اخبار الإمارات

أوكرانيا تحصن منطقة استراتيجية وتترقب مزيداً من الأسلحة

الإثنين 20 فبراير 2023 / 00:56

واصل الجيش الروسي عمليات قصف مكثفة على بلدت أوكرانية في محيط خيرسون الأوكرانية، في حين اخبار السعودية القوات الأوكرانية استعداداتها للدفاع عن أحد الأهداف المحتملة لهجوم روسي جديد.

وكثفت كييف من محاولات الضغط على حلفائها لتزويدها بأسلحة قادرة على قلب موازين المعركة لصالحها، بعد الكشف عن طلب أوكراني لأمريكا بتزويدها بطائرات F-16 المقاتلة.

هجمات صاروخية

وقالت إدارة منطقة خيرسون على تلغرام “أطلق الجيش الروسي صباح الأحد نيران المدفعية على بلدة بورغونكا”.
تقع بورغونكا على بعد 60 كيلومتراً شمال شرق خيرسون قرب نهر دنيبر الفاصل بين الأراضي التي تسيطر عليها كييف وتلك التي يحتلها الجيش الروسي.
وأضافت الإدارة الإقليمية “لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في مكان المأساة: أب وأم وعم. وأصيب أربعة آخرون: جدة ورجل بالغ وفتاة وصبي”.

والقصف الروسي على منطقة خيرسون منتظم منذ انسحاب القوات الروسية من المدينة الرئيسية التي تحمل الاسم نفسه منتصف نوفمبر (تشرين الثاني).
يستهدف الجيش الروسي بشكل خاص البنى التحتية للطاقة في هذه المنطقة التي تضررت كثيراً جراء سلسة الضربات الكثيفة التي بدأت في الخريف بعد عدة نكسات في ساحة المعركة.
وقالت السلطات المحلية في شرقى أوكرانيا، إن عدة قذائف روسية أصابت بلدة دروزكيفكا.
وقال بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك المحاصرة الأحد، إن هناك مبنيين سكنيين تضررا أثناء الليل. وفي البداية، لم يقدم كيريلينكو أية معلومات بشأن وقوع إصابات أو وفيات.
وكتب كيريلينكو على “تلغرام” أن دروزكيفكا كانت بعيدة عن خط المواجهة، ولكنها مازالت تتعرض لإطلاق قذائف بصورة متكررة.

استعداد ميداني

وقالت القوات الأوكرانية التي تجري تدريبات أسبوعية قرب بلدة سيفرسك الصغيرة في شرق البلاد إنها تستعد للدفاع عن أحد الأهداف المحتملة لهجوم روسي جديد.
وتقع سيفرسك، التي كان يقطنها قبل الحرب زهاء عشرة آلاف نسمة، على بعد 35 كيلومتراً شمالي باخموت، وعلى طريق مباشرة إلى بلدة أخرى من بين البلدات الرئيسية في منطقة دونيتسك، هي بلدة سلوفيانسك. وباخموت مسرح لقتال شرس في الأسابيع الأخيرة.

وقال نائب قائد كتيبة سيفرسك، واسمه المستعار هان، “إذا احتلوا باخموت، سنكون شبه مطوقين لأن نهر سيفيرسكي دونيتس يحدنا من اليسار وسيتقدم العدو من جهة اليمين، ومن الممكن أن يعزلونا تماماً إن وصلوا إلى الطريق السريع لباخموت”.
وناشدت القوات الأوكرانية حلفاء كييف الغربيين إرسال مزيد من الأسلحة المتقدمة لمساعدتهم في الدفاع عن باخموت التي تهاجمها مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية.

