اخبار فلسطين

عضو كنيست من الإئتلاف يدعو إلى اعتقال زعيمي المعارضة لبيد وغانتس، متهما إياهما بـ”الخيانة”

دعا عضو كنيست من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، الثلاثاء إلى اعتقال زعيمي المعارضة وعضوي كنيست سابقين، متهما إياهم بـ”خيانة الدولة” وواصفا إياهم بأنهم “من أخطر الأشخاص في الوقت الحالي”، مثيرا إدانات واسعة من وسط اليسار، وفي وقت لاحق الثلاثاء، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأدلى عضو الكنيست تسفيكا فوغل، وهو عميد متقاعد في الجيش الإسرائيلي، بتصريحاته في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية “كان”، ردا على تصريحات أدلى بها زعيم المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، والعضوين السابقين في الكنيست يائير غولان وموشيه يعالون ضد خطط الحكومة لإصلاح النظام القضائي الإسرائيلي.

وقال فوغل “هذا جنون. يجب اعتقال هؤلاء الأربعة. أنهم من أخطر الأشخاص في الوقت الحالي”.

عندما سألته محاورته منذهلة عما إذا كانت قد سمعته بشكل صحيح، أكد فوغل تصريحه.

وقال “هذا تماما ما قلته. هؤلاء الأربعاء يتحدثون الآن عن الحرب… لو كانوا يدعون إلى مظاهرات، سأمنحهم كل حق للتظاهر. لكنهم يتحدثون بمصطلحات تعتبرني عدوا”.

وأضاف “بالنسبة لي، هذه خيانة للدولة، إذا لم أكن واضحا بما فيه الكفاية”.

وكان لبيد وغانتس وغولان ويعالون انتقدوا خطة الحكومة الجديدة لتنفيذ إصلاح قضائي شامل يقول منتقدوه إن من شأنه تحييد النظام القضائي في البلاد والسماح للحكومة بالمس بحقوق الأقليات وإلغاء رقابة المستشارين القانونيين ومحكمة العدل العليا.

يوم الإثنين، اتهم غانتس نتنياهو بـ”القيادة نحو حرب أهلية”، وحض لبيد أنصاره على النزول إلى الشوارع في “إطار الحرب على بلدنا”، في حين دعا غولان إلى “عصيان مدني”، وحث يعالون المفوض العام للشرطة على عدم الامتثال لأوامر وزير الأمن القومي بن غفير، الذي مُنح صلاحيات غير مسبوقة على الشرطة في إطار الحكومة الجديدة، مع سلطة أكبر لإملاء سياسات الشرطة.

ومن المتوقع أن يصبح فوغل رئيسا للجنة الأمن الداخلي في الكنيست في غضون بضعة أسابيع، مما يمنحه صلاحية الإشراف على الشرطة، التي تخضع لسلطة زعيم عوتسما يهوديت ووزير الأمن القومي الجديد، بن غفير.

بيني غانتس ويائير لابيد (حزب أزرق أبيض) خلال اجتماع لكتلة الحزب في الكنيست، 18 نوفمبر، 2019. (Hadas Parush/Flash90)

تعليقا على تصريحات فوغل، كتب لبيد في تغريدة: “كان من الواضح أن هذا سيحدث. في دول غير ديمقراطية، تهدد القيادة دائما باعتقال قادة المعارضة”.

وأضاف “هكذا تنهار الديمقراطية، في يوم واحد. بن غفير يطالب باستخدام خراطيم المياه ضد المتظاهرين المؤيدين لنا، وعضو الكنيست فوغل يقول إنه ينبغي اعتقال غانتس واعتقالي والإلقاء بنا في السجن بتهمة الخيانة، وفي بئر السبع، يحاول رجل دهس طلاب [مؤيدين لنا] لتظاهرهم واستخدام حقهم في حرية التعبير. لن نسمح بالدوس عليها أو على بلدنا الحبيب”.

ودعا عضو الكنيست من حزب “الوحدة الوطنية” غادي آيزنكوت، وهو مثل غانتس ويعالون رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي، فوغل إلى “التراجع عن تصريحاته الخطيرة”، وحض نتنياهو على “التنديد فورا” بأقواله، مضيفا: “إئتلاف يدعو إلى اعتقال زعماء المعارضة هو أمر غير مقبول في دولة ديمقراطية”.

وأصدر غانتس بيانا ناريا لم يعلق فيه على تصريحات فوغل بشكل مباشر، لكنه قال فيه إن إسرائيل “بحاجة إلى اتفاقات واسعة وليس استمرار التحريض والانقسامات”، وطالب نتنياهو “بإدانة الهجمات على المتظاهرين والتصريحات الخطيرة”، وحضه على “العمل على رأب الصدع في الأمة، وليس توسيعه”.

في البداية، التزم مكتب نتنياهو الصمت بشأن هذه المسألة، لكنه أصدر لاحقا بيانا قال فيه إنه قال لرئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في مكالمة هاتفية: “في دولة ديمقراطية، لا يتم اعتقال زعماء المعارضة، تماما مثلما لا يتم وصف وزراء الحكومة بالنازيين، ولا يتم وصف الحكومات اليهودية بالرايخ الثالث، ولا يتم تشجيع الجمهور على عصيان مدني”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري محادثة بالفيديو مع أعضاء منظمة إيباك من مكتبه في القدس، 9 يناير، 2023. (Kobi Gideon / GPO)

وزير الدفاع من حزب “الليكود” يوآف غالانت دعا “الجميع من اليمين ومن اليسار إلى تهدئة الأجواء”، مضيفا “الكلمات لها مغزى ونحن ندخل منطقة خطرة. حتى في أوقات الخلاف العميق، فإن مهمة قادة الجمهور هي الحفاظ على الوحدة الوطنية”.

وكتب عضو الكنيست داني دنون (الليكود) في تغريدة عل “تويتر” إن “التصريحات التي تم الإدلاء بها اليوم في خضم الخطاب غير مقبولة”، قائلا إنه في حين أنه يعارض أيديولوجيا لبيد وغانتس ويرى أن تصريحاتهما الأخيرة لا تقل ضررا، فإن “الدعوات إلى سجنهما تتجاوز كل الحدود”.

ومع ذلك، حصل فوغل على دعم من وزير التراث وزميله في عوتسما يهوديت، عميحاي إلياهو.

وقال إلياهو “أنا لا أفهم كيف أننا لا نردد جميعا صرخات الألم التي عبّر عنها صديقي تسفيكا فوغل”، متهما لبيد ورئيس محكمة العدل العليا الأسبق، أهارون باراك، وآخرين “بوضع حرب أهلية محتملة على جدول الأعمال العام وإلغاء الأساس المدني الذي يوحدنا، والجميع يلتزم الصمت”.

عضو الكنيست عن “عوتسما يهوديت” عميحاي الياهو يلقي كلمة في الكنيست، 6 ديسمبر، 2022. (Noam Moskowitz/Knesset)

عضو كنيست ثالث من حزب عوتسما يهوديت، وهو نائب الوزير ألموغ كوهين، كرر أقوالا مماثلة، وقال للقناة 13 إنه في حال استمر زعماء المعارضة “تحريضهم ورغبتهم في إراقة الدماء في الشوارع فسيتم تكبيل أيديهم بالأصفاد”.

ونقلت “كان” عن وزراء في الليكود لم تذكر أسماءهم وصفهم للتصريحات بأنها “مضرة” وانتقادهم لبن غفير لصمته، وحثوه على “السيطرة على حزبه”.

وأفاد عدد من وسائل الإعلام أن بن غفير رفض الدعوات لاعتقال شخصيات من المعارضة، وكتب في مجموعة مغلقة لأعضاء حزبه على تطبيق “واتساب”: “أنا أفهم الجميع في ظل التحريض والفتنة ضدنا، لكن لا تذهبوا في اتجاه اعتقال لبيد وغانتس بأي حال من الأحوال”.

بعد ذلك أصدر وزير تنمية الجليل والنقب يتسحاق فاسرلاوف من عوتسما يهوديت بيانا قال فيه: “أنصح الجميع بالهدوء ألا يهدد غانتس بحرب أهلية، وألا يحذر لبيد من أن الأمور ستؤول إلى إراقة دماء. وأدعو إخواني في اليمين إلى تهدئة الأجواء وعدم الانجرار إلى استفزازات الطرف الآخر”.

نظم الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة مظاهرات في تل أبيب يوم السبت، واستمرت احتجاجات أصغر هذا الأسبوع حيث دعت شخصيات في المعارضة إلى مسيرات حاشدة وإضرابات ضد سياسات الحكومة والتغييرات المخطط لها، بدعوى أنها تحاول تحييد الطابع الديمقراطي لإسرائيل. وأمر بن غفير الشرطة بالبدء في اتخاذ تدابير أكثر صرامة ضد الاحتجاجات، بما في ذلك اعتقال من يقوم بإغلاق الطرق من المتظاهرين.