اخبار فلسطين

الشاباك يكشف عن محاولات لحركة حماس تجنيد فلسطينيين في الضفة الغربية للمساعدة في تنفيذ هجمات

أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) يوم الأربعاء أن إسرائيل سحبت تصاريح الدخول إلى إسرائيل من 230 فلسطينيا في قطاع غزة، وهم أقارب ناشطين في حركة “حماس” الذي عملوا كما يُزعم على تجنيد فلسطينيين من الضفة الغربية للمساعدة في تنفيذ هجمات.

في بيان، قال الشاباك إنه في الأسابيع الأخيرة تم اعتقال العشرات من الفلسطينيين في الضفة الغربية واستجوابهم بشأن صلاتهم المزعومة مع ناشطي حماس في غزة. وقالت الوكالة إن العديد من الشبان المشتبه بهم لم يكونوا على علم بأن حماس كانت تستخدمهم للتحضير لهجمات ضد أهداف إسرائيلية.

بحسب الشاباك، أخفى نشطاء حماس هوياتهم الحقيقية من خلال التنكر في شكل شركات وكيانات أخرى، بينما قاموا بتجنيد فلسطينيين من الضفة الغربية مقابل عمل مدفوع الأجر.

وأضافت أن الفلسطينيين في الضفة الغربية كُلفوا بتحويل الأموال المخصصة لشراء أسلحة أو تسليم طرود من الأسلحة والذخيرة إلى ناشطي حماس.

وقال الشاباك “كل هذا دون أن يدرك السعاة، في معظم الحالات، أنهم ينقلون أسلحة أو يشاركون في أنشطة إرهابية”.

فرح حامد، عضو حركة حماس من بلدة سلواد بالضفة الغربية والذي تم ترحيله إلى قطاع غزة كجزء من صفقة شاليط 2011، اتُهم في 25 يناير، 2023 بتوجيه هجمات في الضفة الغربية. (Shin Bet)

وتقول الوكالة إن قائد العملية يُدعى فرح حامد (45 عاما)، وهو عضو في حركة حماس من بلدة سلواد بالضفة الغربية والذي تم ترحيله إلى غزة في إطار صفقة شاليط في عام 2011.

وقال الشاباك إن حامد كان عضوا في ما يُسمى ب”مقر الضفة الغربية” التابع لحماس، وهي وحدة شاركت في دعم الهجمات ضد إسرائيل من الضفة الغربية.

تم توجيه لوائح اتهام ضد عدد من المشتبه بهم في محكمة عسكرية لتورطهم في مخالفات أمنية مختلفة، من ضمنهما الاتجار غير المشروع بالأسلحة.

وقام الشاباك بشرح تفاصيل قضيتي اثنين من المشتبه بهم.

الأول كان سلام زيد (27 عاما)، من مخيم الجلزون، والذي تم التواصل معه عبر “فيسبوك” من خلال حساب بإسم خالد طالب، الذي عرض عليه العمل مع شركة نقل تركية تعمل في الضفة الغربية.

في البداية كُلف زيد بنقل آلاف الدولارات بين مناطق مختلفة في الضفة الغربية، دون أن يكون على علم بالغرض من استخدامها.

بعد ذلك، قدم حساب خالد طالب نفسه على أنه شخص يعمل مع السياسي الكبير في السلطة الفلسطينية محمد دحلان، وأمر زيد بشراء عدد من الأسلحة، بحسب الشاباك.

مسلحون فلسطينيون ملثمون يطلقون النار خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 30 ديسمبر، 2022. (AP Photo / Majdi Mohammed)

قام زيد بشراء ثلاث بنادق هجومية ومسدسين وذخيرة بمساعدة ابن عمه أحمد زيد، وهو أيضا من الجلزون، وكُلف بتسليمها لأحد عناصر حماس في حوارة، بحسب البيان.

تم تسليم الأسلحة للأخوين محمد ومحمود غازي، المتهمين بفتح النار على مركبات إسرائيلية على الطريق السريع 60، بالقرب من حوارة في 9 سبتمبر، 2022.

المشتبه بهم الآخر الذي اعتقله الشاباك، ويُدعى محمد يزن جابر (21 عاما)، من الرام في القدس الشرقية، رد على إعلان على فيسبوك بحث عن عمال لأحد المطاعم. بعد ذلك تم التواصل مع جابر من خلال حساب بإسم أبو علاء، الذي قال إنه يبحث عن عمال توصيل لنقل عبوات عطور إلى الضفة الغربية.

في أغسطس، أمر أبو علاء جابر بشراء وتسليم أسلحة هجومية ومسدسات لناشطين اثنين في حماس بالضفة الغربية، اللذين تم اعتقالهما أيضا.

سلام زيد (في الصورة من اليسار) ومحمد جبار (يمين)، اللذان وُجهت إليهما في 25 يناير 2023 تهمة بتسليم أموال وأسلحة لنشطاء حماس في الضفة الغربية. (Shin Bet)

وقالت الوكالة: “كشفت تحقيقات الشاباك أن بعض الأموال وصلت إلى هؤلاء المجندين من خلال تجار العملات الرقمية، الذين تم خداعهم أيضا من قبل أعضاء حماس”.

ردا على محاولات نشطاء حماس شن هجمات، ألغت إسرائيل تصاريح دخول 230 من أقاربهم إلى إسرائيل.

وقال مسؤول أمني كبير إن “تصرفات حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة ستؤدي إلى تقليص عدد تصاريح دخول العمال من غزة إلى إسرائيل”.

وحذرت الوكالة من أن الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها تحاول بشكل متزايد تنفيذ هجمات في الضفة الغربية وإسرائيل.

تأتي الاعتقالات مع تصاعد التوترات في الضفة الغربية، مع استمرار الجيش الإسرائيلي في عمليات أطلقها في أعقاب سلسلة من الهجمات التي خلفت 31 قتيلا في إسرائيل في عام 2022.

وأسفرت عمليات الجيش عن اعتقال أكثر من 2500 فلسطينيا في مداهمات ليلية شبه يومية. كما خلفت 171 قتيلا فلسطينيا في عام 2022، و19 آخرين منذ مطلع العام، العديد منهم خلال تنفيذهم لهجمات أو في مواجهات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين في القتال.