ومن شأن الاستيلاء على باخموت أن يمنح القوات الروسية نقطة انطلاق للتقدم إلى مدينتين أكبر في الغرب، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.
لكن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يقولون إن النجاح هناك سيكون من قبيل النصر باهظ الثمن لموسكو نظراً للوقت الذي استغرقه وحجم والخسائر.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد، إن جيش بلاده يلحق خسائر “فادحة” بالقوات الروسية بالقرب من بلدة فوهليدار في منطقة دونباس الشرقية.
وأضاف في خطابه الليلي المصور “الوضع معقد للغاية. نحن نقاتل. نحن نكسر الغزاة ونكبد روسيا خسائر فادحة”.
وأشار زيلينسكي إلى عدة بلدات في دونباس، حيث يتركز القتال منذ شهور، قائلاً “كلما تكبدت روسيا المزيد من الخسائر، في دونباس.. في باخموت وفوليدار ومارينكا وكريمينا، أسرعنا في إنهاء هذه الحرب بانتصار أوكرانيا”.

أسلحة جديدة

وأعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان” نشرت الأحد، أن أن الدبابات القتالية الخفيفة “آ ام اكس-10” ستُسلّم “نهاية الأسبوع المقبل” لأوكرانيا.
ويتزامن تسليم هذه الدبابات مع الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في 24فبراير (شباط) 2022.

وبداية يناير (كانون الثاني)، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار إرسال هذه الدبابات، في إطار تحديث المعدات التي يسلمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأوكرانيا، بعد تردد استمر أشهرا خوفاً من دفع موسكو إلى تصعيد.

و أشار إلى أن تدريب الأوكرانيين على هذه المعدات الجديدة “على وشك الانتهاء” لذلك سيتم تسليمها “نهاية الأسبوع المقبل”.

وعن إمكان تسليم أوكرانيا طائرات حربية مقاتلة يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الحصول عليها، قال لوكورنو إن “لا شيء محظور”، لكنه أشار إلى تعقيد “المسائل اللوجستية والعملية”.
ولم يستبعد المسؤول الفرنسي تدريب طيارين كما تفعل بريطانيا.
وقال مشرعون إن مسؤولين أوكرانيين طالبوا أعضاء الكونغرس الأمريكي بالضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لإرسال مقاتلات إف-16 إلى كييف، وأكدوا أن من شأن تلك الطائرات تعزيز قدرة أوكرانيا على ضرب وحدات الصواريخ الروسية بصواريخ أمريكية الصنع.
وجاءت المطالبات مطلع الأسبوع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن خلال محادثات بين مسؤولين أوكرانيين، من بينهم وزير الخارجية دميترو كوليبا، وأعضاء ديمقراطيون وجمهوريون من مجلسي الشيوخ والنواب.
وقال السناتور مارك كيلي لرويترز مساء السبت “أخبرونا بأنهم يريدون طائرات إف-16 لسحق الدفاعات الجوية للعدو ليتسنى لهم إطلاق مسيّراتهم” خلف خطوط المواجهة الروسية.
وكان بايدن رد بكلمة “لا” حينما سُئل الشهر الماضي إن كان سيوافق على طلب أوكرانيا بإرسال طائرات إف-16 من تصنيع لوكهيد مارتن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إنه يتعين على الولايات المتحدة التركيز على توفير الأسلحة التي يمكن استخدامها فورا في ساحة المعركة بدلاً من الطائرات المقاتلة التي تتطلب تدريبات مكثفة.
وأيَّد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأحد، دعوة أعضاء التكتل لشراء أسلحة بشكل مشترك من أجل مساعدة أوكرانيا لكنه حذر من أنها لن تحل حاجة كييف الملحة لمزيد من السلاح الآن.
كان بوريل يرد على مقترح إستوني بأن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم طلبيات كبيرة لشراء الذخيرة نيابة عن دول متعددة من أعضائه لتسريع عملية الشراء وتشجيع شركات الأسلحة الأوروبية على الاستثمار في زيادة قدراتها الإنتاجية.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إنهم يدرسون بشكل عاجل إمكانية الشراء المشترك لقذائف مدفعية من عيار 155 ملليمتر لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.