اخر الاخبار

الأردن قد يفتح أول ممر إنساني بعد معركة دبلوماسية والتواصل مع “حماس الداخل”

وجد الأردن الرسمي طريقا خاصا قد لا يتاح لغيره في المسار الإنساني، تطلّب فيما يبدو إجراء اتصالات ومشاورات مسبقة مع كل أطراف الصراع والمعركة المشتعلة ضد قطاع غزة، بما في ذلك من أسمتهم هيئة الإغاثة الهاشمية في بيان رسمي بـ”المشرفين داخل القطاع على الأمور”.

تلك صيغة تعني أن الهيئة الهاشمية الأردنية للإغاثة، تواصلت مع جهات حركة حماس الرسمية داخل قطاع غزة، بهدف التنسيق وتحديد الاحتياجات كما صرّح علنا ظهر الأربعاء رئيس الهيئة حسين الشبلي.

لافت جدا للنظر سياسيا أن الهيئة أعلنت فعلا توجه أول طائرة إغاثة الأربعاء إلى قطاع غزة، والشبلي قال إن العملية نسقت رغم أنها معقدة عبر الدبلوماسية والحكومة الأردنية، وأيضا عبر القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

وعليه، ستكون طائرة عسكرية أردنية تحمل مساعدات إنسانية وطبية هي الأولى التي قد تصل قطاع غزة عبر الحدود البرية لمصر وفقا للشبلين الذي صرح بأن إيصال المساعدات صعب ومعقد بسبب تدمير المعابر، لكن قرار الأردن وفي أعلى المستويات، هو إرسالها ضمن مؤشر على معركة دبلوماسية خاضتها المؤسسات الأردنية.

هل يعني ذلك أن الاردن تمكّن أو قد يتمكن بعد ظهر الأربعاء دبلوماسيا طبعا، من كسر قرار الجيش الإسرائيلي بإعلان القطاع منطقة مغلقة تماما

سؤال تجيب عليه الاعتبارات الجيوسياسية، وسط تقديرات مصادر رسمية، بأن الملك عبد الله الثاني أصدر توجيهاته، وبأن عمّان قد تحظى ليس فقط بفرصة إرسال أول شحنة مساعدات لقطاع تحت القصف، ولكن بأن تشكل تنسيقيا أول دولة في الجوار تحظى باستثناء وبالتأكيد بضغط أمريكي وأوروبي، لإقامة ممر إنساني. بمعنى أن هيئة الإغاثة الهاشمية قد تكون أول مؤسسة إغاثية تصل للميدان.

وقد صدرت هنا توجيهات ملكية مباشرة تتعلق بإرسال تجهيزات مستشفى ميداني عسكري ضخم، إضافة إلى معدات طبية ومساعدات إنسانية.

وصرح الشبلي بأن دفعة الإغاثة تتضمن احتياجات ملحة طبيا بشكل خاص تم التنسيق لإيصالها مع المشرفين في الميدان، ويتضمن ذلك كميات كبيرة من المضادات الحيوية والأدوية ومستلزمات الجراحة والمعدات الطبية.

ذلك دور قام به الأردن بعد ضغط دبلوماسي مكثف خلف الكواليس على الحكومة الإسرائيلية بالتحديد. والإثارة السياسية تكمن في أن عمّان هنا وهي تصر على ترسيم حالة المضيف الأول، لم تقف عند حدود الضغط على الإسرائيليين والأمريكيين، بل تطلّب الأمر التواصل مع مسؤولي حماس، وفهم احتياجات الميدان ضمن معطيات المراقبة الأردنية التفصيلية لكل ما يجري.

القدس العربي