اخبار فلسطين

اندلاع اشتباكات خلال تشييع جثمان رضيع فلسطيني قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ

شارك مئات الفلسطينيين الثلاثاء في تشييع جثمان الطفل محمد هيثم التميمي ابن الثلاث سنوات الذي قتل جراء إصابته برصاص القوات الإسرائيلية عند مدخل قرية النبي صالح وسط الضفة الغربية الخميس الماضي.

واندلعت اشتباكات مع جنود إسرائيليين بعد الجنازة ورد أنها أسفرت عن إصابة عدة فلسطينيين، على الرغم من عدم وضوح التفاصيل الأولية.

توفي الطفل الإثنين في مستشفى شيبا الإسرائيلي متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة اطلاق الجيش الاسرائيلي النار على سيارة والده في قرية النبي صالح الواقعة إلى الشمال من مدينة رام الله.

وبكت مروة التميمي والدة الطفل الذي لف جسده بالكوفية الفلسطينية ذات اللون الابيض والاسود وهي تعانقه العناق الاخير.

وحمل المشيعون الاعلام الفلسطينية.

وقف جنود إسرائيليون ليس بعيدا عن مكان تشييع الطفل وأغلقوا المدخل الرئيسي لقرية النبي صالح بالقرب من مكان إطلاق النار.

وأفادت تقارير فلسطينية عن إصابة عدد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من قرية النبي صالح، بعد وقت قصير من الجنازة الثلاثاء.

والدة محمد هيثم التميمي (وسط)، طفل فلسطيني يبلغ من العمر عامين ونصف عام، قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي بطريق الخطأ قبل أيام، خلال تشييع جثمانه في قرية النبي صالح في الضفة الغربية، 6 يونيو 2023 (AHMAD GHARABLI / AFP)

وبحسب وكالة “وفا” الفلسطينية الرسمية للأنباء، أصيب شخص بنيران حية في قدمه، وأصيب آخر برصاصة مطاطية، وتم معلاجة عدد آخر من قبل المسعفين نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وقال ناطق بإسم الجيش الإسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن الجيش يبحث في ملابسات الإشتباكات.

????????️ #فيديو | قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز تجاه منازل المواطنين في قرية النبي صالح شمال رام الله. pic.twitter.com/MbIVkLWI57

— قناة الأقصى الفضائية (@SerajSat) June 6, 2023

وقالت مروة التميمي (32 عاما) لوكالة فرانس برس “خرج زوجي لتحريك السيارة لأنها كانت في مكان مكشوف. شغَّل السيارة وابني بجانبه. أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه عندما أشعل أضواء السيارة”. وأصيب الأب كذلك بإطلاق النار.

وأضافت الأم “استمر اطلاق النار لفترة ولم يتمكنا من الخروج من السيارة .. اما انا فاختبأت داخل المنزل”.

محمد هيثم التميمي. (Social media: Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

نقل الطفل الى مستشفى شيبا الاسرائيلي حيث توفي الاثنين.

ردا على استفسار من التايمز أوف إسرائيل يوم الإثنين، قال الجيش الإسرائيلي: “يجري التحقيق في الحادث بعمق. في نهاية التحقيق ومع أخذ نتائجه في الاعتبار، سيتم اتخاذ قرار بشأن فتح تحقيق”.

ولم يكتمل التحقيق الأولي للجيش. ولم يتم بعد تقديم أي تحقيق في سلوك الجنود إلى مكتب المدعي العسكري للمراجعة.

واكدت مروة التميمي إنها لا تثق في تحقيق الجيش الإسرائيلي. وقالت “أريد محاكمة دولية. يكفي. في كل مرة نسمع فيها عن استشهاد طفل او استشهاد أسرة بأكملها”.

أقارب محمد التميمي، طفل فلسطيني يبلغ من العمر عامين ونصف عام، قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي بطريق الخطأ قبل أيام، خلال تشييع جثمانه في قرية النبي صالح في الضفة الغربية، 6 يونيو 2023 (AHMAD GHARABLI / AFP)

وعبر المسؤول الفلسطيني حسين الشيخ مساء الاثنين عن غضبه في تغريدة على تويتر بعد مقتل الطفل التميمي متسائلا “ماذا ستقول سلطات الاحتلال عنه؟ إرهابي؟ عرّض حياة جنودهم للخطر؟! الاحتلال هو الارهاب بعينه”.

والتميمي أصغر فلسطيني يقتل برصاص الجيش الاسرائيلي هذا العام.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط تور وينيسلاند ووفد الاتحاد الأوروبي إلى الفلسطينيين إلى المساءلة في الحادث.

(2/2) … Civilians, particularly children, continue to bear the brunt of this conflict. My deepest condolences to his family.
I note that the Israeli authorities have opened an investigation into the incident and call for those responsible to be held to account.

— Tor Wennesland (@TWennesland) June 5, 2023

2/2 Use of force must be proportionate, in line with IHL and only as a last resort when strictly unavoidable in order to protect life. Children and civilians must be protected under all circumstances.

— EU and Palestinians (@EUpalestinians) June 5, 2023

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس تعرض أحد مواقعه العسكرية قرب مستوطنة “نيفيه تسوف” في الضفة الغربية إلى إطلاق نار رد عليه جنوده. وتقع المستوطنة جنوب قرية النبي صالح.

بعد لحظات من تبادل النيران، ظهر رجل فلسطيني وطفله عند مدخل مستوطنة “نيفيه تسوف” مصابين بجروح خطيرة لطلب المساعدة الطبية.

وبحسب الجيش فإنه “نتيجة للنيران الحية التي أطلقها الجيش… أصيب فلسطينيان” أحدهما طفل نُقل مع والده في مروحية إلى مستشفى إسرائيلي.

وعبّر الجيش الإسرائيلي عن “أسفه لإلحاق الأذى بغير المقاتلين” مشيرا إلى أن الحادثة “قيد الدرس”.

ولم يتم القبض على المسلحين المشتبه بهم بعد.

استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر القوات أثناء تنفيذها مداهمات واعتقالات، ومواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية ومدنيين على الطرق.

تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث ينفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، في أعقاب سلسلة من الهجمات الفلسطينية المميتة.

منذ بداية العام، تسببت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية في مقتل 20 شخصا وإصابة العديد بجروح خطيرة.

وقُتل ما لا يقل عن 115 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف قيد التحقيق.

ساهم طاقم التايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير.