اخبار فلسطين

رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة يسعى إلى تقييم تأثير التعديلات القضائية على الجيش الإسرائيلي تقرير

سيتوجه رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى إسرائيل في الأسبوع المقبل، وسيستغل لقاءاته مع قادة الأمن الإسرائيليين، بحسب تقرير، لتقييم عمق الضرر الذي لحق بجهوزية الجيش الإسرائيلي بسبب رفض بعض جنود الاحتياط المتطوعين الالتحاق بالخدمة احتجاجا على التعديلات القضائية.

قال مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه لموقع “واللا” الإخباري يوم الأربعاء إن وزارة الدفاع الأمريكية قلقة من تأثر قوة الردع العسكرية الإسرائيلية سلبا، مما قد يشجع على المزيد من الأعمال الاستفزازية من قبل إيران ووكلائها في المنطقة، أمثال حزب الله وحماس.

وذكر التقرير أن ميلي سيلتقي بوزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، مضيفا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الجنرال الأمريكي سيجتمع أيضا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وامتنع البنتاغون عن التعليق.

وقالت مصادر إسرائيلية لموقع “واللا” الإخباري إن الرحلة ستكون زيارة وداع لميلي، الذي من المقرر أن يغادر منصبه في شهر أكتوبر. وكان من المتوقع إجراء الزيارة في شهر يونيو، لكن تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة بسبب تمرد مجموعة فاغنر في روسيا.

وأقر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الماضي أن رفض الجنود الالتحاق بخدمة الاحتياط التطوعية احتجاجا على خطة الإصلاح القضائي التي تدفع بها الحكومة قد تسبب بدرجة من الضرر لجاهزية الجيش. ولقد هدد نحو 10 آلاف جندي احتياط بعدم الالتحاق بالخدمة بدعوى أن خطة الإصلاح الشاملة ستحول إسرائيل إلى بلد غير ديمقراطي؛ لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي أرقام عن عدد الذين نفذوا تهديداتهم حتى الآن.

لقد أثيرت القضية بالفعل خلال مكالمة هاتفية الشهر الماضي بين وزير الدفاع يوآف غالانت ونظيره الأمريكي لويد أوستن، وهي محادثة أجريت بعد يوم من إقرار حكومة نتنياهو القانون الأول في التعديل القضائي.

وقد أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن معارضة قوية للتعديلات القضائية، حيث تحدث هو وأعضاء إدارته مرارا ضد مساعي الحكومة لإضعاف المحاكم دون دعم واسع من الجمهور الإسرائيلي، المنقسم بشدة حول هذه المسألة.

وقال بيان صادر عن مكتب غالانت بعد مكالمته مع أوستن في 25 يوليو إن وزير الدفاع شدد على أن “أولويته الحالية هي ضمان الوحدة داخل صفوف جيش الدفاع والحفاظ على جاهزية وقدرات الجيش، في مواجهة مجموعة من التهديدات الأمنية”.

كما قال غالانت لأوستن إن “إسرائيل دولة ديمقراطية قوية وستبقى على هذا النحو في المستقبل”. وفقا لبيان أمريكي، قال أوستن لغالانت إن تأمين “إجماع واسع من خلال الحوار السياسي” هو “عنصر حاسم في ديمقراطية مرنة”.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن (إلى اليسار) ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت يلتقيان في بروكسل، 15 يونيو، 2023. (Elad Malcha / Defense Ministry)

جاء تقرير “واللا” في نفس اليوم الذي أطلع فيه مسؤولون عسكريون كبار المشرعين على جاهزية الجيش خلال اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، والذي حذروا خلاله بحسب تقارير من أن كفاءة الجيش الإسرائيلي من شأنها أن “تضعف” أكثر.

يُطلب من معظم الإسرائيليين الذين يكملون خدمتهم العسكرية الإلزامية أيضا حضور الخدمة الاحتياطية السنوية، ولكن يُتوقع أن يتطوع أولئك الذين خدموا في الوحدات الخاصة لمواصلة القيام بنفس الواجبات أثناء وجودهم في خدمة الاحتياط، وهو التزام يأخذونه على عاتقهم عادة.

مع انتشار تمرد جنود الاحتياط إلى بعض الوحدات والفرق الأكثر نخبوية في القوات المسلحة، واجه القادة العسكريون صعوبة في الحفاظ على تفاؤلهم بشأن هذه القضية علنا.

جندي احتياط يوقع إعلانا عن نيته إنهاء الخدمة الاحتياطية التطوعية، خارج المقر الرئيسي للجيش الإسرائيلي وبالقرب من متحف تل أبيب، بمدينة تل أبيب، 19 يوليو، 2023. (Courtesy Ben Cohen)

ولقد حذر هليفي، وقائد سلاح الجو الميجر جنرال تومر بار، وآخرون من أن احتجاجات جنود الاحتياط لها تأثير سلبي متزايد على جاهزية الجيش، مثيرين حفيظة نتنياهو ومشرعين آخرين وأنصار الحكومة المتدينة واليمينية المتطرفة، الذين يزعمون أن مثل هذه الاعترافات تؤدي إلى تفاقم المشكلة.

رفض ائتلاف نتنياهو احتجاجات جنود الاحتياط واعتبرها شكلا خطيرا وغير مسبوق من أشكال الابتزاز السياسي من قبل الجيش. ولقد جادل بعد المشرعين من الإئتلاف بأن الاحتجاج يرقى إلى محاولة انقلاب عسكري.

يوم الإثنين، أعرب مسؤولون أمنيون عن قلقهم من أنه من خلال السماح بالهجمات العلنية المتكررة على كبار ضباط الجيش، فإن الحكومة تحاول تحميلهم مسؤولية الضرر الحالي الذي لحق بجاهزية الجيش.