اخبار الإمارات

اجتماعات سرية بين “الإطار” و”التيار”.. بأمل محدود


أعلنت أطراف سياسية في العراق تأييدها المبدئي لإجراء انتخابات مبكرة بعد دعوة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجهها أمس، وقال فيها، “الثورة الحالية ليست من أجل السلطة”، مبيناً أنه لم يقرر بعد الخوض في الانتخابات المقبلة من عدمها.

وأتت مطالبة الصدر بإجراء انتخابات مبكرة، بعد رفضه الدعوة إلى الحوار والتي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي. وقال الصدر أمس الأربعاء، إنه “لا فائدة من الحوار طالما أن الشعب العراقي قال كلمته في الانتخابات”، مؤكداً أن “الحوار مع هؤلاء لم يؤد إلا للخراب والفساد والتبعية في العراق”، في إشارة غير مباشرة للإطار التنسيقي الساعي للسيطرة على مفاصل الحكم في العراق. 

وفي ظل الدعوات لتكثيف الحوار بين الخصوم في العراق منعاً لانزلاق البلد نحو مزيد من التدهور، أكد “تحالف الفتح” المنضوي في الإطار التنسيقي الموالي لإيران، اليوم الخميس، أن جلوس رئيسه هادي العامري مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وارد جداً وغير مُستبعد.

وقال عضو التحالف فاضل الفتلاوي، إن “هنالك رسائل متبادلة بين العامري والصدر وإمكانية جلوسهم على طاولة واحدة للحوار واردة جداً”.
وبشأن الانتخابات المبكرة، بين الفتلاوي، أنها “تتطلب نقاشات مهمة وتحتاج أولاً إلى تعديل القانون الانتخابي، لكن مبدئياً فهنالك توافق على موضوع إجرائها لمعظم القوى”، وفقاً لما ذكره موقع “السومرية نيوز”.

وأضاف، أن “هنالك أطراف ترغب ببقاء حكومة الكاظمي مع منحها الثقة من مجلس النواب حتى تجري انتخابات مبكرة، وأطراف أخرى كالإطار التنسيقي مثلاً ترغب بأن تكون هناك حكومة جديدة انتقالية مدتها عام لإجراء الانتخابات بعد تعديل قانونها”.

وعن موقف تحالف الفتح من دعوات الانتخابات المبكرة، أكد الفتلاوي، أن “تحالفه مع أن تكون هنالك حكومة جديدة وتعديل قانون الانتخابات مع تكثيف الحوارات لاسيما وأن التحالف أيد مبادرة الكاظمي لتهدئة الأوضاع وإيجاد حلول ترضي الجميع”.

مباحثات سرية
ورغم التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين الصدر والمالكي العضو البارز في الإطار التنسيقي، إلا أن مصادر كشفت لصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الخميس، أن معلومات متداولة في الغرف السرية أكدت وجود مباحثات سرية بين “الإطار” و”التيار”.

وقالت الصحيفة، إن المعلومات التي لم يجر تأكيدها أو نفيها من أي من الطرفين، تتحدث عن مباحثات خاصة بدأ يقودها زعيم “تحالف الفتح” هادي العامري بين بغداد، حيث قيادات “الإطار التنسيقي”، والحنانة في النجف حيث يقيم مقتدى الصدر. ورغم أن هناك معلومات تذهب إلى القول إن الطرفين الشيعيين يجريان مباحثات في طهران بوساطة إيرانية، فإن إعلان قيادات “الإطار التنسيقي” أن العامري هو “شيخ الإطار”، التي تعني بمثابة رئيسه، يؤكد أن نوري المالكي، زعيم “دولة القانون” وصاحب الكتلة الأكبر داخل “الإطار”، تم استبعاده من جو المباحثات، نظراً للخصومة الشديدة بينه وبين الصدر.

تعنت
ويشرح الأستاذ المساعد في جامعة كوبنهاغن فنر الحداد المختص بالشأن العراقي، أن الصدر “يتوقع أن يكون شريكاً رئيسياً في أية حكومة جديدة، وبخلاف ذلك سوف يواصل منع تشكيل حكومة”.

وكذلك “لن يسمح للبرلمان بالاجتماع من دون نوابه”، وفق الحداد.

ويقول الحداد، إن الإطار التنسيقي قد يمانع إجراء انتخابات جديدة، “لكن هذه الممانعة هي لغرض كسب ضمانات… كتغيير على مستوى القانون الانتخابي وعلى مستوى المحكمة الاتحادية وعلى مستوى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أو حتى على مستوى شكل الحكومة”.

ولا يستبعد الحداد اتفاقاً بين المعسكرين، معتبراً أن تكليف “رئيس وزراء توافقي، لا يزال السيناريو الأكثر إمكانية للتحقق”.