منوعات

الإجهاض: لماذا تقف فئة من الشباب الأمريكي ضده وتعتبر منعه معركتها؟

وهي تعتقد أن تبني مثل هذا الموقف من الحياة قد يؤدي بالناس إلى إعادة النظر في وجهات نظرهم بشأن العنف المسلح والعنصرية.

يقول العديد من النشطاء الشباب في الحركة المناهضة للإجهاض إنهم رغم عدم إنجابهم للأطفال، فإن نظرتهم للعالم قد تشكلت بعمق من خلال تجاربهم الشخصية.

ولدت ميث في الصين في ظل سياسة الطفل الواحد في البلاد، وتبنتها أم بيضاء عازبة من ولاية بنسلفانيا عندما كان عمرها نحو سبعة أشهر. وعائلتها الأمريكية ليست متدينة، ووالدتها مؤيدة لحق المرأة في اختيار مصير الحمل، لكنها التحقت لاحقا بمدرسة ثانوية كاثوليكية.

وهي تقول”مع وجود سياسة الطفل الواحد في الصين، وحكم رو ضد ويد، فقد تم انتزاع الحق في الحياة، والحق في الولادة، بشكل كامل”. وتضيف “كان هذا هو القاسم المشترك الذي رأيته: انتزاع الحق في الحياة”.

ويقول سلايتر إن موقفه المناهض للإجهاض ترسخ عندما بدأت عائلته في رعاية وتبني أطفال محتاجين. وهو يشجع العائلات الأخرى على فعل الأمر نفسه، ويؤكد أنه لا يتأثر بالحجج القائلة بأن تقييد الوصول إلى الإجهاض يمكن أن يزيد عدد الأطفال الذين يولدون في حالة فقر أو يعانون من صدمات لاحقا في الولايات المتحدة.

ويقول “لقد كان في منزلنا كل هذه الأنواع من الأطفال، وكانوا ينامون معي في نفس الغرفة. هناك من يقول إن موتهم أفضل لهم من أن يعيشوا. وهذا يزعجني حقا”.

في عام 2020، كان أكثر من 407000 طفل يعيشون تحت ظل نظام الرعاية، ولكن تم تبني ما يزيد قليلا عن 58000 طفل من خلال وكالة عامة لرعاية الطفل، وفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة.

ويقول سلايتر إنه يدرك تماما أن حظر الإجهاض، سيتطلب تغييرا هائلا في سياسات الرعاية الاجتماعية والصحية في الولايات المتحدة، ومن أجل تقديم الدعم بشكل أفضل للآباء والأمهات والأسر في الولايات المتحدة.

وغالبا ما يشترك الشباب الأمريكيون سواء المؤيدين لحق الاختيار أو المناهضين للإجهاض في شيء واحد: كلا الطرفين ينظر إلى حراكه على أنه كفاح من أجل المساواة والعدالة. لكنهما يختلفان حول من يجب أن تكون حقوقه أكثر أهمية.

وتقول فيكتوريا هاميت، نائبة مدير المجموعة السياسية GenZ for Change (الجيل زد من أجل التغيير) إنها تعتبر الإجهاض جزءا من الرعاية الصحية الإنجابية، وهي تكرس جهودها لاستعادة تمكين المرأة من الوصول إلى إجراءات الإجهاض في الولايات المتحدة.

وترى هاميت أن “الكفاح من أجل العدالة، والتأييد لحق الحياة (ضد الإجهاض) أمران “متناقضان بطبيعتهما، لأنك تجبر الناس على التخلي عن استقلاليتهم الجسدية”.

وتضيف “أعتقد أن الدفاع عن أن تكون الحكومة قادرة على إجبار النساء على الموت ربما أثناء عملية الولادة، أو حمل أشخاص آخرين (الأطفال) بداخلهن ضد إرادتهن ليس عدالة اجتماعية بأي حال من الأحوال”.

من جهتها، لا توافق فيث إلونغر على هذه الفكرة. وتقول خريجة علم الأحياء وهي من تكساس وفي الخامسة والعشرين من عمرها إنها تريد إعادة توجيه التمويل والوعي والدعم من المنظمات المؤيدة للاختيار مثل تنظيم الأسرة، إلى المراكز التي ترعى الحمل، والتي تهدف إلى مساعدة النساء على إنجاب الأطفال طوال فترة الحمل.

وتقدم هذه المراكز، التي يتبع الكثير منها جهات دينية والممولة من القطاع الخاص من خلال التبرعات، النساء اللواتي يفكرن في إجراء اختبارات مجانية للإجهاض، وفحص بالموجات فوق الصوتية، واستشارات. لكن الجماعات المؤيدة لحق الاختيار تتهم هذه المراكز بنشر معلومات مضللة حول مخاطر عمليات الإجهاض لثني النساء عن إجرائها.

وفي حين أن العديد من المدافعين عن حق الاختيار، يقولون إن حظر الإجهاض يضر بشكل خاص بنساء الأقليات، ترى إلونغر، وهي سوداء، أنه من الخطأ الربط بين العدالة العرقية والإجهاض.

وتقول “الإجهاض هو القاتل الأول في مجتمع السود”، في إشارة إلى حقيقة أن النساء السود يمثلن ما يقرب من 40 في المئة من اللواتي يجرين عمليات إجهاض في أمريكا، على الرغم من أنهم يمثلن أقل من 12 في المئة من النساء في الولايات المتحدة.

النساء السوداوات أكثر عرضة بثلاث مرات للوفاة لأسباب مرتبطة بالحمل مقارنة بالنساء البيض، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، ويقول العديد من المدافعين عن حق الاختيار إنهم قلقون من يوثر حظر الإجهاض سلبا على صحة النساء السود. لكن إلونغر تعتقد أن مناصرة الإجهاض، ليست هي الحل لمعالجة هذه التفاوتات الصحية.

وتقول جوليا ديلوس، التي تعمل في مركز للحمل في فلوريدا، إن قربها من مجتمع مناهضي الإجهاض وموقفها المعارض له، تعززا بعد أن تعرضت للاغتصاب في سن 16 عاما.

وتوضح أن مناهضين للإجهاض قدموا لها المشورة وساعدوها في الحصول على دعم نفسي ورفع قضية ضد الشخص الذي اغتصبها.

وتقول الشابة التي يبلغ عمرها 24 عاما “بعد أن أصبحت ناجية من الاغتصاب، شعرت بعلاقة قريبة مع الأجنة الصغار العزل في الأرحام، لأن الإجهاض هو عنف يرتكبه إنسان أكبر سنا وأكثر تطورا ضد كائن أصغر منه سنا”.

لكن ليس كل الذين لديهم صلات بالحركة المناهضة للإجهاض حافظوا على التزامهم بالقضية. جينيفر مارتن، مسيحية إنجيلية سابقة تبلغ من العمر 34 عاما، انضمت إلى مجموعة مناهضة للإجهاض عندما كانت في المدرسة الثانوية، واعتادت النظر إلى الإجهاض على أنه “جريمة قتل”.

لكنها تركت الحركة بعد أن أعادت النظر في وجهات نظرها حول العلاقات العاطفية، وأصبحت هي نفسها أماً.

وتقول “ما ساعدني حقا على تغيير رأيي هو سماع الكثير من النساء اللائي أجرين عمليات إجهاض، وكوني أيضا أصبحت أما، وأدركت مدى التعقيدات التي يمكن أن ترافق الحمل والأمومة”.

وتضيف “بالنسبة لي، كأم، سيكون الأمر أكثر رعبا بكثير التفكير في امرأة ما، تنجب طفلاً لا تريد إنجابه”.

ومنذ أن قضت المحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض، انتقل الكفاح من أجل خيار الإنجاب إلى الولايات، كل على حدة. ويؤكد سلايتر العضو في “طلاب من أجل الحياة” أنه واثق من أن جيله المنتمي إلى “ما بعد رو”، سوف يفي بوعده بمنع الإجهاض.

ويقول “كل شخص في جيل زد يفهم معنى (حركة) حياة السود مهمة، أو التغير المناخي، كل هذه الحركات هي من أجل العدالة الاجتماعية، وتركز على مساعدة الناس”.

ويضيف “الحركة المؤيدة للحياة، هي مجرد جانب آخر لذلك (العدالة الاجتماعية)”.