منوعات

الاحتفال بعيد الحب.. كيف تتشابه تأثيرات الحب والشكولاتة على الإنسان؟


الشيماء أحمد فاروق


نشر في:
الإثنين 12 فبراير 2024 – 4:20 م
| آخر تحديث:
الإثنين 12 فبراير 2024 – 5:10 م

هل تشترك مشاعر الحب ومشاعر تناول الشكولاتة في شيء؟ هذا السؤال ربما يكون طرحه ملائما مع اقتراب موعد عيد الحب، الموافق 14 فبراير، لتجيب استير ستيرنبرغ، دكتوراه في الطب النفسي، على السؤال في جملة واحدة، “امسك بيد من تحب وتناول الشوكولاتة لتقليل التوتر وتعزيز الطاقة الإيجابية، الفعلان يتشابه تأثيرهما”.

وفي مقال لها مع اقتراب عيد الحب، تناقش ستيرنبرغ تأثير تناول الشكولاتة والقرب مع الأشخاص الذين نحبهم على الصحة العقلية وتقليل التوتر، في مجلة سيكولوجي توداي، وقالت: “تشير الدراسات إلى أن الإمساك بيد أحد أفراد الأسرة الذين نحبهم أو الشريك الرومانسي يقلل من الاستجابة للتوتر ويعزز الرفاهية”.

وتابعت، “الأشخاص الذين لديهم العديد من العلاقات الاجتماعية الإيجابية لديهم استجابة أقل للعدوى الفيروسية، وتعمل الشوكولاتة على تنشيط مناطق الدوبامين والمكافأة في الدماغ وتزيد من سرعة معالجة الدماغ واليقظة”.

واستكملت “منذ لحظة ولادتنا، نتوق إلى حب ومودة الآخرين، إنها المادة التي تصنع منها كل القصص العظيمة، والعلاقات الشخصية المستقرة والصحية تعزز رفاهيتنا بشكل عام، في المقابل تعتبر العلاقات السلبية مصادر كبيرة للتوتر ويمكن أن تضر بصحتنا الجسدية، وذلك من أساسيات فهم العلاج النفسي”.

وأكد الراحل جون كاسيوبو، أستاذ الفيزيولوجيا النفسية وعلم النفس الاجتماعي في جامعة شيكاغو، منذ عقود مضت، أن “الإمساك بيد شخص عزيز نحبه، يمكن أن يخفض ضغط الدم على الفور، ويقلل معدل ضربات القلب، وكلها علامات على انخفاض التوتر واستجابات الاسترخاء”.

وأظهرت دراسة حديثة أن تقلب معدل ضربات القلب زاد لدى الأزواج الذين أمسكوا أيدي بعضهم البعض بعد مشاجرة، وتحسنت الحالة المزاجية لكلا الشريكين فيما بعد، مما يشير إلى أن “اللمس” هو وسيلة مهمة لتقليل التوتر لدى الأزواج.

ويعمل “اللمس” على تنشيط العصب المبهم واستجابة الاسترخاء حتى عند الأطفال حديثي الولادة، وفي التسعينيات وجدت عالمة النفس تيفاني فيلد، أن تدليك طفلها الخديج يقلل من سلوكيات التوتر لديه، وواصلت تطوير طريقة للتدليك عند الأطفال المبتسرين والتي ساعدت الأطفال على النمو واكتساب الوزن، وتحسنت عملية الهضم لديهم، كل ذلك من خلال تأثير اللمس على تنشيط العصب المبهم، وهو أطول عصب في الجسم، ينشأ في جذع الدماغ ويمتد إلى البطن.

كما أوضح شيلدون كوهين، أستاذ علم النفس في جامعة كارنيجي ميلون وفريقه، أن الأشخاص المجهدين أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد الشائعة، مؤكدا “أنه كلما كانت علاقات المحبة والإيجابية التي نتمتع بها جيدة قل احتمال إصابتنا بالأمراض الفيروسية وعلى العكس من ذلك، فإن العزلة تزيد من الاستجابة للضغط النفسي وعدد وشدة الالتهابات الفيروسية، مثل الأنفلونزا أو نزلات البرد”.

واهتم عدد لا بأس به من المتخصصين بمحاولة إثبات أهمية الحب وتأثيره على صحتنا، ومنهم البروفيسور شون ماكان، أخصائي أمراض الدم في دبلن، أيرلندا، الذي قام بدراسة مجموعة من مرضى زرع نخاع العظم، الذين تم عزلهم بشكل روتيني في غرفة لمدة تصل إلى 8 أسابيع في المرة الواحدة، ومُنعوا من الخروج أو استقبال الزوار، وكانت نسبة الإصابة لديهم عالية جدًا، وللتخفيف من عزلتهم، قام ماكان بتركيب أجهزة عرض من الكريستال السائل “LCD” على أسقف غرف المرضىن وسأل المرضى عن الصور التي يريدون رؤيتها، وكانت إحدى الردود الأكثر تكراراً هي “صور أحبائهم”، واتضح أن المرضى الذين تمكنوا مشاهدة صور أحبائهم، كان لديهم قدر أقل من القلق والاكتئاب.

وتتساءل ستيرنبرغ: “ما علاقة كل هذا بالشوكولاتة؟ اتضح أن الشوكولاتة تعمل على تنشيط بعض مناطق المزاج الإيجابية في الدماغ التي تفعلها العلاقات العاطفية مثل مكافأة الدوبامين ومسارات الإندورفين المضادة للألم التي تشعرك بالسعادة، حيث تحتوي الشوكولاتة أيضًا على أنانداميد، وهو مادة القنب الطبيعية في الدماغ التي تسبب النشوة، ويعود استخدام الشوكولاتة كمنشط وأدوية للعديد من الأمراض إلى آلاف السنين”.

وأضافت: “ليس هناك شك في أن المكونات الكيميائية للشوكولاتة تنشط ويمكن أن تجعل قلب الشخص يشعر بالسعادة ويبتعد عن القلق، فهي بطرق عديدة تحاكي فسيولوجيا الإثارة الجنسية ومشاعر الوقوع في الحب عند تناولها بكميات معتدلة، فإن الشوكولاتة الداكنة -طالما أنها غير ملوثة بالمعادن الثقيلة- لها العديد من الفوائد الصحية، بالإضافة إلى كونها منشطة، بما في ذلك تقليل الالتهاب وخفض ضغط الدم”.

وتشمل المواد الكيميائية العديدة التي تمنح هذه الفوائد: الحديد، والزنك، والنحاس، والمغنيسيوم، ومحتوى عالٍ من مركبات الفلافونويد وغيرها من البوليفينول -مضادات الأكسدة المضادة للالتهابات التي تخفض ضغط الدم وتقلل من مقاومة الأنسولين- تعمل تأثيراتها الوعائية على زيادة تدفق الدم في الدماغ وتحسين سرعة معالجة الدماغ والوظائف التنفيذية والذاكرة، فهي تفيد نمو الخلايا العصبية وبقائها على قيد الحياة، مما يشير إلى أن الشوكولاتة قد تساعد في منع التدهور المعرفي ودرء الخرف.

وتوضح ستيرنبرغ أن هناك فائدة أخرى تتمثل في ربط الشوكولاتة بعلاقات المحبة، لطالما اعتبرت الشوكولاتة هدية مثالية لتأكيد حب المرء.