اخبار الكويت

«اتفاق اسطنبول» في مهب القصف الروسي لـ «أوديسا» وأوكرانيا تواصل استعدادها لتصدير الحبوب

قبل ان يجف حبر اتفاق إسطنبول لتصدير ملايين الاطنان من الحبوب العالقة في اوكرانيا بسبب الحصار الناجم عن الغزو الروسي، قصف الجيش الروسي ميناء أوديسا الأوكراني أحد أهم موانئ التي يفترض ان تستخدم في التصدير، بموجب الاتفاق المهدد بالانهيار.

وقال الجيش الأوكراني إن صواريخ روسية أصابت البنية التحتية في ميناء أوديسا. وكتبت قيادة العمليات الجنوبية على تلغرام: «هاجم العدو ميناء أوديسا التجاري بصواريخ كروز من طراز كاليبر وأسقطت قوات الدفاع الجوي صاروخين فيما أصاب صاروخان البنية التحتية للميناء».

وأكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات لوكالة فرانس برس أن «ميناء أوديسا تعرض للقصف، خصوصا حيث كانت تجري عمليات شحن» الحبوب. وتابع «أسقطنا صاروخين، وأصاب صاروخان آخران البنية التحتية للميناء حيث توجد حبوب بالتأكيد».

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أن الهجوم يلقي بظلال من الشك على الاتفاقات والوعود التي قدمتها روسيا في إسطنبول إلى الأمم المتحدة وتركيا التي توسطت في الاتفاق، أمس الأول. ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان الأمم المتحدة وتركيا إلى التأكد من التزام روسيا بتعهداتها بموجب الاتفاق لتوفير ممر آمن لصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، اوليغ نيكولينكو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بصق في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب (طيب) اردوغان، اللذين قاما بجهود للتوصل إلى اتفاق»، عبر إطلاق صواريخ على ميناء أوديسا.

ووصفت سفيرة الولايات المتحدة لدى كييف بريدجيت برينك القصف بأنه «شنيع». وقالت على تويتر «روسيا تقصف مدينة أوديسا الساحلية بعد أقل من 24 ساعة من توقيع اتفاق للسماح بشحن صادرات زراعية. يواصل الكرملين استخدام الطعام كسلاح. يجب محاسبة روسيا».

وقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات الصاروخية على ميناء أوديسا. وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة إن «الأمين العام يدين بشكل لا لبس فيه الضربات التي أفيد عنها على ميناء أوديسا الأوكراني». وأضاف أنه «لا بد من التنفيذ الكامل (للاتفاق) من قبل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا». لكن وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف أكد أن بلاده تواصل استعدادها لاستئناف صادرات الحبوب من موانئها المطلة على البحر الأسود رغم الضربة الصاروخية الروسية.

وكتب كوبراكوف على فيسبوك «نواصل الاستعدادات الفنية لانطلاق صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا».

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربة الروسية أظهرت أن موسكو ستجد طريقة لعدم تنفيذ اتفاق الحبوب. وأضاف زيلينسكي في مقطع فيديو على تلغرام «هذا يثبت شيئا واحدا فقط، وهو أنه بغض النظر عما تقوله روسيا ووعودها، فإنها ستجد طريقة لعدم تنفيذ الاتفاق».

أما تركيا أحد عرابي الاتفاق، فقد أعربت عن «قلقها». وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار «كون هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه بالأمس (…) يثير فعلا قلقنا». وأعلن أن موسكو أبلغت أنقرة بأنه لا علاقة لها بالقصف على أوديسا، داعيا جميع الأطراف لمواصلة التعاون لتنفيذ اتفاقية الحبوب وقال الرئيس رجب طيب اردوغان بدوره إن اتفاقية الحبوب ستسهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية من خلال حركة السفن التي ستبدأ في الأيام المقبلة.

وأضاف: «مصممون على مواصلة جهودنا لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا ونأمل الحصول قريبا على نتائج إيجابية».