منوعات

«بودرة التلك».. اتهامات بتسببها بالسرطان والشركة توقف بيعها.. فما القصة؟

أعلنت شركة جونسون آند جونسون، أمس الخميس، وقف استخدام “بودرة التلك” في مستحضرات التجميل والمرطبات الخاصة بها، وذلك بعد عاصفة من الدعوات القضائية ودفع مئات المليارات من أموال التعويضات المتعلقة باتهامات بتسبب المنتج في أمراض السرطان، ولكن المنتج كان مر بعشرات السنين الحافلة بين رواج كبير حول دول العالم والكثير من الشكوك في كونه مادة تصيب بالسرطان.

وتستعرض “الشروق” أبرز المراحل التي مرت بها بودرة التلك منذ دخولها للسوق وبداية الشكوك المتعلقة بها والدعاوي القضائية والمبالغ الضخمة التي تم تغريمها لشركة جونسون.

ينتشر اسم “التلك” للتعبير عن مركب سليكات الماغنيسيوم المهدرجة والتي كانت أول وصفة تجارية لها للاستخدام بمستحضرات التجميل منتصف ثمانينات القرن التاسع عشر تبعا لشركة جونسون آند جونسون.

خلال الأعوام التالية شاع استخدام التلك لتنظيف الوجه من مستحضرات التجميل وتليين الأعضاء التناسلية للسيدات، وذلك نظرا لما يمتلكه المركب من قدرته على امتصاص الرطوبة، لا تملكها مستحضرات أخرى.

بدأت المخاوف حيال التلك، كمادة مسرطنة خلال التسعينيات وذلك بعد اكتشاف رابط بين مادة الإسبستوس الأبيض الذي يختلط بالتلك في نفس المناجم وبين العرضة لسرطانات الرئة.

كشفت ورقة بحثية بداية السبعينيات بعد تحليل عدد من أورام الرحم وجود آثار التلك في ٧٥٪ من الأورام بينما كشف البرنامج الوطني الأمريكي للسموم عام ١٩٩٣ تعرض فئران التجارب لسرطان الرئة بعد فترة من استنشاق بودرة التلك.

وأفادت عدة دراسات أمريكية خلال النصف الثاني من التسعينيات باحتمالية علاقة التلك بسرطانات الرحم دون تأكيد تلك العلاقة.

وأكدت نتيجة تلك الدراسات ما توصلت له الهيئة العالمية لبحوث السرطان عام ٢٠٠٤، من وجود علاقة تفيد باحتمالية علاقة التلك بسرطانات الرحم.

ولتجنب عاصفة الدراسات الناقدة للبودرة والمشككة فيها، قامت جونسون بعمل بديل للتلك متمثل في بودرة نشا الذرة والتي بدأت بيعها منذ ثمانينيات القرن الماضي مع استمرار شعبية التلك.

بدأ الهجوم الفعلي على المنتج بالولايات المتحدة خاصة عام ٢٠١٣، برفع قضية لإحدى السيدات المصابة بسرطان الرحم نتيجة للتعامل مع التلك ولاحقا عام ٢٠١٦ تلقت السيدة تعويض من جونسون بـ٧٢ مليون دولار ولم تمضي أشهر حتى خسرت جونسون قضية أخرى لسيدة متضررة، حيث دفعت لها جونسون ٥٥ مليون دولار كتعويض.

وبحسب واشنطن بوست، تم رفع نحو ٢٠٠٠ قضية على الشركة بسبب البودرة منذ عام ٢٠١٦، فيما ترفع نيويورك تايمز عدد الشكاوى على الشركة بأمريكا لـ٤٠ ألف شكوى من سيدات متضررات.

وفي أكبر الضربات للشركة، تم أخذ تعويضات لسيدة بلوس أنجلوس بلغت ٤٤٠ مليون دولار في عام ٢٠١٧ ولم تمضي أشهر حتى دفعت الشركة تعويضات لـ٢٠ سيدة متضررة بلغت ٤.٧ مليارات دولار.

وبحسب نيويورك تايمز، قادت ٢٠٠ جمعية أمريكية، السيدات سمراوات البشرة نحو الأفضل، وذلك للتوعية ضد مخاطر بودرة التلك، كان نتيجتها انخفاض مستخدمي التلك بأمريكا لـ٢٥٪ بعد أن كان الإقبال عليها يبلغ نحو ٨٥ مليون شخص سنويا بحسب ما نقلته واشنطن بوست.

وفي عام ٢٠١٩ تزايدت الشكوك حيال التلك بعد تحذير وزارة الصحة الكندية من استنشاق التلك أثناء وضعه على الوجه كما تم التحذير من استخدامه لدهن الأعضاء التناسلية للسيدات.

وتوقفت جونسون عام ٢٠٢٠، عن بيع “التلك”، بأمريكا وكندا بدواعي إغلاق جائحة كورونا، كما تقرر التوقف تماما عن بيعها حول العالم بحلول العام المقبل.