اخبار فلسطين

بايدن يعلن عن تسهيلات للفلسطينيين في معبر أللنبي الحدودي، إضافة الى إجراءات أخرى

سيعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطط لتسهيل الوصول إلى معبر جسر أللنبي بين الضفة الغربية والأردن، إلى جانب سلسلة من المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تعزيز الفلسطينيين خلال زيارته للقدس الشرقية وبيت لحم يوم الجمعة.

تسهيل الوصول إلى معبر أللنبي والخطوات الستة الأخرى التي سيعلنها بايدن هي إجراءات كانت الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتطبيقها منذ شهور، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز مكانة رام الله، على الرغم من عدم وجود أفق دبلوماسي وما يعتبره البعض قبضة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الهشة على السلطة.

ويشتكي الفلسطينيون من أن الخطوات لتحسين جودة الحياة مجرد عن ورقة توت دون إحراز تقدم دبلوماسي نحو حل الدولتين. وأثار بايدن غضب العديد من الفلسطينيين يوم الأربعاء عندما رفض آفاق الدولة الفلسطينية ووصفها بأنها غير واقعية على المدى القصير.

ومع ذلك، أقر مسؤول فلسطيني بأن الإعلانات السبعة كانت أكثر مما كانت تتوقعه السلطة الفلسطينية.

والعديد من إجراءات بناء الثقة تحتاج متابعة إسرائيلية، بما يشمل العديد من المبادرات التي التزمت بها إسرائيل شفهياً العام الماضي ولم تكتمل قط. وقد يعتمد تنفيذها على نتيجة الانتخابات المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر، وهي جولة الانتخابات الخامسة في حوالي أربع سنوات، حيث يمكن أن تؤدي إلى عودة حكومة يمينية متشددة ستسعى إلى تهميش الفلسطينيين.

وقال البيت الأبيض إنه من المقرر أن يدلي بايدن بهذه التصريحات خلال زيارة إلى مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية واجتماع مع عباس في بيت لحم صباح الجمعة.

وسيكشف أن إسرائيل وافقت على تمكين الوصول الى معبر أللنبي 24/7، بدلا من ساعات العمل الحالية، من الساعة 8 صباحًا حتى 11:30 مساءً خلال الأسبوع ومن الساعة 8:00 صباحًا حتى 3:30 مساءً في عطلة نهاية الأسبوع. ويتم استخدام المعبر بشكل حصري تقريبًا من قبل الفلسطينيين، الذين يواجهون صعوبة أكبر بكثير في الحصول على تصاريح للسفر من مطار بن غوريون. ونتيجة لذلك، يسافر معظمهم إلى عمان ثم يضطرون إلى دفع سلسلة من الرسوم الإضافية والانتظار عدة ساعات في كثير من الأحيان للعبور.

رئيس الولايات المتحدة جو بايدن خلال مراسم الترحيب في مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، 13 يوليو 2022، في أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل منذ أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة (Sraya Diamant/Flash90)

كما سيتم إنشاء مجموعة عمل من قبل إسرائيل لتقييم ما إذا كان يمكن قبول جوازات السفر البيومترية عند المعبر لتسريع العمل؛ وقال البيت الأبيض إن المجموعة ستقدم تقرير حول استنتاجاتها إلى الولايات المتحدة في غضون شهر. وستدرس مجموعة العمل أيضًا “خطوات لتأسيس وجود للسلطة الفلسطينية في معبر جسر أللنبي مع الحفاظ على الاعتبارات الأمنية لإسرائيل”.

وكان هذا مطلبا فلسطينيا مركزيا فيما يتعلق بأللنبي. ووافقت إسرائيل على السماح لضباط شرطة السلطة الفلسطينية بالعمل في المعبر كجزء من اتفاقيات أوسلو لعام 1995، لكنها لم تطبق هذا البند من الاتفاقية.

وأفاد الإعلان الأمريكي إن إسرائيل ستدرس الاقتراح فقط. وسرب رئيس الوزراء السابق المتشدد نفتالي بينيت للصحافة العبرية أنه لن يسمح بمثل هذه الخطوة عندما تم الإعلان الشهر الماضي عن جهود الولايات المتحدة لدفع إسرائيل بشأن هذه القضية

حافلة تعبر جسر اللنبي الذي يربط أريحا في الضفة الغربية بالأردن عام 1992 (Flash90)

. ويُعتقد أن رئيس الوزراء يائير لبيد أكثر انفتاحًا على الفكرة. وكرر دعمه لحل الدولتين يوم الخميس.

وسيعلن بايدن أيضًا عن دعم مالي إضافي بقيمة 316 مليون دولار للفلسطينيين بالإضافة إلى حوالي 500 مليون دولار أعلن عنها بالفعل خلال العام ونصف العام الماضيين. ومائة مليون دولار من هذا المبلغ ستأتي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية رهنا بموافقة الكونغرس وستخصص إلى شبكة مستشفيات القدس الشرقية. وسيصدر بايدن الإعلان عندما يزور مستشفى أوغوستا فيكتوريا صباح الجمعة.

وزارت السيدة الأولى جيل بايدن المركز الطبي في الطور في عام 2010 وأعلنت التبرع بمعدات جديدة لقسم الأورام.

وستكون هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي حالي إلى أي مكان في القدس الشرقية غير البلدة القديمة، ومن المرجح أن ترضي الزيارة الفلسطينيين، الذين يعتبرون المنطقة عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وكشف مصدر إسرائيلي الأسبوع الماضي أن المسؤولين الإسرائيليين يسعون للانضمام إلى بايدن في الزيارة، لتأكيد السيادة الإسرائيلية على المدينة بأكملها. في نهاية المطاف، عارضت الولايات المتحدة الطلب، وأوضح مسؤول كبير في الإدارة للصحفيين يوم الخميس أن ذلك لكونها “زيارة خاصة إلى مستشفى خاص”.

والسلطة الفلسطينية لا تدير شبكة مستشفيات القدس الشرقية بشكل رسمي، وتعمل الشبكة مع صناديق المرضى الإسرائيلية، لكنها تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في نظام الرعاية الصحية الفلسطيني. ويأتي جزء كبير من الميزانية التشغيلية للشبكة من معالجة الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، مما تتحمل السلطة الفلسطينية تكاليفه.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتحدث أثناء لقائه بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، 27 مارس، 2022، في مدينة رام الله بالضفة الغربية. (AP Photo / Jacquelyn Martin، Pool)

بالإضافة إلى التمويل الأمريكي الجديد، أعلنت الإمارات عن تبرعها بمبلغ 25 مليون دولار، وسوف تحذو العديد من دول الخليج الأخرى حذوها عندما يكون بايدن في جدة لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي + 3 لدول الشرق الأوسط.

وغالبية التمويل الأمريكي الجديد 201 مليون دولار ستذهب إلى وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، وبذلك يصل إجمالي المساعدة التي تلقتها المنظمة من إدارة بايدن إلى 618 مليون دولار.

ومن المرجح أن يثير هذا الإعلان غضب الجماعات الموالية لإسرائيل، والتي تتهم وكالة الأمم المتحدة بإدامة الصراع ومسؤوليها بالتحيز ضد إسرائيل وحتى معاداة السامية.

وفي إشارة واضحة إلى الانتقادات، قال البيت الأبيض إنه “يجب أن يتم عمل الأونروا مع الاحترام الكامل لمبادئ الحياد والتسامح وحقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز”.

ومن اجل تعزيز جهود بناء السلام على مستوى القاعدة الشعبية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ستعلن الإدارة عن منحتين جديدتين بموجب قانون شراكة الشرق الأوسط من أجل السلام (MEPPA)، تخصص 250 مليون دولار على مدى خمس سنوات لبرامج الحوار وتطوير الأعمال الفلسطينية.

وسيحصل مركز بيريس للسلام ومقره إسرائيل على 2.21 مليون دولار لدعم “التعاون والتبادلات المهنية بين قطاعي الصحة الفلسطيني والإسرائيلي”، بحسب البيان الأمريكي. وستتلقى منظمة تسمى Appleseeds مبلغ 5 ملايين دولار “لتزويد المهنيين الفلسطينيين والإسرائيليين الشباب بفرصة العمل معًا وتعلم التكنولوجيا والقيادة”.

وستخصص آخر 15 مليون دولار من المساعدات المالية لدعم الفلسطينيين الأكثر تضرراً من ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة الغربية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

لوحة إعلانية تقول “السيد الرئيس، هذا هو الفصل العنصري”، نشرته جمعية بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان في بلدة بيت لحم بالضفة الغربية، قبل وصول الرئيس جو بايدن إلى المنطقة، 13 يوليو ، 2022 (AP / Mahmoud Elean)

كما سيوصل بايدن لعباس استعداد إسرائيل لعقد اجتماع اللجنة الاقتصادية الإسرائيلية الفلسطينية المشتركة لأول مرة منذ عام 2009. وكان وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج قد قال إن اللجنة ستجتمع في نوفمبر الماضي، ولكن لم يتم عقد مثل هذا الاجتماع ولم يحدد البيت الأبيض موعدًا لوقت حدوث ذلك.

وتم تأسيس اللجنة في اتفاقيات أوسلو لمناقشة القضايا الاقتصادية المشتركة، بما في ذلك مياه الصرف الصحي والطاقة النظيفة وغيرها من الإجراءات التي تؤثر على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية. وسعت السلطة الفلسطينية منذ سنوات إلى إعادة عقد الهيئة، لكن إسرائيل رفضتها إلى حد كبير.

وفي غضون ذلك، أعلن بايدن أن إسرائيل وافقت على زيادة عدد التصاريح للفلسطينيين في غزة للعمل والقيام بأعمال تجارية في إسرائيل إلى 15,500 ارتفاعًا من حوالي 14,000 الشهر الماضي.

وأخيرًا، سيعلن بايدن أن إسرائيل ستسمح لشركات الاتصالات الخلوية الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة بالاتصال بشبكات الجيل الرابع بحلول نهاية عام 2023 ما وعدت اسرائيل القيام به العام الماضي.

فلسطينية تتحدث على هاتف محمول في رام الله، 28 اكتوبر 2014 (Hadas Parush / Flash90)

ولا يزال الفلسطينيون في الضفة الغربية عالقين في تكنولوجيا الجيل الثالث التي عفا عليها الزمن إلى حد كبير بينما يستخدم أولئك في غزة اتصالات الجيل الثاني الأبطأ.

وقال البيت الأبيض: “ستعمل الفرق الإسرائيلية والفلسطينية معًا على الفور لبدء المسوحات التكنولوجية، بهدف إطلاق بنية تحتية متطورة للجيل الرابع بحلول نهاية عام 2023”. وسيؤدي هذا الالتزام إلى تسريع التحول الرقمي وتعزيز ترابط الاقتصاد الفلسطيني بشكل أكبر.

وفي حين أن العديد من البوادر التي أعلنها بايدن هي في نهاية المطاف خوات إسرائيلية، قال مسؤول أمريكي إن حكومة لبيد فضلت النأي بنفسها عنها، على ما يبدو لتجنب المظاهر التي يمكن تفسيرها على أنها تعزيزا للفلسطينيين قبل الانتخابات.

وخلال مؤتمر صحفي يوم الخميس لمناقشة الرحلة، كشف المسؤول الأمريكي الكبير أن بايدن أثار مخاوف بشأن الخطط الإسرائيلية لدفع مشروع الاستيطان في منطقة E1 المثير للجدل.

ويقول النقاد إن البناء في منطقة E1 سيربط القدس بمستوطنة كبيرة إلى الشرق منها، معاليه أدوميم، بينما يقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ويجعل من قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا عاصمتها القدس الشرقية شبه مستحيل.

وافقت إسرائيل على تأجيل اجتماع حول المشروع كان مقرر عقده عدة أيام بعد زيارة بايدن، لكنها سرعان ما أعادت جدولته إلى 12 سبتمبر. وقال مسؤول مطلع على الأمر إن بايدن طلب من لبيد إزالة المشروع بالكامل، لكن تجنب رئيس الوزراء الالتزام بذلك.

وقال المسؤول الأمريكي الكبير للصحفيين إن مشروع E1 يمثل “إشكالية كبيرة” لكنه أضاف أن المحادثات حول المستوطنات كانت “بناءة للغاية”.

نشطاء فلسطينيون وأجانب يقيمون مخيم باب الشمس المكون من 25 خيمة في المنطقة E1 المتنازع عليها بين القدس ومعاليه أدوميم (Issam Rimawi/Flash90)

وانتقد إبراهيم عيد دلشة، الذي عمل مستشارًا للقنصل الأمريكي العام في القدس، تصريحات بايدن، معربًا عن أسفه لاستخدام الولايات المتحدة معظم جهودها لمحاولة إقناع إسرائيل باتخاذ سلسلة من الخطوات ذات الصلة بالاقتصاد، بدلاً من استخدام رأس المال السياسي هذا لاتخاذ خطوات بنفسها.

وقال دلشة، الذي يشغل حاليًا منصب مدير مركز هورايزون للدراسات السياسية والتواصل الإعلامي، ومقره رام الله، “هناك حاجة إلى مشاركة أكثر استراتيجية من جانب الرئيس الأمريكي”.

وبعد لقاء عباس وإصدار بيان مشترك مع زعيم السلطة الفلسطينية بشأن رؤيتهما المشتركة لحل الدولتين، سينهي بايدن زيارته الى الضفة الغربية بزيارة كنيسة المهد “لتأكيد دعم المسيحيين الذين يواجهون تحديات في انحاء المنطقة، قال المسؤول الأمريكي الكبير.

وردا على سؤال عما إذا كان بايدن سيتطرق إلى الجهود المتزايدة التي تبذلها الجماعات اليهودية المتطرفة للسيطرة على أراضي الكنائس في القدس الشرقية، قال المسؤول الكبير إن مثل هذه الأمور ستُثار في الاجتماعات، دون الخوض في التفاصيل.