اخبار البحرين

زعماء وقادة العالم يعبرون عن حزنهم لوفاة الملكة إليزابيث الثانية

انتقال سلس وهادئ للسلطة جرى حسب المراسم الملكية المتبعة في المملكة المتحدة وفق ما يسمى بخطة «جسر لندن»، عقب إعلان قصر باكينجهام، اليوم الخميس، رسمياً وفاة الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، عن عمر ناهز 96 عاماً، في قصر بالمورال بإسكتلندا إثر وعكة صحية شديدة، والإعلان عن تسمية تشارلز الثالث ملكاً لعرش بريطانيا ودول الكومنولث خلفاً لوالدته.

ولدت الملكة اليزابيث أليكسندرا ماري « اليزابيث الثانية» في لندن في 21 ابريل عام 1926، وتولت الحكم في بريطانيا وهي في سن الـ 25 عاماً بعد وفاة والدها الأمير ألبرت، دوق يورك (والذي أصبح بعد ذلك الملك جورج السادس) في 6 فبراير 1952، لتصبح بذلك الملكة الأطول حكماً في تاريخ بريطانيا بتجاوزها فترة حكم جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا، والثانية على مستوى العالم في قائمة أطول الملوك حكماً في التاريخ، بعد لويس الرابع عشر بفترة حكم استمرت 70 عاماً، كما تعتبر سادس امرأة تحكم بريطانيا.

تعتبرالملكة اليزابيث دستورياً ملكة بريطانيا و15 دولة من دول الكومنولث الـ 53 التابعة للتاج البريطاني، إلى جانب كندا واستراليا ونيوزيلندا، كما ترأس كنيسة انجلترا الانجليكانية.

تزوجت الملكة اليزابيث الثانية من الأمير فيليب مونتباتن دوق أدنبرة في 20 نوفمبر عام 1947م، وانجبت منه أربعة أبناء أكبرهم الأمير تشارلز الثالث الذي ولد في 14 نوفمبر عام 1948.

انخرطت الملكة اليزابيث الثانية في الحياة السياسية والعسكرية منذ طفولتها، حيث عاصرت التاريخ الحافل للمملكة المتحدة مع بدايات الحرب العالمية الثانية، حيث قدمت وهي في الرابعة عشرة من عمرها أول بث إذاعي من إذاعة الـ «بي بي سي»، خاطبت فيه الأطفال الذين تم اجلاؤهم من المدن التي تعرضت للقصف خلال الحرب، كنوع من الدعم المعنوي للجيش البريطاني وأسر وابناء الجنود.

في عام 1943 عينت في رتبة عقيد، وهي في الـ 17 من عمرها، وقامت بزيارة لفرق المشاة في الجيش، في أول ظهور علني لها منفردة، وعند بلوغها سن الثامنة عشرة تغيرت القوانين لتمكنها من العمل كواحدة من المستشارين للدولة في حال عجز والدها عن أداء مهام الحكم أو في حال تواجده خارج بريطانيا.

عاصرت الملكة اليزابيث الثانية نحو 15 رئيس حكومة بريطانية خلال 70 عاماً من فترة توليها الحكم، كان أولهم رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشيرشيل، وتميزت فترة حكمها الطويلة بالاعتدال والاتزان والاستقرار والقوة ومد جسور العلاقات الخارجية مع الدول الصديقة والحليفة بكثير من الدبلوماسية، حتى أصبحت الملكة الراحلة جزءً مهماً من التاريخ البريطاني.

تمتعت الملكة اليزابيث بكثير من الصفات الطيبة التي خلقت لها شعبية وجماهيرية ومكانة كبيرة في قلوب الشعب البريطاني وشعوب الكومنولث، حيث اتسمت بطيبة القلب والالتزام الديني والتمسك بالعادات والتقاليد الملكية داخل قصر باكينغهام وفي المحافل الرسمية واللقاءات والمناسبات والاحتفالات، كما قدمت نموذجاً فريداً للحاكم الملتزم بتعاليم دينه بوصفها الحاكم الأعلى لكنيسة انجلترا.

عُرف عن الملكة الراحلة أيضاً اهتمامها بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية، وأنها كانت ترعى نحو 600 جمعية ومنظمة خيرية.

ويعتبر آخر ظهور رسمي للملكة الراحلة في يونيو الماضي خلال الاحتفالات بالذكرى البلاتينية الـ 70 لتوليها العرش في بريطانيا، حيث أطلت الملكة بشكل غير متوقّع من على شرفة قصر باكنغهام لتلقي تحية مبتسمة على الجماهير المحتشدة أمام القصر الملكي في ظهور خاطف مقتضب جداً بسبب حالتها الصحية، في حين تغيّبت عن مراسم الاحتفالات الرسمية التي شهدتها البلاد بهذه المناسبة.