اخبار فلسطين

الشاباك يحقق في مقتل فلسطيني على يد مستوطن في الضفة الغربية

انضم جهاز الأمن العام “الشاباك” إلى الشرطة في التحقيق في مقتل شاب فلسطيني على يدي مستوطنين إسرائيليين، كما يُزعم، في الضفة الغربية في نهاية الأسبوع، حسبما قال متحدث باسم جهاز الأمن العام لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الإثنين.

بحسب شهود عيان ومسؤولي صحة فلسطينيين ومنظمة “يش دين” الحقوقية الإسرائيلية، فإن نحو 30 مستوطنا وصلوا من بؤرة حفات يائير (مزرعة يائير) الاستيطانية غير القانونية وهاجموا فلسطينيين على أطراف بلدة قراوة بني حسن السبت.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الرجل (27 عاما)، ويُدعى مثقال عبد الحليم ريان، أصيب برصاصة قاتلة في رأسه.

وقال المجلس الإقليمي السامرة إن مجموعة من 25 إسرائيليا تواجدت في المنطقة عندما هاجمها فلسطينيون، الذين قاموا، كما زعم، بإلقاء الحجارة والمفرقعات عليهم.

وأعلن الشاباك عن انضمامه إلى الشرطة في التحقيق. ومع ذلك، لم تستجوب سلطات إنفاذ القانون أي مشتبه بهم حتى الآن.

وقال أحد سكان قراوة بني حسن لصحيفة “هآرتس” إن مجموعة المستوطنين أتت إلى المنطقة من خارج البلدة، وقال له البعض أنه غير مسموح له بالتواجد هناك”.

???? الشهيد الشاب مثقال ريان الذي ارتقى برصاص مستوطن في قراوة بني حسان، قضاء سلفيت pic.twitter.com/3VQgxqzZM6

— الرسالة للإعلام (@Alresalahpress) February 11, 2023

وقال شاهد العيان  للصحيفة: “أخبرتهم أنه لا يسمح لهم بالتحدث معي بهذه ال، وقال لي أحدهم أنه سيطلق النار علي”.

كما قال أنه من بين المستوطنين تعرف على شخص قال له سابقا إنه “قتل الكثير من العرب”.

في بيان، قال رئيس المجلس الإقليمي السامرة يوسي دغان إنه “يدعم بالكامل” مستوطنا “أطلق النار في الهواء” لحماية المجموعة الإسرائيلية.

وجاء في البيان أن “عشرات الفلسطينيين اقتربوا من المستوطنين ورشقوهم بالحجارة و[أطلقوا] الألعاب النارية عليهم”، وأضاف البيان أنه “بسبب الخوف على حياتهم أطلق أحدهم النار في الهواء”.

وقال دغان: “أنا أدعم بالكامل المواطن الذي دافع عن حياته وحياة الإسرائيليين. إن المواطن الذي فتح النار تصرف بشكل صحيح عندما دافع عن حياته في مواجهة أعمال شغب وحشد هائج من الإرهابيين”.

ونفى شاهد العيان الفلسطيني إطلاق ألعاب نارية، لكنه قال إن بعض الفلسطينيين ألقوا الحجارة على المجموعة عندما اقتربت من البلدة. ولم ترد أنباء عن إصابة مستوطنين في الحادثة.

وقال الرجل لصحيفة هآرتس: “عندما وصل سكان من البلدة، كان هناك شخص حاول التحدث معهم لتجنب المشاكل. بدأ المستوطن بإطلاق نحو 30 رصاصة باتجاهنا”.

وأضاف: “صحيح أنهم رشقوهم بالحجار، لكنهم أتوا إلينا. عندما تعرض الشاب لإطلاق النار كان واقفا فقط”.

الشاب الجريح في قراوة بني حسان أصيب برصاص مستوطن خلال تصدي الأهالي لهم غرب سلفيت. pic.twitter.com/xM8BuEPxmc

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 11, 2023

وقال متحدث باسم الشرطة لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن القوة فتحت تحقيقا في الحادثة، لكنه لا يستطيع تأكيد التقارير لأن الشرطة لم تفحص الجثة أو تحقق مع أي من المشتبهين الذين يُزعم تورطهم في الحادثة.

وقال متحدث باسم الجيش لتايمز أوف إسرائيل أنه تم استدعاء القوات إلى المكان في أعقاب تقارير عن اشتباكات بين المستوطنين والفلسطينين، مضيفا أن الجنود لم يشاركوا في إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل الشاب الفلسطيني.

وجاء في بيان للجيش أن “قوات الجيش وصلت وردت بوسائل لتفريق الحشود وأطلقت النار في الهواء في أعقاب احتكاك عنيف بين عشرات الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وقال الجيش أنه كان على علم بإطلاق مستوطنين النار على فلسطيني ونقله إلى المستشفى قبل وصول القوات إلى مكان الحادث.

ونددت الولايات المتحدة بشدة بعملية القتل ودعت إلى إجراء تحقيق في الحادث.

وقال مكتب الشؤون الفلسطينية الأمريكي في تغريدة على تويتر، “ندين بشدة إطلاق النار على مثقال ريان من قبل مستوطن إسرائيلي من مستوطنة حفات يائير الغير قانونية في سلفيت”، مبرزا في بيانه مكان إقامة المشتبه به في بؤرة استيطانية غير قانونية.

وأضاف البيان “لقد رأينا تقارير تفيد بأن الشرطة الإسرائيلية تحقق في الحدث، ونشير إلى أن إسرائيل لديها المسؤولية عن الأمن في المناطق التي تسيطر عليها (…) نحث على إجراء تحقيق شامل وشفاف في إطلاق النار. تحقيق يؤدي إلى المساءلة ويمنع عنف المستوطنين في المستقبل”.

“كما قال وزير الخارجية بلينكن الشهر الماضي، يجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات لمنع المزيد من تصعيد العنف وخطوات لاستعادة الهدوء”.

تصاعدت التوترات في الوقت الذي واصل الجيش الإسرائيلي عملياته التي تركز في الغالب على شمال الضفة الغربية للتعامل مع سلسلة من الهجمات التي خلفت 31 قتيلا في إسرائيل في عام 2022، وعشرة آخرين منذ مطلع العام.

وأسفرت عمليات الجيش عن اعتقال أكثر من 2500 فلسطينيا في مداهمات ليلية شبه يومية. كما خلفت 171 قتيلا فلسطينيا في عام 2022، و46 آخرين منذ مطلع العام، العديد منهم خلال تنفيذهم هجمات أو في مواجهات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين.

كما لوحظ ارتفاع في عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة.

لكن معظم الحالات لم يتم حلها أبدا. بين عامي 20052021، أدت 7% فقط من التحقيقات في عنف المتطرفين اليهود ضد الفلسطينيين إلى تقديم لوائح اتهام، بحسب منظمة “يش دين”.

وتنتقد إدارة بايدن بشكل متزايد قضية انعدام المساءلة في حوادث العنف التي يتورط فيها المستوطنون.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد