اخر الاخبار

الازدواجية الأمريكية وحل الدولتين ! –


الازدواجية الأمريكية وحل الدولتين !

د. عبدالمجيد الجلاَّل

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من مدينة رام الله الفلسطينية في زيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط عن دعمه لمشروع حل الدولتين ، وهو الطرح الأمريكي منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما , وإلى اليوم .
يفترض ، أن يتضمن مشروع حل الدولتين ، قيام دولة فلسطينية على الأراضي المُحتلة عام 1967 ، إلى جانب دولة إسرائيل . وحين يتحقق ذلك ، يتم تلقائياً ، تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية تدريجياً ، بين الدولة الوليدة وإسرائيل !
بالمناسبة ، مشروع حل الدولتين صورة طبق الأصل لمشروع المبادرة العربية للسلام ، بجامع قيام دولة فلسطينية مستقلة . والمبادرة أساساً سعودية ، طُرحت في القمة العربية في بيروت عام 2002 ، وتبنتها القمة ، ثمَّ أصبحت مرجعاً يُعتد بها في المحافل الدولية .
على كل حالٍ ، رفضت إسرائيل كلا المشروعين ، مُصرةً على العدوان والتمدد ، عبر الاستمرار ، في ضم الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 ، والاستمرار كذلك في هضم المزيد من الأراضي والقرى الفلسطينية وتهجير سكانها ، وإقامة وتوسيع المستوطنات ، وتهويد القدس ، وهي بذلك ، تضرب عُرْضَ الحائِطِ كل المبادرات الإقليمية والدولية ، مُستغلة الحماية الأمريكية المباشرة ، لها ولمشروعها التوسعي الاستيطاني .
الحديث الأمريكي ، عن حل الدولتين ، جَعْجَعَة أمريكية ، فارغة المحتوى والمضمون ، لا طعم لها ولا لون ، يطلقها المسؤولون الأمريكيون في زياراتهم للمنطقة ، وهم يعلمون بأنَّ الأمر مجرد خديعة للفلسطينيين وللمجتمع الدولي ، وأنَّ المواقف الأمريكية الحقيقية تتبنى منطق إسرائيل في إدارة مشروعها ، وما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، ورفض إدانة إسرائيل في المحافل الدولية ، إلا نموذج ، للتحالف الأمريكي الإسرائيلي الراهن .
كان الأولى بالولايات المتحدة الامريكية ، حتى تكون وسيطاً نزيهاً للسلام ، كما تدعي ، أن تتخذ موقفاً حاسماً بالنسبة لمشروع حل الدولتين ، يُرغم إسرائيل على الرضوخ للقرارات الدولية بهذا الشأن، ولكنها لم ولن تفعل ذلك !
لذا ، بات الوعي العربي الراهن ، أكثر إدراكاً بحقيقة السياسات الأمريكية المُنحازة تماماً لقوى العدوان ، وبات يدرك كذلك ، أهمية بناء استراتيجية عربية فاعلة، لمواجهة كل المخاطر المُحيطة بالأمن العربي ، وسلامة محيطه .
خلاصة القول ، متى نستوعب أننا في عالمٍ بات ، لا يحترم سوى الأقوياء ، وأنَّ عمق الجرح العربي الراهن ، يحتاج منا إرادة وإدارة فاعلة للمشهد العربي الراهن !
شَذْرَةٌ : الوطن ُهو حيث يكون المرء في خير