اخر الاخبار

ضغوط في «العشرين» على روسيا… ولافروف يغادر

إجماع على خطورة أزمة الغذاء جراء حرب أوكرانيا… ودور جوهري للصين… وولي العهد السعودي يلتقي قادة العالم

انطلقت أعمالُ قمة «مجموعة العشرين» في جزيرة بالي الإندونيسية وسط انقسامات بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا، وضغوط مارستها الدول الداعمة لكييف على موسكو لوقف الحرب. وفي المقابل، حظيت غالبية القضايا التي بحثتها القمة بدعم الدول الأعضاء، على غرار التوافق على خطورة أزمة الغذاء ومواجهة تداعيات التضخم.

وترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفد بلادِه في القمة، حيث أجرى لقاءات مع عدد من قادة العالم من ضمنهم الرئيسان الإماراتي محمد بن زايد والتركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

واتفق أعضاءُ «مجموعة العشرين»، على مسوَّدة بيان ختامي تتحدَّث عن التداعيات السلبية لـ«الحرب في أوكرانيا»، متناولة مصطلح «الحرب» الذي ترفضه موسكو التي تراها «عملية عسكرية خاصة». وتشير الوثيقة إلى أنَّ «معظم الأعضاء… يدينون بشدة» النزاع، معتبرين استخدام السلاح النووي أو التهديد به «غير مقبول»، مع الدعوة إلى تمديد اتفاقية تصدير الحبوب، علماً بأنَّ هذه الاتفاقية ستنتهي السبت المقبل.

ورفضت روسيا ممثلة بوزير خارجيتها سيرغي لافروف «محاولات تسييس» البيان الختامي. وغادر لافروف اجتماعات اليوم الأول مبكراً، ما يعكس صعوبة المفاوضات التي شهدتها كواليس المنتجع الذي تعقد فيه القمة.

وفي خضم هذه الخلافات، تتَّجه الأنظار إلى الصين التي يبدو أنَّ رئيسها شي جينبينغ يملك «كلمة الفصل» ويلعب دوراً جوهرياً في اعتماد صيغة البيان النهائية. وفيما قاوم شي انتقادَ حليفه الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، الغائب عن القمة، فقد دعا خلال كلمة له في القمة إلى معارضة «تسييس مشاكل الغذاء والطاقة وتحويلها إلى أدوات وأسلحة»، وجدَّد تحفّظه على سياسة العقوبات الغربية.

واختار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي ترأس بلاده «مجموعة العشرين» العام الحالي، تخصيص الجلسة الأولى من قمة القادة لبحث أزمة الغذاء، وبدا أنَّ هذا الخيار جاء مدروساً لإدراك الرئيس الإندونيسي بوجود إجماع على أهمية هذه القضية. وأعربت دول «مجموعة العشرين»، وفق مسودة البيان الختامي، عن «قلقها البالغ» بشأن أزمة الغذاء العالمية، داعية إلى استخدام «جميع الأدوات المتاحة» لمواجهة الأزمة و«حماية الأكثر ضعفاً من الجوع». وتعهّدت الدول باتخاذ «إجراء لتعزيز الأمن الغذائي وأمن الطاقة ودعم استقرار الأسواق وتوفير الدعم».

وتشمل قائمة الملفات الأخرى الحاضرة في القمة، المساعي الدولية لمواجهة التضخم. ولفت مسؤول أميركي كبير أمس، إلى أنَّ بلاده تسعى إلى إقناع الصين والأعضاء الآخرين في «مجموعة العشرين» ببذل مزيد من الجهد لتخفيف ديون أفقر الدول. وسيتمّ التطرق إلى المسألة في البيان الختامي للقمة المنعقدة حتى اليوم الأربعاء. وأشار المسؤول الأميركي إلى أنَّ بلداً واحداً «يعارض» اعتبارها «مسألة أساسية من الدرجة الأولى يجب علينا العمل بشكل جماعي من أجلها». ولم يسمِ الدولة، لكن يبدو أنَّ تصريحاته موجهة للصين الدائنة الرئيسية للعديد من البلدان الفقيرة.
…المزيد