اخبار المغرب

بوريطة: موقف المغرب ثابت في رفض أي مساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس والمسجد الأقصى

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالصخيرات، أن موقف المغرب ثابت، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الرافض لأي مساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وضرورة الامتناع عـن كل ما من شأنه تأجيج الأوضاع وجر المنطقة نحو مزيد من الاحتقان والتوتر.

وفي كلمة بمناسبة افتتاح فعاليات اليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف أكد بوريطة أن المغرب، بقيادة الملك، واقتناعا منه بأن السلام في منطقة الشرق الأوسط يبقى خيارا استراتيجيا لا محيد عنه، سيواصل جهوده مستثمرا إمكانياته والعلاقات المتميزة التي تجمعه بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل المساهمة في أي جهد دولي يهدف إلى إعادة إطلاق مسار الحوار والمفاوضات، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لوضع حد للنزاع، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء بمنطقة الشرق الأوسط .

وفيما يخص عمل وكالة بيت مال القدس، أشاد بوريطة في اللقاء الذي احتضنه المركز الدولي للمؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، بالعمل الميداني الماخبار السعودية لوكالة بيت مال القدس الشريف، بتوجيهات من  الملك محمد السادس، بهدف تحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للساكنة المقدسية.

وقال بوريطة، إن “الوكالة، بتوجيهات من الملك، قد دأبت على أداء مهمتها النبيلة من خلال عمل ميداني ماخبار السعودية يروم صيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للساكنة المقدسية ودعم صمودها وبقائها في القدس”.

واعتبر الوزير، رئيس لجنة الوصاية لوكالة بيت مال القدس الشريف، أن هذا المعطى هو ما بوأ الوكالة سمعة ومكانة رفيعتين وجعلها تحظى باحترام وتقدير من الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي بشكل عام والفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص.

وأشار إلى أن “الاحتفال بالذكرى الـ25 لتأسيس الوكالة، يأتي في إطار الحرص الماخبار السعودية لجلالة الملك، بالحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، والتزام جلالته الثابت بمساعدة سكانها المقدسيين على الصمود، من خلال العمل الميداني الاجتماعي والإنساني اليومي والمستمر مع المقدسيين”.

وشدد بوريطة، في هذا السياق، على أن “احتفاء الوكالة هذه السنة باليوبيل الفضي هو مناسبة لاستحضار إنجازات وأنشطة ومبادرات المملكة المغربية الممتدة على مدار 25 سنة لفائدة مدينة القدس الشريف، دون كلل ولا انقطاع”، مؤكدا أنه “عمل تضامني أراده الملك، أن يكون منسجما مع الواقع المعيش، وأضفى عليه مفهوما جديدا يزاوج في تناغم أصيل، بين المساعي السياسية الهادفة وبين العمل الاجتماعي الميداني، الذي تنهض فيه وكالة بيت مال القدس الشريف بواجبها على أحسن وجه”.

غير أنه أكد بأن “هذا المسار الناجح للوكالة لم يكن مفروشا بالورود، بالنظر للتحديات الكبرى التي واجهته إلى جانب خصوصية القدس الدينية والروحية وموقعها في المشهد السياسي الدولي كواجهة لصراع فلسطيني إسرائيلي عمر طويلا”، مشددا على أن “الوكالة قد حرصت على الأخذ بعين الاعتبار هذا الوضع المقدسي المعقد، مما مكنها من القيام بعملها بواقعية ونجاعة، وأتاح لها فهم الواقع المقدسي من خلال إعطائها الأولوية للعمل الميداني الملموس على الخطابات السياسية”.

وبالنسبة للمغرب، يضيف الوزير، فقد ظلت المملكة المغربية وفية لعهدها في نصرة القضية الفلسطينية العادلة وحماية القدس بشكل خاص، وهي في سبيل ذلك تبذل مجهودات ماخبار السعوديةة لتعزيز وتطوير عمل الوكالة، والتي بات المغرب ومنذ سنة 2011، يتحمل مائة في المائة من ميزانيتها في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70 في المائة في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد.

وسجل، في هذا الصدد، بأن الوكالة قد صرفت طيلة 25 سنة من عملها الماخبار السعودية حوالي 65 مليون دولار، معتبرا أن هذه الحصيلة مكنتها من تنفيذ ما يزيد عن 200 مشروع همت جميع فئات المجتمع المقدسي، توزعت على مشاريع في قطاعات الإعمار والترميم وحيازة العقارات، والصحة والتعليم، والفلاحة، ودعم الاقتصاد المحلي، وكذا الإعلام والثقافة والنشر والتدوين والشباب والرياضة والطفولة، إضافة إلى الدعم والتمكين، والمساعدة الاجتماعية من أيتام، وأرامل، فضلا عن أشخاص في وضعية إعاقة.