اخبار المغرب

الملك يهنئ القري والحسينات.. ارتقاء بالصناعة السينمائية والثقافة البصرية

أرسل الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى كلّ من الناقد السينمائي المغربي إدريس القري وحرمه الناقدة عفيفة الحسينات، بعد أن أهدياه نسخة من مؤلفيهما: “سينما المملكة ومملكة السينما، البنيات والأدوار، و”من السينما إلى الأوبرا” على التوالي.

وشكر الملك الناقد والناقدة على ما تضمنته رسالتهما “المرفقة من صادق عبارات الولاء والإخلاص لجلالتنا”، مع الثناء على جهودهما المشتركة “في خدمة البحث الأكاديمي في مجال النقد السينمائي، بما يسهم في الارتقاء بالصناعة السينمائية وبالثقافة البصرية، بالمغرب على وجه الخصوص”.

عفيفة الحسينات، مؤلِّفة كتاب “من السينما إلى الأوبرا”، قالت في تصريح لهسبريس إنّ “هذه التهنئة هي وتشريف وتكليف في الآن ذاته”، معتبرةً أنها “تشريف لكونها تهنئة من أعلى سلطة في البلد، بكل ما يعطيه ذلك من شعور بالفخر والاعتزاز، وبالاعتراف كذلك، وهي تكليف لأنّها تدفعك كناقد وباحث إلى الاستمرار في رفع الرهان عاليّا”.

الحسينات أضافت أنّ “التهنئة الصادرة عن الملك مباشرة إليك باسمك تنصف كل الجهود التي تقوم بها، وتعترف بالقيمة الأكاديمية لما أنتجته”، موردة أنّ “العديد من النقاد موجودون، منهم الذين ينتجون أعمالاً جدية بالفعل، لكن الرصيد الرمزي الذي يشكله الاعتراف الملكي يدفعك كباحث أن تفكر في أن تكون دوما في مستوى التطلعات، وأن تنتج مواد تحترم اسمك وتحترم القارئ”.

وذكرت الناقدة ذاتها أن “من غير الممكن أن تدخر جهدا وأنت تعرف أن لديك تكليفا ملكيا لتكون دائما في خدمة الثقافة ببلدنا، ولتكون نموذجا للكتابات الجادة التي نراهن عليها جميعا”، مبرزة أنّ “التوجه الثقافي الرسمي للمغرب والنموذج التنموي الجديد يتطلبان أن تكون الكتابة عن الفن والاهتمام بالثقافة معبرا عن تقاطعات اهتمامات الكتاب، وأن يستمر عطاؤهم بإصرار وبلا كلل”.

وختمت المتحدثة بالتشديد على أن “علينا أن نكفّ عن التطبيع مع التفاهة، من خلال التّحلي بالمسؤولية لمقاومة المضامين الضحلة التي تريد أن تجد لها موطناً في مشهدنا الثقافي، وهناك انطباع بأنّ المشهد الثقافي المغربي يتجه نحو تكريس الرصانة والأصالة والجدة”.

من جهته، قال إدريس القري، صاحب كتاب “سينما المملكة ومملكة السينما، البنيات والأدوار”، إنّ “تهنئة الملك هي تكريس لمجهود أكاديميّ دام لسنوات طويلة، ولن يتوقف عند هذا الحدّ، لأن هذه التهنئة هي تشجيع وحافز أكثر من قوي، نعتبره في قمة ما يمكن أن نناله كباحثين”، مشيرا إلى أنها “في العمق مسؤولية كبيرة لا ينبغي على الإطلاق أن نفلتها طيلة حياتنا، ونحن نلتزم بأن تكون كل الاجتهادات في خدمة القيم العليا، والمبادئ الدستورية الكبرى لبلدنا”.

المغرب، وفق ما أوضحه القري لهسبريس، “يتجه نحو خطى حداثية في الكثير من المجالات، بما فيها المعرفية، وهذا لا يمكن إلا أن يمنحنا تموقعا أعلى في المنطقة، ويجعلنا بلدا مرجعيا في قطاعات عدة”، مبرزا أن “التهنئة الملكية هي خطوة ديمقراطية ومنفتحة على كل أفراد الشعب المغربي، وكل من يبذل مجهوداً إبداعيّا في كل الميادين، ولهذا نسجل أنها صارت مفتوحة على كل التخصصات بدون استثناء أو تبخيس لأي ميدان”.

وأجمل الكاتب ذاته بأنّ “التهنئة التي أكرمنا الملك بها، بشكل مباشر ولطيف وسام وراق وصادق، تعكس اهتماما من أعلى مستوى بالمغرب بالميدان الفني والثقافي”، لافتا إلى أن “هذا يؤكد في النهاية ما تمنيناه جميعا، أن يكون المشروع البنيوي التحديثي للمملكة المغربية متضمّنا وحاملاً وحاميا للميدان الفني الإبداعي والفكري في أرقى صوره”.