اخبار فلسطين

اتفاق محتمل مع السعودية سيتطلب “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين تقرير

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم السبت أن اتفاق تطبيع محتمل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيتطلب “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين التي من غير المرجح أن تحصل على موافقة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة، وقد تتطلب منه بدلا من ذلك السعي إلى تشكيل حكومة وحدة.

وذكر التقرير أنه في حين أن الرياض لم تطالب في الماضي بالضرورة باتخاذ “خطوة إسرائيلية واضحة تجاه الفلسطينيين”، فقد تدخل الملك سلمان ، الذي تخلى بشكل عام عن سيطرة كبيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في المناقشات بشأن اتفاق محتمل لضمان إدراج تحفظه، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه للصحيفة.

وفقا للتقرير، تفهم إسرائيل أن السعودية لن تكتفي بوعد من نتنياهو بأنه لن يضم الضفة الغربية، بل ستتطلب بدلا من ذلك “اتخاذ إجراء مهم على الأرض”.

وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الخطوات من غير المرجح أن تحظى بموافقة العناصر اليمينية المتطرفة في حكومة نتنياهو، وأن الضغط في مثل هذا الاتجاه قد يؤدي إلى انهيارها.

ولقد أعلن قادة المعارضة أنهم لن ينضموا إلى ائتلاف مع نتنياهو بسبب محاكمته الجارية بتهم فساد، “لكن ظهرت أسئلة في المناقشات مع الأمريكيين حول ما إذا كان القادة سيظهرون ليونة في الموقف إذا كان ذلك يعني إقامة علاقات دبلوماسية مع السعوديين”، بحسب لتقرير.

وشملت المطالب الأخرى التي طرحتها الرياض، بحسب التقرير، اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة ، على غرار حلف شمال الأطلسي، بموجبه ستكون واشنطن ملزمة بالدفاع عن السعودية في حال تعرضها لهجوم. وبحسب ما ورد، فإن العديد من المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يشعرون أبدا بالراحة إزاء احتمال التوصل إلى مثل هذا اتفاق.

في هذه الصورة التي نشرها القصر الملكي السعودي، يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (إلى اليمين) الرئيس الأمريكي جو بايدن في قصر السلام في جدة، المملكة العربية السعودية، 15 يوليو، 2022. (Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP, File)

بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض تطوير برنامج نووي مدني، وهو مطلب لطالما عارضته واشنطن والقدس.

وفقا لتقرير نُشر في وقت سابق في “تايمز أوف إسرائيل”، تريد السعودية أيضا أن تكون لها القدرة على شراء أسلحة أكثر تقدما من واشنطن مثل نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية (ثاد)، والذي يمكن استخدامه لمحاربة ترسانة الصواريخ الإيرانية المتزايدة.

في المقابل، تريد الولايات المتحدة من الرياض تقديم حزمة مساعدات غير مسبوقة للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتقليص علاقاتها المتنامية مع الصين، والمساعدة في انهاء الحرب الأهلية في اليمن.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قام بزيارة السعودية مرتين في غضون أقل من ثلاثة أشهر، وافترضت الصحيفة أن ذلك قد يكون علامة على حدوث تقدم.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين الذين تواجدوا في جدة يوم الخميس “أعربوا عن تفائل حذر بشأن إمكانية إحراز تقدم حيث يواصل الدبلوماسيون على الأرض محادثاتهم”.

مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يتحدث خلال المؤتمر الصحفي اليومي في البيت الأبيض بواشنطن، 12 ديسمبر، 2022. (Susan Walsh / AP)

يوم الجمعة، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه إلى إحراز تقدم محتمل في اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية.

متحدثا لمتبرعين لحملة إعادة انتخابه في عام 2024 خلال حدث في ولاية ماين، قال بايدن “ربما هناك تقارب جار”، دون أن يخوض بمزيد من التفاصيل.

يوم السبت، أفادت نيويورك تايمز أن بايدن لم يتخذ قراره بعد بشأن الرغبة في التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وذكرت الصحيفة أنه خلال زيارة سابقة قام بها سوليفان في مايو، أعرب ولي العهد السعودي بن سلمان عن استعداده المتزايد للتوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، مما دفع بايدن إلى إطلاق “جهد بأقصى طاقته”.

وكتب توم فريدمان، المعروف بعلاقته الوثيقة مع بايدن، في عمود في صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس أن هذه الخطوات قد تشمل تعهدا إسرائيليا رسميا بعدم ضم الضفة الغربية أبدا (كجزء من صفقة التطبيع مع الإمارات في عام 2020 ، وافق نتنياهو عل تجميد تنفيذ تعهده بالضم حتى عام 2024)؛ الالتزام بعدم إقامة المزيد من المستوطنات أو توسيع حدود المستوطنات القائمة؛ الالتزام بعدم شرعنة أي بؤر استيطانية غير قانونية؛ والتخلي عن بعض الأراضي المأهولة بالفلسطينيين في المنطقة (C) من الضفة الغربية، التي تسيطر عليها إسرائيل بموجب اتفاقية أوسلو.

في غضون ذلك، سيكون على السلطة الفلسطينية التي تم تجاهلها في صفقات التطبيع العربية الأخرى التي أبرمت مع إسرائيل مؤخرا إعلان دعمها لهذه الاتفاقية مع السعودية، كما كتب.

وشدد فريدمان على أن أي صفقة من هذا القبيل قد تستغرق شهورا للتفاوض عليها ولا تزال “بعيدة الاحتمال في أحسن الأحوال”.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (إلى اليمين) ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتصافحان بعد اجتماعهما في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 31 يناير، 2023. (Ronaldo Schemidt/Pool/AFP)

وكان بايدن لنفسه قد قال لشبكة CNN في وقت سابق من هذا الشهر “نحن بعيدون جدا عن [اتفاق سعودي]. لدينا الكثير لنتحدث عنه”.

خلال حملته الانتخابية في عام 2020 تعهد الرئيس الأمريكي بجعل المملكة “منبوذة” بسبب سجلها في حقوق الانسان وجريمة قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018 في تركيا، وهي تصريحات أثارت غضب الرياض.

تحسنت العلاقات الأمريكية مع المملكة الصحراوية مرة أخرى في عام 2022، عندما زار بايدن إسرائيل والسعودية في رحلة لتأمين عدد من التفاهمات مع الرياض، حسبما ذكرت تقارير، بما في ذلك زيادة انتاج النفط لموازنة أسعار الوقود، وتعزيز التحالف وسط مشاهد جيوسياسية متغيرة في الشرق الأوسط وآسيا.

كما سعت واشنطن إلى الدفع باتفاقية تطبيع بين إسرائيل والسعودية، مع التركيز على الفوائد التي تعود بها مثل هذا الاتفاقية على الأمن القومي الأمريكي.

من جانبه، يسعى نتنياهو منذ فترة طويلة إلى ما يُنظر إليها على أنها اتفاقية تطبيع بعيدة المنال مع السعوديين، والتي وصفها مرارا وتكرارا بأنها إحدى الأولويات العليا لحكومته الجديدة والتي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء كل من الصراع العربيالإسرائيلي والصراع الإسرائيليالفلسطيني.

ومع ذلك، حذر المسؤولون الأمريكيون في الأشهر الأخيرة من أن سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وتقدم حكومتها في الإصلاح القضائي قد جعل تأمين اتفاقية تطبيع مع السعودية أمرا مستحيلا، وأدى إلى توتر العلاقات بين القدس وواشنطن.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد.