اخبار فلسطين

الولايات المتحدة تنضم إلى الإدانات لخطاب سموتريتش “المقلق والخطير” في باريس

انضمت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إلى الادانات لوزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش لإنكاره وجود الفلسطينيين، ووصفت تصريحاته بأنها “خطيرة”، كما أدانت فرنسا وآخرون هذه التصريحات.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين، واصفا تصريحات سموتريتش الأحد في باريس بأنها “مهينة”: “وجدنا أن هذه التعليقات ليست فقط غير دقيقة ولكنها أيضا مقلقة وخطيرة للغاية”.

واقفا خلف خريطة “إسرائيل الكبرى” التي تضم الأردن الحديث، قال سموتريتش إن الشعب الفلسطيني هو “اختراع” من القرن الماضي، وأنه “لا وجود للفلسطينيين لأنه لا وجود لشعب فلسطيني”.

وكان يتحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع في مراسم تأبين لناشط صهيوني، خلال رحلة خاصة إلى فرنسا لم تتضمن أي لقاءات مع مسؤولين حكوميين.

وقال باتيل: “يملك الفلسطينيون تاريخا وثقافة ثريين والولايات المتحدة تثمّن شراكتنا مع الشعب الفلسطيني”.

كما انتقد الخريطة الموجودة على المنصة أثناء حديث سموتريتش ووصفها بأنها “غير دقيقة”.

وردا على سؤال عما إذا كانت ستؤثر هذه التصريحات على العلاقات الأميركية مع إسرائيل، قال باتيل إن سموتريتش “ليس العضو الوحيد في الحكومة الإسرائيلية”.

النائب الأول للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل خلال المؤتمر الصحفي اليومي في 21 مارس، 2023، في واشنطن. (YouTube screenshot; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

ووصفت فرنسا في وقت سابق الثلاثاء ادعاء سموتريتش بشأن الفلسطينيين بأنه “مخزي وغير مسؤول”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر رداً على سؤال: “ندعو الأشخاص المُعيّنين في مناصب رفيعة في الحكومة الإسرائيلية إلى التحلي بالوقار المطلوب واحترام كرامة الآخرين والامتناع عن أي أعمال أو تصريحات تساهم في تصعيد التوتر”.

ونددت السعودية والإمارات وقطر بهذه التصريحات يوم الثلاثاء.

وقال البيان السعودي إن تصريحات سموتريتش “العنصرية… المنافية للحقيقة والتي تساهم في نشر خطاب الكراهية والعنف وتقوض جهود الحوار والسلام الدولي”.

ونددت الخارجية الإماراتية بالخريطة والتصريحات، مؤكدة على ضرورة “مواجهة خطاب الكراهية والعنف”.

كما انتقدت وزارة الخارجية القطرية بالمثل “إنكار وزير المالية الإسرائيلي وجود الشعب الفلسطيني واستخدامه خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وبحسب تقارير إعلامية عبرية، من المتوقع أن يقوم وفد من كبار المسؤولين الإماراتيين بقيادة خلدون المبارك، المقرب من رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، بالاحتجاج على تصريحات سموتريتش في لقاء مع الرئيس إسحاق هرتسوغ في إسرائيل يوم الثلاثاء. ومن المقرر أن يجتمع المسؤولون أيضا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يلقي كلمة في باريس، 19 مارس، 2023. (Ynet screenshot; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وجاءت هذه التنديدات بعد يوم من استدعاء الأردن لمبعوث إسرائيل احتجاجًا على خطاب سموتريتش وخريطة “إسرائيل الكبرى”، بعد أن سعت وزارة الخارجية إلى للحد من ردود الفعل على تصريحاته من خلال التأكيد على التزام القدس بمعاهدة السلام لعام 1994 مع عمان واحترامها لسيادة المملكة الإقليمية.

وفي وقت لاحق من ليلة الثلاثاء، اتصل رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لتقديم تأكيد مماثل فيما يتعلق بالتزام إسرائيل بسلامها مع الأردن.

وقبل ساعات، انتقدت وزارة الخارجية الأردنية ظهور سموتريتش في باريس، ووصفته بأنه “تحريض متهور وانتهاك للمعايير الدولية ومعاهدة السلام الأردنية”.

كما انتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تصريحات سموتريتش، كما فعل رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، الذي قال أن التصريحات هي دليل آخر على ما أسماه “الأيديولوجية العنصرية” التي تحكم إسرائيل.

رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 14 يونيو، 2022. (Flash90)

ولسموتريتش تاريخ من التصريحات التحريضية المثيرة للجدل ضد الفلسطينيين، والمواطنين العرب، واليهود غير الأرثوذكس، ومجتمع الميم.

في وقت سابق من هذا الشهر، أثار الوزير وهو شخصية بارزة في الائتلاف المتشدد بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغضب الدولي بدعوته إلى “محو” بلدة فلسطينية في الضفة الغربية في أعقاب هجوم فلسطيني مميت أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين. وتراجع عن التعليق واعتذر في وقت لاحق.

وجاءت التصريحات بعد ساعات من لقاء جمع بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني يوم الأحد في قمة إقليمية نادرة نسبيا، وإن كانت منخفضة المخاطر في شرم الشيخ المصرية، حيث أعاد الطرفان التزامهما بتهدئة التوترات قبل أيام من بداية شهر رمضان المبارك. كما اتفقا على مكافحة التحريض على العنف.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الإثنين إن تصريحات سموتريتش “التحريضية وغير المقبولة” قوضت الجهود الإقليمية في شرم الشيخ لإعادة الهدوء.

ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير.