اخبار فلسطين

محتجون مناهضون للحكومة يعتزمون عرقلة الوصول إلى المطار لتعطيل رحلة نتنياهو إلى ألمانيا

يعتزم متظاهرون ضد خطة الإصلاح القضائي للحكومة التظاهر في مطار بن غوريون الدولي ومحيطه يوم الأربعاء، في محاولة لتعطيل رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ألمانيا حيث سيقوم بزيارة رسمية.

نزل عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع خلال الشهرين الماضيين للاحتجاج على الإصلاح القضائي. كانت الاحتجاجات المحلية الأسبوع الماضي كبيرة لدرجة أن نتنياهو أجبر على ركوب طائرة هليكوبتر إلى المطار ليتمكن من أن يستقل طائرة للقيام بزيارة رسمية إلى إيطاليا.

وقال منظمو الاحتجاجات إن آلاف المركبات ستحاول مرة أخرى سد طريق رئيس الوزراء إلى المطار من خلال قيادة سياراتهم ببطئ وتشويش حركة المرور في الطريق المؤدي إلى بن غوريون. من المقرر أن تبدأ المظاهرات في الساعة 12:30 ظهرا، في الوقت المتوقع تقريبا لرحلة نتنياهو.

يحتج المتظاهرون على خطط الحكومة لإعادة تشكيل السلطة القضائية، والحد من قدرة المحكمة على العمل كرقابة على السلطة التنفيذية. خرجت مظاهرات في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة بمشاركة مئات الآلاف، ومن المقرر تنظيم المزيد من الاحتجاجات الكبيرة في الأيام المقبلة.

في بيان الثلاثاء، تعهد منظمو الاحتجاجات بمطاردة رئيس الوزراء أينما ذهب.

وقالوا: “الدكتاتور القادم نتنياهو سيقابلنا في كل زاوية، رحلة جوية أو مؤتمر يحضره”، وأضافوا “لن نسمح له بتدمير الرؤية الصهيونية وتحويل دولة إسرائيل إلى دكتاتورية”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قاعة الهيئة العامة للكنيست في القدس، 13 مارس، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

على الرغم من أن المتظاهرين لا يعتزمون تعطيل حركة القطارات، إلا أن إشعارا نشرته سلطة المطارات على موقعها يوم الأربعاء نصح المسافرين وآخرين المتجهين إلى المطار بالتخطيط لوقت إضافي بسبب الاضطرابات المتوقعة واتباع تعليمات الشرطة فيما يتعلق بطرق الوصول المفضلة.

كما طُلب من موظفي المطار الوصول مبكرا “لضمان استمرار العمليات للمسافرين المغادرين والواصلين بشكل طبيعي”.

وذكرت القناة 13 أنه من المتوقع مرور نحو 60 ألف شخص عبر المطار الأربعاء، موزعين بالتساوي بين الواصلين إلى البلاد والمغادرين منها.

ويعتزم أفراد من الجالية الإسرائيلية الكبيرة في برلين المشاركة في مظاهرة ضد نتنياهو عند وصوله إلى برلين، حيث من المقرر أن يلتقي المستشار أولف شولتز يوم الخميس.

يوم الثلاثاء، بعث نحو ألف كاتب وفنان ومفكر إسرائيلي رسالة إلى السفير الألماني طلبوا فيها من برلين إلغاء زيارة نتنياهو، واتهموا رئيس الوزراء بمحاولة تحويل البلاد إلى “دكتاتورية ثيوقراطية”.

وكُتب في الرسالة “في مواجهة قيادة السيد نتنياهو الخطيرة والمدمرة، وفي ضوء المقاومة المدنية الديمقراطية الواسعة ضد تدمير مؤسسات الدولة من خلال عملية سن القوانين غير الديمقراطية، نطلب من ألمانيا وبريطانيا أن تعلنا بسرعة للمتهم نتنياهو عن إلغاء زيارتيه الرسميتين المخطط لهما إلى بلديكما. إذا استمرت هاتان الزيارتان كما هو مخطط لهما، فسوف يخيم عليهما ظل مظلم”.

وقّع على الرسالة المؤلف الإسرائيلي المشهور عالميا دافيد غروسمان، وكاتبة الروايات دوريت رابينيان، والمخرج أوري برباش الذي كان مرشحا للأوسكار، ومجموعة من الأكاديميين والشخصيات في قطاع الأعمال والخبراء.

كما أرسلت الرسالة إلى سفير بريطانيا، التي يعتزم نتنياهو زيارتها في الأسابيع القريبة، بحسب تقارير.

مسافرون في طريقهم إلى مطار بن غوريون الدولي، حيث تأخرت الرحلات الجوية بسبب قطع المتظاهرين الطريق المؤدية إلى المطار، 9 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

قبيل مظاهرة يوم الأربعاء، حذر قائد لواء المركز في الشرطة آفي بيطون المتظاهرين من أن بعض الطرق القريبة من المطار المستخدمة للوصول في حالات الطوارئ يجب أن تظل مفتوحة، لكنه أشار إلى أن أفراد الشرطة لن يمنعوا الناس من التظاهر.

وقالت بيطون في بيان: “تعتبر الشرطة الإسرائيلية الحق في الاحتجاج حجر الزاوية لدولة ديمقراطية، وبالتالي نسمح لكل مواطن بممارسة حقه الأساسي في التظاهر”.

وقد واجهت الشرطة تحديات في الأسابيع الأخيرة في محاولاتها التوفيق بين السماح لمتظاهرين سلميين بالتظاهر ومطالبات من الحكومة، بما في ذلك من وزير الشرطة اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بقمع ما وصفهم ب”أناركيين”.

يوم الثلاثاء، التقى بن غفير بالمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي ومسؤولين كبار آخرين في القوة لتقييم الأوضاع قبل الاحتجاجات في اليوم التالي.

وقال بن غفير للحاضرين، بحسب تقرير لم تشر القناة 12 إلى مصدره: “في الأسبوع الماضي سُمح لأناركيين بإبطاء حركة السير، وأنا لم أكن راضيا على الإطلاق”.

وأضاف: “لقد أضر الأناركيون بعشرات آلاف المسافرين. سياستي هي عدم السماح بإغلاق الطرق الرئيسية؛ بن غوريون هو أيضا طريق مركزي. إذا كان هناك من لا يعجبه ذلك، يمكنه أن يأتي وأن يقول لي ذلك”.

ومن المتوقع أن يزور الوزير غرفة القيادة التابعة للشرطة لتوجيه العمليات خلال الاحتجاجات، كما فعل في الماضي، الأمر الذي أثار انتقادات اتهمته بالتدخل بشكل عميق في أنشطة الشرطة.

وبحسب ما ورد أبلغت الشرطة في الاجتماع بن غفير أنها استخلصت العبر من أحداث الأسبوع الماضي وأن أفرادها سيكونون أكثر “حزما” هذه المرة، حيث سيفرضون المزيد من الغرامات على السائقين الذين سيسيرون ببطئ وسيقومون بحجز مركبات، وفقا للتقرير.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (إلى اليسار) والمفوض العامة للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي يحضران افتتاح مركز شرطة جديد في جنوب إسرائيل، 14 مارس، 2023. (Flash90)

في الأسبوع الماضي، حاول بن غفير عزل قائد شرطة تل أبيب عامي ايشد بعد أن اشتكى من أن عناصر الشرطة يتعاملون مع المتظاهرين بكفوف من حرير ويسمحون لهم بإغلاق طرق وشارع أيالون السريع. وقامت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا بتجميد الخطوة بدعوى أنها تشتبه في أن القرار اتخذ تحت تأثير سياسي.

ولقد وافق شبتاي على إقالة ايشد، وسط توترات منذ فترة طويلة كما يبدو بينه وبين الضابط الكبير، لكنه أقر يوم السبت بأن اتخاذ الخطوة في الوقت الحالي كان خطأ.

ايشد كان في عطلة في المظاهرات الحاشدة التي نُظمت في تل أبيب في الأول من مارس، عندما تعرضت الشرطة لانتقادات لاستخدامها أساليب أكثر صرامة مع المتظاهرين، مما أسفر عن عدد من الإصابات. أشرف على المظاهرات حينذاك نائب ايشد، وفي ذلك الوقت أشاد بن غفير بسلوك الشرطة لردها الشديد على المحتجين.

سعى بن غفير، الذي اعتمد حزبه القومي المتطرف “عوتسما يهوديت” في حملته الانتخابية على رسالة مفادها إنه يسعى إلى إعادة القانون والنظام، إلى تجاوز المستشارة القضائية للحكومة، وقدم التماسا للمحكمة العليا يوم الاثنين للسماح له بتعيين مستشار مستقل في الالتماسات ضده وضد وزارته. ورفضت المحكمة طلبه يوم الثلاثاء.

يدفع ائتلاف نتنياهو، وهو عبارة عن مجموعة من الأحزاب القومية المتطرفة والحريدية، قدما بتشريعات تهدف إلى إضعاف المحكمة العليا في إسرائيل ومنح السياسيين السيطرة على تعيين قضاة الدولة.

ويقولون إن الخطة هي إجراء طال انتظاره للحد مما يرون أنه تأثير هائل لقضاة غير منتخبين. لكن منتقدي الخطة يقولون إنها ستدمر نظام الضوابط والتوازنات الهش في إسرائيل من خلال تركيز السلطة في أيدي نتنياهو والأغلبية البرلمانية. ويقولون أيضا إنها محاولة من قبل نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد، للتهرب من العدالة.

وخرج قادة في قطاع التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) واقتصاديون حائزون على جوائز نوبل، ومسؤولون أمنيون بارزون ضد الخطة، وهدد جنود احتياط بوقف الالتحاق بالخدمة، وحتى بعض أقرب حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، حثوا نتنياهو على التروي. ولم تؤت الجهود المتكررة التي يبذلها رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ للتوسط في التوصل إلى تسوية ثمارها.

ساهم في هذا التقرير وكالات