الدكتور علي جمعة يوضح كيف يدرك الناس معنى «لا حول ولا قوة إلا بالله»

تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، عن وجود الله، وأسرار ذلك الوجود، مؤكداً أن الموجود على الحقيقة هو الله، وكل هذا الوجود منه سبحانه وتعالى بإذنه ومدده وخَلْقِهِ، فإن قطع الإمداد أو أبطل الاستعداد يفنى الكون كله، أي لو قطع الإمداد الصادر منه «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ».

 وجود الدنيا ووجود الله

وأكد علي جمعة، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن وجود الدنيا فانٍ، واللهُ باقٍ، كما أن وجود الدنيا حادث، والله قديم، ووجود الإنسان يحتاج إلى غيره، واللهُ قائمٌ بنفسه، كما أن الوجود كله اختلاف واضطراب، واللهُ سبحانه واحد في ذاته واحدٌ في صفاته واحدٌ في أفعالِه، ووجود الإنسان فيه كَدَر وفساد، واللهُ سبحانه وتعالى ربُّ العالمين خارجٌ عن الزمان والمكان لا يَحِلُّ في الأشخاص ولا تُحِيطُ به الأحوال، والله سبحانه وتعالى لا شريك له ولا مثيلَ له «وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ».

 الوجود الحق هو وجود الله

وأضاف مفتي الديار المصرية الأسبق، أن الموجود على الحقيقة هو الله، وكل هذا الوجود منه سبحانه وتعالى بإذنه ومدده وخَلْقِهِ، فإن قطع الإمداد أو أبطل الاستعداد يفنى الكون كله، أي لو قطع الإمداد الصادر منه «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» نجد أنفسنا قد فنينا أي لا يبقى عالم، ولو أبطلَ الاستعداد كذلك فأنا عندي استعداد للوجود، والذى خلق هذا الاستعداد هو الله، فإذا ألغى الله هذا الاستعداد أكون فانياً، فيأتي المدد ولا يجد شيئاً أي لا يجد محلاً، فالكوب تضع فيه الماء فيمتلئ، إذن إذا قطع أو أبطل الاستعداد فنى العالم ومن بيده ذلك هو الله، فالوجود الحق هو وجود الله.

 معنى: لا حول ولا قوة إلا بالله

وأشار «جمعة»، إلى أن الدنيا تسمى دار باطل، فإنها حاصلة ونحن نعيش فيها الآن بالفعل، ولكنها حياة تحتاج إلى غيرها لا تقوم بنفسها، والله لا يمكن أن يحجبه شيء ولكن أنت هو الْمَحْجُوب، وتوهمت أنت في ذهنك أن الكائنات شيء، ولكن الأمر ليس كذلك، فإنها كل لحظة تنشأ وتفنى وهي قائمة بإقامةِ الله لها، ولو قطع الله عنها الإمداد أو التهيؤ للاستعداد فسوف تفنى ولن نجدها، وتابع: «إذن ينبغي علينا أن ندرك هذا المعنى أنه لا حول ولا قوة إلا بالله».