اخبار فلسطين

الولايات المتحدة تدين “الهجومين الإرهابيين” اللذين أسفرا عن مقتل ضابط أمن إسرائيلي وشاب فلسطيني

وصفت إدارة بايدن عمليتي إطلاق نار في نهاية الأسبوع أسفرت عن مقتل فلسطيني وإسرائيلي بأنهما “هجومين إرهابيين” في إدانتين أشارتا إلى أن واشنطن تنظر إلى الهجومين بالخطورة نفسها.

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تغريدتين في غضون دقيقة واحدة من بعضهما البعض مساء السبت واستخدمت في كلاهما لغة متشابهة للغاية.

وكُتب في التغريدة الأولى “ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في تل أبيب وأسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين وكذلك الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد الإسرائيليين. نعرب عن أعمق تعازينا لأسر الضحايا وندعو إلى وضع حد لأعمال العنف والتحريض على العنف “.

وجاء في التغريدة الثانية “ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس على أيدي مستوطنين إسرائيليين متطرفين وأسفر عن مقتل فلسطيني يبلغ من العمر 19 عاما. تتقدم الولايات المتحدة بأحر التعازي لأسرته وأحبائه. لاحظنا أن المسؤولين الإسرائيليين قاموا بعدة اعتقالات ونحث على المساءلة والعدالة الكاملة”.

أكد محامو مستوطنين اثنين يشتبه بهما في مقتل الفلسطيني قصي جمال معطان ليل الجمعة خلال اشتباك في الضفة الغربية أنهما تصرفا دفاعا عن النفس بعد أن قام حشد بمهاجمتهما وإسرائيليين آخرين.

لكن قرار الخارجية الأمريكية التشديد على وصف الحادثة بأنها هجوم إرهابي يشير إلى أنها لا تقبل رواية المشتبه بهما.

قصي أبو معطان. (Courtesy)

وجاءت التغريدة أيضا وسط إحباط متزايد من إدارة بايدن بسبب فشل إسرائيل في كبح عنف المستوطنين المتفشي، والذي يمر دون رادع إلى حد كبير. معطان هو ثالث فلسطيني يُقتل في اعتداء للمستوطنين هذا العام. شارك مئات الإسرائيليين في هذه الهجمات، لكن تم اعتقال قليل عدد منهم فقط ولم يتم توجيه اتهامات إلى أي منهم حتى الآن.

شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعا في عنف المستوطنين،حيث أفادت الأمم المتحدة في تقرير لها يوم الجمعة بوقوع أكثر من 600 هجوم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأشهر الستة الأخيرة.

أحد الإسرائيليين اللذين اعتقلا بعد هجوم إطلاق النار يوم الجمعة، ويُدعى اليشاع ييرد، هو متحدث سابق باسم عضو الكنيست ليمور سون هارميلخ من حزب “عودتسما يهوديت” اليميني المتطرف. ويُشتبه بأن ييرد تدخل في التحقيق، في حين يُعتقد أن المعتقل الآخر، ويدعى يحيئل إندور، هو من أطلق النار على معطان.

اندور وييرد كانا من بين مجموعة من المستوطنين الذي اقتحموا بشكل غير قانوني أراض فلسطينية خاصة يملكها سكان برقة من أجل رعي ماشيتهم. تعرض معطان لإطلاق النار بعد اندلاع الاشتباكات، التي اتهم كل طرف الطرف الآخر بإثارتها.

المستوطنون وصلوا من بؤرة عوز تسيون الاستيطانية غير القانونية القريبة، التي تورط سكانها القوميون المتطرفون بعدد من الهجمات ضد الفلسطينين.

في الحادثة التي وقعت يوم السبت، توجه ضابطا أمن في بلدية تل أبيب إلى مشتبه به لاحظا بأنه يتصرف ب مريبة في زاوية شارع مزدحمة في تل أبيب.

حين أمير (42 عاما)، حارس أمن بلدي قُتل برصاص مسلح من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في هجوم في تل أبيب، 5 أغسطس، 2023.(Courtesy)

رفض المشتبه به في البداية الرد على دعواتهما له بالتوقف، وعندما نزل الاثنان عن دراجتيهما النارية، أخرج الرجل الفلسطيني مسدسا وفتح النار وأصاب أحدهما.

وتعرض حين أمير (42 عاما) لجروح حرجة بعد إصابته برصاصة في الرأس. وتم نقله إلى مستشفى “إيخيلوف” القريب حيث أعلن الأطباء عن وفاته.

رد الضابط الثاني بإطلاق النار على المسلح وإصابته. ونقُل المسلح إلى مستشفى “إيخيلوف” قبل أن يتوفى متأثرا بجراحه.

وذكر جهاز الأمن العام (الشاباك) إن المسلح الفلسطيني يدعى كامل أبو بكر، وهو عضو في حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية من سكان بلدة رمانة بالقرب من جنين. أبو بكر كان مختبأ في مخيم جنين في الأشهر الستة الأخيرة وكان مطلوبا من قبل قوات الأمن الإسرائيلية لقيامه بفتح النار على قوات للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وفقا للشاباك.

لم يحمل أبو بكر تصريح دخول إلى إسرائيل بسبب انتمائه إلى الجهاد الإسلامي والاشتباه بتورطه في هجوم إطلاق النار السابق. ويجري الشاباك تحقيقا حول كيفية دخول أبو بكر إلى إسرائيل.

الشرطة وعناصر طوارئ أخرى في موقع هجوم مشتبه به نفذه فلسطيني في تل أبيب، 5 أغسطس، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وجاء هجوم إطلاق النار في وقت لا تزال فيه التوترات في المنطقة عالية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية والتي أسفرت عن مقتل 26 إسرائيليا وإصابة آخرين بجروح خطيرة منذ بداية العام، بما في ذلك هجوم إطلاق النار يوم السبت.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 164 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.

ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان.