ما هو الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة؟

 لطالما كانت التعاملات بين الأفراد بسيطةً للغاية، وقائمة على تبادل السلع بعضها ببعض، ثم مقابل العملات المعدنية فالورقية، إلى أن أصبحت أكثر تطوراً وتعقيداً في الوقت الحالي، وذلك يعود إلى ظهور تحديات أكبر تطلبت حلولاً أكثر أماناً، ففكرة العملات الرقمية والمشفرة ظهرت للمرة الأولى في هولندا أواخر الثمانينيات عندما قامت الحكومة بالاستعانة بالمبرمجين من أجل ربط النقود الورقية ببطاقات خاصة للتقليل من السرقات المنتشرة في محطات الوقود، وبذلك أصبح الدفع في وسائل النقل قائماً على استخدام بطاقة ذكية وليس التعامل بالمال بشكل مباشر، ومن هنا كانت العملات الرقمية والمشفرة، فما الفرق بينهما؟ وكيف يمكنكَ الحصول عليها؟، ستجد الإجابة الشاملة في هذا المقال.

العملة الرقمية والعملة المشفرة

بدايةً، يمكنكَ الانضمام إلى الآلاف من الأشخاص الذين كانوا يعتقدون بأن العملة المشفرة هي نفسها العملة الرقمية طوال هذا الوقت، لكن لا عليك فبمجرد الانتهاء من هذا المقال ستتمكن من التفرقة بينهما بكل سهولة.

تُعرف العملة الرقمية باختصار على أنها الأموال الموجودة على الإنترنت، فهي أي عملة يتم تسجيلها وتحويلها على أجهزة الكمبيوتر  مثل الدولار أو اليورو مثلاً، أو العملات الموجودة في بطاقة الائتمان الذكية الخاصة بك، فأنتَ تحتفظ بالعملة التقليدية على شكل رقمي الآن في محفظتك.

أما العملة المشفرة فهي بالأصل عبارة عن برنامج حاسوب يقوم بحفظ قيمة معينة على شكل رموز، ومن الأمثلة عليها البيتكوين BTC والإيثيريوم ETH ولايتكوين LTC وغيرها، والجدير بالذِكر أن العملة المشفرة هي أحد أشكال العملة الرقمية ولهذا فإنه غالباً ما يُشار للأمثلة التي ذكرناها للتو على أنها عملات رقمية أيضاً.

ما هي أوجه التشابه بين العملة الرقمية والعملة المشفرة؟

تَستَخدم كلٌ من العملات الرقمية والعملات المشفرة ما يُعرف بتقنية البلوكتشين، وهي عبارة عن قاعدة بيانات ضخمة أشبه بسجلٍ كبيرٍ يحتوي على كافة معلومات  العملات الرقمية والمشفرة، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة.

ما هي أوجه الاختلاف بين العملة الرقمية والعملة المشفرة؟

على الجانب الآخر فإن هناك اختلافات متعددة بين العملة الرقمية والعملة المشفرة، وفيما يلي سنشرحها بالتفصيل:

• الإصدار

تقوم الحكومة مُتمثلة بالبنوك المركزية بإصدار العملات الرقمية وطباعتها ولا يحق لأي جهة أخرى القيام بذلك الإجراء، بينما تَصدُر العملات المشفرة من قِبل شركات خاصة غير تابعةٍ لأي جهة رسمية على الإطلاق، وذلك من خلال ما يُعرف بعملية التعدين باستعمال أجهزة كمبيوتر متخصصة، تُستخدم لحل معادلات رياضية صعبة ومعقدة.

• التحكم

تتطلب العملات الرقمية تَدخل البنوك من أجل إجراء أي عملية معينة، كتحويل المال إلى حساب صديق لك أو إيداعه أو سحبه، وذلك لأن النظام في العملات الرقمية مركزي بامتياز، وذلك على العكس تماماً من العملات المشفرة التي يرى البعض بأنها نشأت بالأصل للتخلص من الوسطاء ولتعزيز فكرة اللامركزية المالية، واستعادة سلطة الفرد وتحكمه بماله.

• سقف العملات

تستطيع البنوك طباعة ما تشاء من العملات الرقمية، فليس هنالك سقف أو عدد محدود لعملة الدولار أو اليورو مثلاً، وذلك على الرغم من أن هذا قد يؤدي إلى الانكماش الاقتصادي وبالتالي إلى ظهور العديد من المشكلات في بعض الدول، أما العملات المشفرة فمحدودة ولها سقفٌ معين لا يجب تجاوزه، فلن يتم إصدار أكثر من 21 مليون عملة من البيتكوين على سبيل المثال، إذ يتم التعامل مع العملات المشفرة وكأنها معادن نفيسة نادرة كالذهب والفضة، بل ويَدعوها البعض بالذهب الرقمي.

