اقتصاد

600 جنيه للقطعة.. ارتفاع جنوني لأسعار ملابس النساء بوسط البلد قرب العيد

قبل عام واحد فقط كانت الفتيات والنساء تستطعن شراء زيًا كاملًا للعيد، أما اليوم فبالكاد تستطعن شراء قطعة واحدة!

ملابس العيد أو كما يعرفها تجار الملابس بـ”الموسم” أصبحت حجة لرفع الأسعار؛ حتى تحولت لأسلوب موسمي ثابت ومتبع في كل الأعياد الإسلامية والمسيحية.

حتى النساء اللائي تخططن لشراء الملابس ليلة العيد على أمل الحصول على تخفيضات فقد تبددت أحلامهم، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد غلاء متسارعا لأسعار السلع والمواد الغذائية وأساسيات المعيشة؛ نتيجة ارتفاع سعر الدولار بقيمة 32 جنيهًا.

“الشروق” أجرت جولة ميدانية لمحلات بيع الملابس في وسط البلد، وبالتحديد شارعي قصر النيل وطلعت حرب، قبيل عيد الأضحى المبارك، حيث خلت واجهات المحال الزجاجية من يافطات الخصومات التي يحرص أصحابها على وضعها كل موسم ضمن عروض مخفضة لجذب المتسوقين.

* القطعة بـ600 جنيه.. المصري أصبح باهظًا
انتشرت في الأسواق ملابس أزياء صيف 2023 للنساء، أغلبها فضفاضة باللون الأخضر والبيج والأزرق، وأخرى تحمل رسومات كبيرة بألوان فسفورية.

ورغم أن أغلب الملابس المعروضة صناعات محلية حسبما كتب عليها، وليست تابعة لعلامات تجارية مشهورة، إلا أن جميعها باهظ الثمن.

ورصدت “الشروق” سعر بلوزة قصيرة بدون أكمام مقاس صغير (قطن) بـ300 جنيه، فيما بلغ سعر شبيهتها بخامة بوليستر 235 جنيهًا، بينما تخطى سعر البلوزات الملونة ذات الأكمام (بوليستر) الـ400 جنيه.

ونوع آخر من البلوزات وهي الطويلة ذات الأكمام مقاس كبير (بوليستر أو فسكوز)، وصل سعرها لـ370 جنيهًا، أما البلوزات ذات الطابع الكلاسيكي، مقاس صغير (بوليستر وساتان) فتراوح سعرها من 385 جنيهًا إلى ما فوق الـ400 جنيه.

لكن وجدت مجموعة أخرى أكثر غلاءً تمثلت في القمصان المصنوعة من الكتان المنقوش، والفساتين الستان والقماش بجميع مقاساتها التي تراوح سعرها بين 500 جنيه و600 جنيه، فيما تراوح سعر الكارديجان من 550 جنيهًا إلى 650 جنيهًا، وسعر التيشيرتات القطنية الملونة 160 جنيهًا.

كما لوحظ ارتفاع جنوني لأحد الأطقم المنسقة بجهود العاملين في أحد المحال، وهو عبارة عن تيشرت قطني ملون، وكارديجان منقوش، وصل سعره إلى 835 جنيهًا.

وبلغ سعر البليرز خامة (ليكرا) في أحد المحال 725 جنيهًا، فيما وصل سعر البليزر القماش في محل آخر 400 جنيه.

أما البناطيل القماش والجينز فتراوح سعرها بين 350 لـ450 جنيهًا.

*سعر متوسط للأحذية الجلدية.. والرياضة تخطت الـ 400 جنيه

وجاءت أغلب أسعار الأحذية النسائية المصنوعة من الجلد في مستوى متوسط، تراوح من 200 إلى 300 جنيه، فيما ارتفعت أسعار الأحذية الرياضية النسائية لتتخطى 400 جنيه في أغلب المحال.

* إقبال متوسط على شراء الملابس.. وفتيات يفضلن شراء القطعة الواحدة

شهدت محال ملابس النساء في وسط البلد إقبالًا متوسطًا منذ فترة العصر وحتى الساعة التاسعة ليلا.

والتقت “الشروق” ببعض الفتيات المتسوقات اللاتي قلن إنهن اضطررن لشراء قطعة واحدة من “طاقم العيد”، نظرًا للارتفاع الجنوني للأسعار.

وتقول (م. أ)، فتاة غير عاملة في العشرينيات من عمرها: “الأسعار نار هضطر اشترى حاجة واحدة بس وطبعا هتكون بلوزة وهركبها على بنطلون قديم عندي لأن الحاجة الواحدة سعرها غالي جدا، ولو عايزة طقم كامل من ثلاث قطع يبقى لازم أحوشله قبلها بفترة”.

(ن. ك) كان لها نفس الرأي أيضا، فبالرغم من عملها في إحدى المصانع الخاصة براتب يصل لـ3 آلاف جنيه، إلا أنها قررت شراء قطعة واحدة جديدة بسبب غلاء الأسعار: “الأسعار دي جديدة علينا وتخوف، زمان وحتى من سنة كان ممكن نشتري طقم واتنين بألف جنيه، لكن دلوقتي الألف ما تجبش طقم كامل لأي بنت، عشان كده قررت إني هشتري بلوزة واحدة وطرحة جديدة على بنطلون جينز عندي”.

*رد شعبة الملابس
وعن أسعار الملابس المطروحة حاليا، كشف خالد فايد نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، أن المصانع حاولت الحفاظ على متوسط أسعار يتناسب مع دخل المواطن حتى تتمكن من بيع ما لديها من إنتاج، ورغم تحرك سعر العملة بأكثر من 100%، إلا أن مصانع الملابس امتصت الزيادات السعرية وتحركت الأسعار في حدود 30% فقط، وهي نسبة لا تقارن بتحرك سعر الصرف وقفزة أسعار الخامات التي يدخل الدولار كمكون فيها بنسبة كبيرة.

وأضاف فايد، في بيان يوم السبت الماضي، أن الموسم الحالي للمبيعات أقل بالتأكيد من موسم عيد الأضحى الماضي، موضحة أن الطلب على الملابس حاليًا يسير بصورة معتدلة، مع وجود تشكيلات جديدة طرحتها المصانع خلال الشهرين الماضيين استعدادًا لفترة الأعياد.

وأوضح فايد، أن عدة علامات تجارية عالمية في صناعة الملابس اتجهت لتصنيع موديلاتها المختلفة في مصر؛ بسبب الضوابط المفروضة على الاستيراد، وارتفاع أسعار الملابس المستوردة بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي دفع براندات كبرى للتصنيع في السوق المحلي سواء بإنشاء مصانع لها أو التصنيع لدى المصانع المصرية.

وتابع أن هناك قفزة كبيرة في أسعار الملابس المستوردة، وهو ما فتح الباب أمام المنتجات الوطنية من الملابس الجاهزة التي شهدت رواجًا ملحوظًا مقابل المستورد، خاصة مع وصول جميع العلامات التجارية الأجنبية لمستويات سعرية، لا يتحملها المواطن المصري في المرحلة الحالية؛ بسبب مستويات التضخم العالمية غير المسبوقة.

ولفت فايد الى أن إنتاج الملابس الرجالي والحريمي والأطفال أصبح يتماشى مع نفس خطوط الموضة العالمية، وشهدت هذه الصناعات تطورًا كبيرًا، الأمر الذي يجعل صناعة الملابس في مصر أحد أهم القطاعات الإنتاجية التي يمكن أن تساهم بحصيلة تصديرية كبيرة.