اخبار فلسطين

الرئيس الروسي السابق: إذا أرسلت إسرائيل أسلحة إلى أوكرانيا فسوف تدمر علاقاتها مع موسكو

حذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف يوم الإثنين إسرائيل من إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، قائلا إن من شأن خطوة كهذه تدمير العلاقات بين اسرائيل وموسكو.

وكتب ميدفيديف على “تلغرام”، “يبدو أن إسرائيل ستزود نظام كييف بالسلاح. خطوة متهورة جدا، ستدمر كل العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا”.

يشغل ميدفيديف حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ويعتبر حليفا رئيسيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاءت تصريحاته بعد وقت قصير من قصف طائرات مسيرة انتحارية محملة بالمتفجرات، بما في ذلك طائرات من طراز “شاهد” إيرانية الصنع، العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر من يوم الاثنين.

ولقي شخص واحد على الأقل مصرعه.

في الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن روسيا تستخدم طائرات مسيرة إيرانية الصنع لاستهداف المدنيين الأوكرانيين.

طائرة مسيرة تحلق فوق كييف خلال هجوم 17 أكتوبر 2022، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا. (Sergei SUPINSKY / AFP)

وجاء تحذير ميدفيديف ردا على ما يبدو على دعوة وزير إسرائيلي يوم الأحد لإسرائيل لإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا بعد تقارير عن استعداد إيران لتزويد موسكو بصواريخ باليستية.

وربط تقرير لوكالة “سبوتنيك” الإخبارية الرسمية الروسية تصريحات ميدفيديف مباشرة بتصريح وزير الشتات نحمان شاي.

وكان شاي قد كتب على “تويتر”، “ورد هذا الصباح أن إيران تنقل صواريخ باليستية إلى روسيا”.

“لم يعد هناك شك في المكان الذي يجب أن تقف فيه إسرائيل في هذا الصراع الدموي. لقد حان الوقت لأن تتلقى أوكرانيا المساعدة العسكرية أيضا، تماما كما تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو”.

من غير المرجح أن يعود عضو الكنيست المخضرم من حزب “العمل” إلى الكنيست بعد الانتخابات في الاول من نوفمبر، بعد أن فشل في احتلال مركز واقعي في قائمة مرشحي حزبه للكنيست بعد الانتخابات التمهيدية التي أجريت في وقت سابق من هذا العام.

وزير شؤون الشتات نحمان شاي يحضر لوبي الشعب اليهودي في الكنيست في القدس، 15 نوفمبر، 2021. (Yonatan Sindel / Flash90)

ولم يصدر أي بيان رسمي عن إسرائيل بأنها تعتزم إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.

وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الذي يتولى أيضا حقيبة الشؤون الخارجية، لوكالة “فرانس برس” إن مكتبه لن يعلّق على تصريحات ميدفيديف.

ولقد مارس زيلينسكي ومسؤولون أوكرانيون آخرون باستمرار ضغوطا على إسرائيل بشأن هذه القضية منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير.

على الرغم من أنها أرسلت شحنات متكررة من المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، إلا أن إسرائيل رفضت مرارا طلبات كييف للحصول على أسلحة دفاعية، وخاصة أنظمة الدفاع الصاروخي التي يمكن استخدامها لصد الضربات الجوية الروسية، على الرغم من الإعراب عن تعاطفها مع محنة البلاد.

في الشهر الماضي، قال زيلينسكي إن إسرائيل لم تقدم لبلاده “شيئا” لمساعدتها في الدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن قادتها كانوا مراوغين في رفض طلباته للحصول على أنظمة دفاع جوي.

وقال زيلينسكي لقناة TV5Monde الفرنسية: “إسرائيل لم تعطنا شيئا. لا شيء، صفر. أتفهم أنهم في وضع صعب مع سوريا ومع روسيا”.

“أتفهم أنهم بحاجة للدفاع عن أراضيهم، ولكن بعد ذلك حصلت على معلومات من أجهزة المخابرات الخاصة بي أن إسرائيل توفر [الدفاعات الجوية] في بلدان أخرى. يمكنهم البيع والتصدير وهذا هو سبب شعوري بالصدمة”.

رجل على الأرض بعد انفجار في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة في كييف في 17 أكتوبر 2022، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا.(Yasuyoshi CHIBA / AFP)

يُنظر إلى رفض إسرائيل على أنه محاولة من جانب القدس للحفاظ على علاقات العمل مع موسكو، بسبب سيطرة روسيا على المجال الجوي السوري، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي مئات الطلعات الجوية ضد شحنات أسلحة إيرانية مزعومة وبهدف منع الجماعات المدعومة من طهران من وضع موطئ قدم لها في سوريا.

غضت روسيا الطرف إلى حد كبير عن الضربات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من تضرر العلاقات بين القدس وموسكو بعد أن أدانت إسرائيل غزوها لأوكرانيا.

وقال مسؤول أوكراني كبير إن إسرائيل تزود أوكرانيا بـ”معلومات استخباراتية أساسية” حول الطائرات الانتحارية الإيرانية التي ينشرها الجيش الروسي.

حطام ما وصفته كييف بطائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” والتي أسقطت بالقرب من كوبيانسك، أوكرانيا، 13 سبتمبر، 2022.(Ukrainian military’s Strategic Communications Directorate via AP)

كما ذكر التقرير الذي نشرته صحيفة”نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي واستشهد بمصدر أوكراني مجهول، أن شركة أمنية إسرائيلية خاصة تزود الأوكرانيين بصور أقمار اصطناعية لمواقع عسكرية روسية.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت إسرائيل أكثر من 100 طن من المساعدات الإنسانية وأنشأت مستشفى ميدانيا في غرب أوكرانيا لمدة ستة أسابيع في بداية الحرب.

كما شحنت 2000 خوذة و500 سترة واقية من الرصاص قالت وزارة الدفاع إنها ستٌمنح لقوات الإنقاذ الأوكرانية والمنظمات المدنية.

ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس.