اخبار فلسطين

وزراء في الحكومة وأعضاء كنيست يزورون الحرم القدسي قبيل مسيرة مثيرة للجدل

قام نواب من حزب “الليكود”، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف ومئات الزوار اليهود بزيارة الحرم القدسي المضطرب يوم الخميس.

وتأتي هذه الزيارات في الوقت الذي تستعد فيه قوات الأمن لتجدد محتمل للعنف، حيث من المقرر أن يتم إجراء مسيرة مثيرة للجدل تمر عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس على الرغم من التوترات الحالية.

ودخل مئات الزوار اليهود الموقع المقدس، من ضمنهم وزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف وعضو الكنيست يتسحاق كرويزر كلاهما من حزب عوتسما يهوديت الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وكذلك أعضاء الكنيست من حزب الليكود، دان إيلوز وعميت هليفي وأريئل كلنر.

بالإضافة إلى ذلك، قامت أيالا بن غفير زوجة إيتمار بن غفير والنائبة السابقة شولي معلم رفائيلي بزيارة المكان.

وسرعان ما لاقت زيارة الوزير والنواب إدانة من وزارة الخارجية الأردنية التي اعتبرتها “استفزازية وغير مقبولة”. بموجب معاهدة السلام الموقعة بين البلدين في عام 1994، تعترف إسرائيل بـ”الدور الخاص” لعمّان في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.

كما حذرت المملكة الهاشمية من مسيرة الأعلام “الاستفزازية والتصعيدية”.

قوات الأمن تؤمن الحراس لزوار يهود في خلال عيد الفصح اليهودي وشهر رمضان، 9 أبريل، 2023. (Jamal Awad / Flash90)

في وقت سابق الخميس، قال النائب البارز عن حزب الليكود، دافيد بيطان، إنه لن يكون من المناسب أن يقوم نواب من حزبه بزيارة الموقع المضطرب للاحتفال بـ”يوم القدس”.

وقال بيطان لموقع “واي نت” الإخباري: “كان بإمكان نتنياهو الاتصال بهم وأن يطلب منهم عدم الذهاب”.

وقال النائب لإذاعة الجيش “ليس من اللائق أن يقوم أعضاء كنيست من الليكود بزيارة جبل الهيكل (الحرم القدسي). ليس هذا ما يجب القيام به. لقد أصبح الناس متطرفين”، وأضاف أنه لا يرى مشكلة في انضمام مشرعين إلى مسيرة الأعلام.

عضو الكنيست من “الليكود” دافيد بيطان، رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست، يترأس جلسة في الكنيست بالقدس، 26 مارس، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وندد عضو الكنيست السابق ورئيس حزب “التجمع الوطني الديمقراطي”، سامي أبو شحادة، بما وصفه ب”الاقتحام العنيف والاستفزازي للمسجد الأقصى من قبل يهود متطرفين”، واعتبر دخولهم “جريمة بدعم من الحكومة وحماية ومساعدة الشرطة”.

وأضاف أبو شحادة أن “العنصرية والتطرف والغباء تؤدي إلى أماكن خطرة ومظلمة. هذه هي سياسة حكومة إسرائيل القوة والإرهاب والعنف”.

الموقع، الذي يطلق عليه اليهود اسم “جبل الهيكل”، هو الأقدس في اليهودية باعتباره موقع الهيكلين التوراتيين، ويضم المسجد الأقصى، ثالث أقدس المواقع في الإسلام، مما يحول المنطقة إلى بؤرة توتر رئيسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ينكر العديد من المسلمين أي صلة يهودية بالموقع ويعتبرون كل الوجود الإسرائيلي هناك استفزازيا.

وأظهر مقطع فيديو نشره ناشط صباح الخميس مجموعة من اليهود تصلي بشكل علني في الحرم القدسي، في انتهاك للتفاهمات غير الرسمية التي بموجبها يُسمح لليهود بزيارة الموقع في ساعات معينة، في ظل قيود صارمة وعبر مسار محدد مسبقا ولكن لا يُسمح لهم بالصلاة هناك.

تآكلت هذه التفاهمات في السنوات الأخيرة مع قيام المسلمين بتحديد مناطق جديدة في الموقع كمساجد، وقيام مجموعة من اليهود، من ضمنهم قوميين متدينين متطرفين، بالصلاة بانتظام في المكان. ومع ذلك، تقول الحكومة الإسرائيلية إنها ملتزمة بالوضع الراهن.

הר הבית בידינו pic.twitter.com/5yQiSRY1Vh

— ארנון סגל (@arnonsegal1) May 18, 2023

في غضون ذلك، تم اعتقال رجل من سكان القدس الشرقية الذي كان في بث حي مع موقع “واي نت” الإخباري خلال زيارته إلى الحرم القدسي، بعد أن قام شرطي كما يبدو بإلقاء هاتفه أرضا ومطالبته بمعرفة ما الذي يفعله في المكان.

الباحث فخري أبو دياب كان يدلي بلقاء للموقع الإخباري عندما اقترب الشرطيون منه.

وبالإمكان سماع أحد الشرطيين وهو يقول “لا تصورني” على الرغم من حقيقة أن وجهه لم يظهر على الشاشة قبل أن يقوم هو بمقاطعة المقابلة.

ونفت الشرطة في وقت لاحق اعتقال أبو دياب، وزعمت أنه “تحدث بصوت عال ونطق بكلمات تحريضية أثناء وقوفه على طول الطريق حيث سار اليهود في جبل الهيكل”. وقال أبو دياب إن هاتفه كُسر عندما اصطدم بالأرض، وأن الشرطيين لم يتحدثوا معه قبل مواجهته أثناء المقابلة.

