جدول المحتويات
هل صيام القضاء يشترط النيه وتبييتها خاصّة أنّ الإنسان معرض في بعض الأحيان لأن ينسى تبييت النية أو يغفل عنها ويُصبح وقد أراد الصيام، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لذلك الفعل وبيان رأي علماء أهل السنة والجماعة في مسألة نية القضاء ومتى يكون وقتها وهل يجوز للمسلم التراجع عنها لطارئ ما قد ألمّ به وما الحكم الشرعي للجمع ما بين نية القضاء ونية التطوع.
هل صيام القضاء يشترط النيه
إنّ تبييت النية في صيام القضاء شرط من شروط الصيام لأنّ صوم القضاء يأخذ حكم صوم الفرض، أي لا بدّ للمسلم أن يبيت النية من الليل ولا يصح أن يقلب مثلًا نية صوم التطوع إلى نية قضاء الأيام التي أفطرها في شهر رمضان المبارك، وقد ذكر النووي في المجموع: “لا يصح صوم رمضان ولا القضاء ولا الكفارة ولا صوم فدية الحج وغيرها من الصوم الواجب بنية من النهار ، بلا خلاف”، والأصل أنّ الأعمال مربوطة بالنيات، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء بدون عذر
وقت نية صيام القضاء
انقسم العلماء في مسألة وقت نية صيام القضاء إلى أربعة أقوال وهي:[2]
- الحنفية: ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى اشتراط تبييت النية في صيام القضاء وتعيينها؛ لأنّ هذا الصيام هو مما ثبت في الذمة، وحقّ على العبد أن يقضيه وأن يعينه في نيته من الليل، والأفضل في ذلك أن ينوي الصيام وقت طلوع الفجر إن تمكّن من ذلك.
- المالكية: ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى تبييت النية من الليل ووقتها من غروب الشمس إلى آخر جزء من أجزاء الليل ويُمكن إيقاعها مع طلوع الفجر.
- الشافعية: ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى تبييت النية من الليل شرطًا في صيام الفرض أو صيام القضاء أو صيام النذر، ولا يشترط أن تكون النية في آخر الليلة، ولا يضرها لو أكل أو شرب أو جامع بعد عقده النية.
- الحنبلية: ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى اشتراط تبييت نية الصوم القضاء من الليل، وذلك لأنّه قضاء فرض فهو شابه الأداء الأول الذي يشترط فيه تبييت النية.
شاهد أيضًا: هل يجوز صيام القضاء يوم السبت
مسائل في صيام القضاء
ورد في صوم القضاء بعض المسائل التي جمعها علماء الفقه الإسلامي في كتبهم، فقد صنّف الفقهاء في الصيام كتبًا أفردوها لمسائله، وجعلوا كل مسألة من هذه المسائل بابًا لمناقشة المسائل وبيان الأقوال المختلفة فيها وترجيح بعضها على بعض، ومن تلك المسائل التي يقف معها هذا المقال ما يأتي:
حكم التراجع عن نية صيام القضاء
لا بدّ من الانتباه في هذه المسألة إلى الوقت الذي تراجع الصائم فيه عن صومه، فلو تراجع في نيته قبل طلوع الفجر فإنّه لا يضره ذلك وله أن يتراجع ويصوم في يومٍ آخر، أمّا لو أنّه تراجع بعد طلوع الفجر فإنّ ذلك لا يجوز ويلزمه أن يقضي يومًا محله لأنّه أشبه في صومه الفرض وهو صيام واجب فلا يحق التراجع، والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية
حكم جمع النية بين قضاء الصيام وصيام التطوع
لو صام المسلم يوم عرفة على سبيل المثال ونوى أن يصوم ذلك اليوم قضاء عن الأيام التي أفطرها فإنّ ذلك يجزئه عن القضاء ويُرجى أن يحصل على أجر صيام يوم عرفة بإذن الله، أمّا لو نوى أن يصوم يوم عرفة تطوعًا فإنّه يحسب من التطوع ولا يُجزئه عن صيام الواجب، وهذا ما يُعرف عند العلماء بمسألة التشريك في النية، قال ابن عثيمين رحمه الله:
“من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها”.
شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الايام البيض بنية الست من شوال
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل صيام القضاء يشترط النيه وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في تلك المسألة، وأضأنا على بعض من الأمور الخاصة بصيام القضاء ومتى تكون النية وما وقتها وهل يصح الجمع ما بين صيام القضاء والتطوع.
المراجع
- ^
islamqa.info , صيام القضاء لا بد فيه من تبييت النية كالأداء . , 09/05/2022 - ^
al-maktaba.org , كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي , 09/05/2022 - ^
islamweb.net , مَن نوى قضاء الصوم ثم تراجع قبل الفجر , 09/05/2022
