمبر كجزء من تحالف نتنياهو اليميني. ودعا السبت إلى “وقف الآليّة التشريعيّة” لمدّة شهر، إذ إن “التغييرات الرئيسية يجب أن تتمّ عبر التشاور والحوار”.

ومن المقرّر أن يصوّت البرلمان هذا الأسبوع على جزء مهم ومركزي من المقترحات يتعلّق بآلية تعيين القضاة.

وقال غالانت الذي دعا أيضا إلى وقف الاحتجاجات “الانقسام الاجتماعي شقّ طريقه إلى (الجيش) والأجهزة الأمنية”، مشيرا إلى أن ذلك يمثّل “تهديدا واضحا وفوريا وملموسا لأمن إسرائيل”.

وقال النائب من حزب الليكود يولي إدلشتاين الذي يرأس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع، تعليقا على قرار الإقالة “بالنظر إلى الوضع الأمني، ليس هذا الوقت المناسب لتغيير وزير الدفاع”.

وعلّق زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد على قرار الإقالة في تغريدة جاء فيها “يمكن لنتنياهو طرد غالانت، لكن لا يمكنه طرد الحقيقة ولا يمكنه طرد شعب إسرائيل المعارض لجنون الائتلاف” الحاكم، مشيرا الى أن نتنياهو يشكّل “تهديدا لأمن إسرائيل”.

زعيم المعارضة يائير لبيد يخاطب احتجاجا على الإصلاح القضائي للحكومة المزمع إجراؤه خارج الكنيست في القدس، 27 مارس، 2023. (Erik Marmor / Flash90)

واستبعدت المعارضة التي قدّمت لها لجنة برلمانية نسخة معدلة من مشروع القانون، دعم أي جزء من حزمة الإصلاحات حتى يتم وقف جميع الخطوات التشريعية.

وحذّر القضاء نتنياهو من أنّ تدخّله في مشروع تعديل النظام القضائي “غير قانونيّ” في ظلّ استمرار محاكمته بتهمة الفساد التي ينفيها بدوره.

وأمهلت المحكمة العليا في إسرائيل الأحد نتنياهو أسبوعا للردّ على التماس قدّمته منظمة غير حكوميّة تطالب بإدانته بـ”ازدراء المحكمة”.

وبحسب الالتماس الذي قدّمته “الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل” واطّلعت عليه وكالة فرانس برس، انتهك نتنياهو الذي سبق أن وُجّهت إليه اتّهامات في عدد من قضايا الفساد، اتفاقًا أبرم مع القضاء ينصّ على أنّ رئيس حكومة متّهمًا لا يمكنه اتّخاذ تدابير في مجال يمكن أن يجعله في وضعيّة تضارب للمصالح، وذلك وفقا لقرار صادر عن المحكمة العليا عام 2020.

ودعت واشنطن الأحد إلى إيجاد “تسوية”، بعد أن أعرب بايدن عن “مخاوف” إزاء مشروع تعديل النظام القضائي في إسرائيل، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه كارين جانبيار.