זה עוד לא קרה לנו, באמצע ריאיון עם פחרי אבו דיאב (מתפלל באל אקצא) מגיע שוטר ופשוט מעיף לו את הטלפון, סתם, בלי סיבה נראית לעין. @ynetalerts @attilus @10elilevi @IL_police pic.twitter.com/6rpzbqsg9v

— nir (shoko) cohen (@shoko21211) May 18, 2023

وتأتي هذه الزيارات في الوقت الذي من المتوقع أن يسير فيه عشرات الآلاف من اليهود الإسرائيليين في وقت لاحق يوم الخميس في جميع أنحاء العاصمة ملوحين بالأعلام الإسرائيلية، بما في ذلك الحي الإسلامي، على الرغم من تهديدات من الفصائل الفلسطينية وضغوطات من حلفاء أجانب لتغيير مسار المسيرة.

يعمل مسؤولو الأمن على إيصال رسالة مفادها أن الموقع المضطرب يمر بيوم عادي على الرغم من زيارات المشرعين، ولم يتأثر بالاستعدادات الخاصة التي يتم اتخاذها لتأمين مسيرة الأعلام في وقت لاحق من اليوم، حسبما ذكرت وسائل الإعلام العبرية.

وقال البريغادير جنرال سامي مارسيانو، قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية، لإذاعة 103FM إن الحرم القدسي يمر بيوم “مثل يوم الأمس واليوم الذي سبقه، مثل العام الماضي وقبل عامين لا تغيير في الإجراءات والزيارات”، مضيفا أن “مسيرة الأعلام لا تصل إلى جبل الهيكل وتمر فقط عبر أزقة البلدة القديمة”.

بحسب تقارير، فقد تم استبعاد بن غفير من العديد من المناقشات الأمنية رفيعة المستوى قبل المسيرة، على الرغم من توليه الحقيبة الوزارية المسؤولة عن الشرطة.

ويتوقع أن يتم نشر أكثر من 3000 شرطي في المدينة لتأمين “مسيرة الأعلام” التي تُنظم للاحتفال بـ”يوم القدس”، ومن المتوقع أن تجتذب عشرات الآلاف من القوميين الأرثوذكس اليهود.

تحتفل المسيرة السنوية التي تسير إلى الحائط الغربي بتوحيد إسرائيل للمدينة بشطريها الشرقي والغربي خلال حرب “الأيام الستة” في عام 1967، لكنها اكتسبت سمعة سيئة على مر السنين، حيث يشوبها عادة خطاب كراهية وأحيانا عنف من قبل المشاركين اليهود تجاه الفلسطينيين.

إسرائيليون يلوحون بالأعلام الإسرائيلية أمام باب العامود خارج البلدة القديمة في القدس للاحتفال بـ”يوم القدس”، 29 مايو، 2022. (AP Photo / Ariel Schalit)

ومن المقرر أن يشارك في المسيرة عدد من أعضاء المجلس الوزاري في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من ضمنهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، ووزير القدس الحريدي مئير بوروش.

وتأتي مسيرة هذا العام على خلفية القتال المطول الأسبوع الماضي بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة، والذي شهد إطلاق ما يقرب من 1500 صاروخ على إسرائيل ومئات الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف في القطاع، مما يزيد من الأجواء المشحونة.

يوم الأربعاء ، هدد مسؤول كبير في حركة “حماس” التي تحكم القطاع برد لم يحدده في حالة إجراء المسيرة.

وقال المسؤول الكبير في حركة حماس صلاح البردويل في بيان إن “مسيرة الأعلام الصهيونية لن تمر، والرد سيأتي حتما”.

في عام 2021، أطلقت حركة “حماس” عدة صواريخ على القدس مع بداية المسيرة، مما أدى إلى اندلاع قتال عنيف استمر لأكثر من أسبوع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

يعتقد المسؤولون أن احتمالات إطلاق الصواريخ هذه المرة ضئيلة، حسبما أفادت أخبار القناة 13، لكن بطاريات “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ ستظل في وضع استعداد.

نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية في وسط إسرائيل، 10 مايو، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)الد

بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، حذرت إسرائيل حماس بأنها سترد على أي إطلاق للصواريخ.

وقال التقرير إنه بينما يعتقد مسؤولون أمنيون أن المسيرة نفسها لن تؤدي إلى هجمات صاروخية، فإن توثيق عنف ضد الفلسطينيين أو استفزازات أخرى بالفيديو قد يؤدي إلى إطلاق صواريخ من غزة.

في غضون ذلك، قالت ما تُسمى بوحدة البالونات في غزة التي كانت مسؤولة عن إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة إلى إسرائيل في الماضي، ويُعتقد أنها مرتبطة بحركة حماس أنها ستستأنف أنشطتها يوم الخميس.

حثت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل على تغيير مسار المسيرة بحيث يمر المشاركون عبر باب الخليل في البلدة القديمة، بدلا من باب العامود، وبالتالي تجنب الحي الإسلامي، الذي تسكنه أغلبية فلسطينية.

لكن نتنياهو تعهد بألا يتم تغيير مسار المسيرة.

يرتبط اسم “مسيرة الأعلام” منذ فترة طويلة بالصهيونية المتدينة، وهي حركة ترى أنه لا بد من ناحية دينية إبقاء أرض إسرائيل تحت السيادة اليهودية. يستغل القوميون المتطرفون المسيرة لاستعداء السكان العرب، ويعتبر سكان القدس الشرقية العرب المسيرة استفزازا.