منوعات

الأشعة المقطعية.. هل حقا أنت بحاجة إليها؟


إشراف: ليلى إبراهيم شلبي


نشر في:
الجمعة 11 نوفمبر 2022 – 8:13 م
| آخر تحديث:
الجمعة 11 نوفمبر 2022 – 8:13 م

إذا ما عانيت يوما من جراء حادث ما تسبب فى إصابة خطيرة لمفصل الركبة فإن الأشعة بلاشك اختبار مفيد للعلاج أو إذا رصد الطبيب ظواهر تشير إلى احتمالات وجود نشاط سرطانى فإن الأشعة المقطعية ضرورة تلقى الضوء على حقيقة الأمر وتساهم فى تحديد برنامج العلاج بصورة فعالة.. لكن الواقع أن استخدام أنواع الأشعة المختلفة بداية من الأشعة العادية إلى أنواع الأشعات المقطعية سواء استخدمت فيها الصبغة أو بدونها يجرى بكثرة دونما ضرورة ملزمة فلا يسلم الإنسان من خطر التعرض للإشعاع وما قد يناله من ضرر خاصة إذا تكرر الأمر مرات متتالية.
أكدت أبحاث علمية فى الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك ما لا يقل عن ١٥٫٠٠٠ حالة وفاة تحدث سنويا نتيجة للتعرض المتكرر للأشعة خاصة الأشعة المقطعية وأن الأمر يزداد خطورة لدى الأطفال.
أن يصف الطبيب عمل الأشعة المقطعية لمريض دون حاجة حقيقية لها يعد من أخطاء المهنة التى يحاسب عليها الأطباء إلى جانب الإنفاق غير المجدى الذى يتكلفه المريض.
الأسباب التى يوصى من أجلها الأطباء بإجراء أشعة مقطعية كثيرة لكن يجب أن تعتمد على فكرة أن تلك هى الوسيلة التى لا يمكن الاستغناء عنها للتحقق من التشخيص إذ إن الكثير من المرضى هم الذين يصرون على إجرائها ويلحون على الطبيب ثقة فى أنها أكثر الوسائل ولا غيرها يمكن معه التشخيص.
إليك الحالات التى يجب أن تجرى فيها الأشعة المقطعية بالطبع إلى جانب وسائل الاختبار المختلفة التى تكمل التشخيص بدقة.
< صداع قاسٍ بمواصفات خاصة: صداع قاسٍ دون مبرر واضح يحتاج لصورة أشعة مقطعية وربما صورة بالرنين المغناطيسى إذ رن أنواع الصداع العادية والصداع النصفى يمكن تشخيصها من التاريخ المرضى للإنسان وعلاجها على هذا الأساس. ارتباط الصداع ببعض الأعراض التى تطال الجهاز العصبى يقتضى الأشعة المقطعية التى قد توضح وجود إصابات الرأس الناجمة عن الحوادث خاصة لدى الأطفال يجب فحصها بكل دقة وعناية لما قد ينجم عنها من تداعيات قد لا تبدى أعراضا واضحة فى البداية. حوادث السيارات أو السقوط من على الدراجة بدون غطاء واقٍ للرأس أو غيرها من الحوادث التى تتعرض فيها الرأس للاصطدام بالأرض أو أشياء صلبة. وجود أعراض أو ملابسات تشير إلى إصابة تستدعى فحصا للجهاز العصبى خاصة مع الأجهزة الأخرى والكشف عن احتمالات الإصابة بارتجاج فى المخ أو فقدان الوعى أو ضعف فى أى من الأطراف. هذا بالفعل يستدعى إما صورة بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى.
< احتقان الجيوب الأنفية سواء الناجم عن الحساسية أو العدوى يمكن تشخيصه من تحليل عينة من الأنف لكن تكرار الاحتقان وتعدد المشاكل قد يكون مدعاة لإجراء أشعة مقطعية لاكتشاف حقيقة الأمر.
< إجراء أشعة مقطعية على الصدر للكشف المبكر عن وجود نشاط سرطانى خاصة للمدخنين ما بين سن خمسين إلى ثمانين عاما.
< إجراء أشعة على الثدى (ماموجرام) يجب إجراؤها بصورة روتينية للسيدات فى سن ما بين الخمسين والرابعة والسبعين كل عامين. قبل الأربعين وبعد الخامسة والسبعين يمكن استشارة الطبيب لمناقشة أبعاد ما إذا كان هناك عوامل خطورة تستدعى إجراء تلك الأشعة أم لا.
< إجراء الأشعة المقطعية بحثا عن نسبة ترسب الكالسيوم فى شرايين القلب التاجية أحد الفحوصات الهامة التى تفيد فى تقييم حالة مريض القلب وتساهم فى تحديد إمكانية علاجه سواء دوائيا أو جراحيا.
علاج المريض يتم فى ضوء ملابسات أخرى بالطبع كوجود تاريخ عائلى للمرض أو ارتفاع فى ضغط الدم أو أى أمراض أخرى مزمنة مثل مرض السكر. أيضا يجرى الاختبار إذا ما لاحت الشكوك بوجود جلطة استقرت فى الرئة من أى شرايين الجسم الأخرى خاصة الأطراف.
< آلام الظهر: أحد الأسباب التى تستدعى إجراء فحوص أشعة عادة ما تكون نتيجة لإجهاد العضلات فتختفى بمفردها بعد فترة لذا يجب التريث قليلا إلا إذا زادت فيمكن إجراء الأشعات.
تسجيل التاريخ المرضى بدقة للمريض مع الفحص الإكلينيكى قد يشير إلى سبب مرضى آخر مثل سرطان العمود الفقرى أو العدوى الحادة.. هنا قد يفضل صورة بالرنين المغناطيسى.
< ألم حاد فى البطن غير معروف المصدر أو فى الجنب قد تسببه التهاب الزائدة الدودية أو حصوة فى الكلى: قد يلجأ الطبيب إلى ضرورة عمل أشعة مقطعية إذا لم تكن صورة الصدى الصوتى كافية للتشخيص.
< فحص دورى للقولون بحثا عن نشاط سرطانى. الشك أثناء إجراء منظار للقولون فى وجود نشاط سرطانى يستوجب إجراء.
< سرطان البروستاتا: إذا ما تم تشخيص سرطان البروستاتا فإن صورة أشعة مقطعية تبدو مفيدة للغاية لمعرفة تطورات المرض وانتشاره بعد إجراء تحليل عينة من البروستاتا تشير إلى درجة المرض.
< قبل الجراحات خاصة جراحات القلب والرئة لكن تسجيل التاريخ المرضى للمريض بعناية ودقة قد يفيد بصورة لا يضطر معها الطبيب لإجراء الفحص فى أغلب الحالات.
<<< أسئلة يجب أن تسألها لطبيبك قبل إجراء الأشعة المقطعية:
١ــ لماذا يبدو هذا الفحص ضروريا وماذا يحدث إذا لم أجريه؟
ما أهميته للعلاج وهل يتغير العلاج إذا لم أجريه؟
٢ــ هل هناك اختبار يماثله أكثر أمانا منه يفى بالغرض؟
هل يمكن استبداله بالرنين المغناطيسى الذى لا يعرضنى للإشعاع؟
٣ــ ما هى الجرعة الملائمة لى والمستخدمة فى هذا الفحص من وحدات الإشعاع.
٤ــ إذا ما كنت قد أجريت أشعة عادية قبل ذلك بفترة قصيرة عليك أن تسأل الطبيب إذا كانت مفيدة وإلى أى حد؟
٥ــ كثير من الأطباء يملكون تلك الأجهزة فى عياداتهم الخاصة. من الطبيعى أن يعرف المريض فهناك بالطبع أطباء يحرصون على إجراء هذا الاختبار فى كل الأحوال لسداد قيمة الجهاز الذى غالبا ما تكون باهظة.
يحدث هذا فى أمريكا وأوروبا ومن حق المريض أن يقاضى الطبيب إذا ما ثبت أنه أجرى ذلك الاختبار دونما أهمية علمية قصوى.
وإن كنت لا أرتاح كثيرا لتلك القصة إلا أننى أراها قضية عادلة يجب وضعها فى الحسبان.