• الرسوم

تتطلب معاملات العملات الرقمية عادةً رسوماً عالية، كما أنها متغيرة وغير ثابتة، بينما قد تصل رسوم معاملات العملات المشفرة إلى 0%، وهو ما يُفسر إقبال الكثيرين عليها.

• الخصوصية والأمان

تُعتبر العملات الرقمية أكثر أماناً وذلك لأنها تقوم على تأمين حسابات الأفراد ومحافظهم بكلمات سر قوية من قِبل البنوك، وبينما لا تقل جهود شركات العملات المشفرة عن ذلك إلا أنها أكثر عرضةً للاحتيال والتلاعب، على الرغم من أنها محمية بنظام تشفير عالي الكفاءة.

• إمكانية الوصول

تُعد إمكانية الوصول إلى العملات الرقمية محدودةً نوعاً ما، وذلك لأن العديد من المعاملات مرتبطة بالبنوك التي تعمل لساعاتٍ معينة في اليوم، إلى جانب عطلات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية، بينما يمكنكَ القيام بأي معاملة للعملات المشفرة في أي وقتٍ تشاء، فهي مفتوحة طوال أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة.

• تقلب الأسعار

تُعتبر  العملات الرقمية أكثر استقراراً لأنها مدعومة من الحكومات والبنوك المركزية، ويَعتمد سعرها على الاقتصاد المحلي للدولة والسياسات النقدية فيها، بينما تُعد العملات المشفرة أكثر تقلباً لأنها تعتمد على العرض والطلب وحسب، كما أنها لا زالت جديدةً نسبياً ولم تلقَ انتشاراً واسعاً بعد.

• الشفافية

تُعد العملات الرقمية أقل شفافية بكثير من العملات المشفرة، حيث أنها تخضع لإشراف السلطات فقط، ويحق للبنوك الإطلاع عليها ومعرفة كافة تفاصيلها، أما في العملات المشفرة فكافة التفاصيل متاحة للجميع، حيث يمكن معرفتها من خلال سجل البيانات اللامركزي.

• التلاعب والتزوير

قامت البنوك بإنشاء سجل إلكتروني لحفظ العملات الرقمية وتتبعها، وذلك أشبه بالأرقام التسلسلية الموجودة على النقود الورقية لحمايتها ومنع تزويرها، وبالمثل فإن الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الشركات لحماية العملات المشفرة كبيرة أيضاً، وذلك على الرغم من تعرضها للعديد من هجمات القرصنة والاحتيال وإدخالها في النشاطات غير المشروعة، ويرى كثيرون أن هذا الأمر واردٌ في كلا العُملتين الرقمية والمشفرة على حد سواء.

كيف يمكنني الحصول على العملة المشفرة؟

طريقة الحصول على العملات الرقمية سهلة بالتأكيد، إذ يمكن لأي كان إنشاء حسابٍ في أحد البنوك المحلية وربط نقوده الورقية بجهازها الإلكتروني، أما العملات المشفرة كونها ما زالت جديدة علينا جميعاً فيمكن الحصول عليها من خلال منصات التداول الموثوقة عبر الإنترنت.

وتُعد رين واحدةً من أهم الشركات الواعدة في هذا المجال، وهي منصة تداول آمنة ومُرخصة من قِبل بنك البحرين المركزي، وتُقدم خدماتها في عددٍ من الدول العربية، وإذا كنتَ تسكن في منطقة الشرق الأوسط يمكنكَ القيام بإنشاء حسابٍ في منصة رين، وبدء رحلتك مع العملات المشفرة بدون أي رسوم تداول وبميزات أخرى توفر لك تجربة استخدام استثنائية.

وفي الختام، تَستخدم كلٌ من العملة الرقمية والعملة المشفرة شبكة البلوكتشين لإجراء المعاملات، بينما تختلف كل منهما عن الأخرى من حيث جهة الأصدار، وتقلب الأسعار، ودرجة الأمان والشفافية وغيرها، ويبدو أن العملة المشفرة ستصبح شائعة الاستخدام والتداول مثل العملة الرقمية، وخاصة بعد تبني العديد من الدول لها وإقبال العديد من الشركات على قبول الدفع بها.