اخبار مصر

السيد إدريس الإدريسي: للإمام المؤسس تلاميذ ومريدون في أنحاء العالم

قال السيد إدريس الإدريسى، شيخ الطريقة الأحمدية الإدريسية رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة رئيس لجنة المصالحات العربية وفض المنازعات بمصر والعالم العربى، إن رسالة الإمام المؤسس العارف بالله أحمد بن إدريس منتشرة حول العالم، هدفها وأد الفتنة ووقف إراقة الدماء وجمع شمل الأمة.

منهج الإمام فى تصفية النفوس من ضغائن الحياة يحجب المريدين عن التطرف الدينى والأخلاقى

وأكد «الإدريسى»، فى حواره مع «الوطن»، أن الصوفية طريق إلى الله ودعوة لمنهج التماسك والتكاتف والأخوة بين الناس والترابط بينهم.. وإلى نص الحوار:

يتمتع «ابن إدريس» بسيرة عظيمة.. حدثنا عنها؟

– مولانا العارف بالله الإمام أحمد بن إدريس رجل سائر على نهج جده الإمام الحسن فى كثير من الأمور، تمثلت فى الإصلاح بين الناس وجمعهم على قلب رجل واحد، وعلى طاعة الله سبحانه وتعالى، وتمثلت فى ربط القلوب بالتسليم لله، والتوجه لكل ما يُرضى الله سبحانه وتعالى فى كل قضاء، وكان يحث نفسه وأتباعه بأن التسليم بمراد الله هو علم الارتضاء بالقضا، وكانت دعوة الإمام ابن إدريس عالمية، حيث تحرك من بلاد المغرب لبلاد المشرق العربى، وكانت دعوته هو وتلاميذه قائمة على تعميم الإصلاح والخير والترابط للأمة من الناحيتين الدنيوية والدينية، كما أنه جاء إلى بلاد الحجاز واليمن عندما اشتدت الأزمة والفُرقة والفتنة وأريقت الدماء فى الصراع على الحكم، وكان داعياً ووسيطاً لحل هذه الأزمة ووأد هذه الفتنة وجاء ليجمع شملهم وشمل الأمة الإسلامية.

وكيف كانت بصمته ومنهجه فى الإصلاح بين الناس؟

– استمرت دعوته للإصلاح بين القبائل المتناحرة فى جميع المناطق، فمن لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم، كان هذا شعاراً من شعارات السيد أحمد بن إدريس، وكان يرى ضرورة أن تكون الأمة واحدة متماسكة، فالله سبحانه ما ارتضى إلا أن يسميها أمة الإسلام، والاتصال بالسلم الدائم بينهم، وأن يرتقى الناس بإنسانيتهم قبل أن يرتضوا بعقيدتهم ويعودوا إلى الإنسانية التى يرتضيها الله ورسوله الكريم، وهذه دعوة استمرت وسارت على هذا المنوال على يد أتباع الإمام وتلاميذه، وعندما ذهبوا إلى الدول المختلفة كانت هذه رسالتهم ومهمتهم.

وكيف استمرت دعوته بين تلاميذه بين شرق الأرض وغربها؟

– للإمام المؤسس تلاميذ ومريدون فى شتى أنحاء العالم، حيث ذهبت دعوته لمناطق مختلفة، كان من بينهم الإمام محمد بن على السنوسى الذى كانت نشأته ومولده فى الجزائر ونشر الدعوة الإصلاحية فى المنطقة، ومنها ليبيا، حتى إن أهلها تمسكوا بمبادئه وساروا على نهجه وأصبح قاضياً بالإصلاح والحاكم فيما بينهم، وكذلك السيد محمد عثمان الميرغنى وهو من أشراف مكة، وتمسك الناس فى دول عدة، ومنها أفريقيا، بمنهاجه ودعوته التى ورثها وأخذها عن الإمام أحمد بن إدريس.

ما مفهوم التصوف لدى الإمام أحمد بن إدريس؟

– التصوف فى مجمله تصفية النفوس مع خالقها وتصفيتها فيما بيننا وبين من يجتمع حولها، والتجرد إلى الله، ففى منهاج «ابن إدريس» يكون العبد متجرداً إلى ربه متصافياً مع نفسه ومَن حوله حتى يكون عبداً مستدركاً لمعنى «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأن ينعقد ذلك بالكلية بالمريد، فى كل لمحة ونفَس، عدد ما وسع فى جميع لمحاته ونظراته على هذا الوجود، وفى كل أنفاسه التى يعيش بها فى هذا الوجود، ويحب لمن يحيط به ما يحبه لنفسه، وهو منهاج الأخوة الإسلامية الذى نادى به لكى يرضى الله سبحانه وتعالى، كذلك أن يكون المرء رحيماً صافياً مع نفسه ومحيطه لتصفى نفسه من ضغائن هذه الحياة وهذا يحجبه عن أى تطرف دينى أو أخلاقى فى هذه الحياة.

ما الذى يميز الطريقة الأحمدية الإدريسية عن غيرها من الطرق الصوفية؟

– تتميز الأحمدية الإدريسية بالتمسك بالمنهج الواحد، والتكاتف والتوافق، وكل الطرق الصوفية مسميات هدفها الطريق إلى الله، ودعوة إلى منهج التماسك والتكاتف والأخوة بين الناس والترابط بينهم والاجتماع على كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، فالطرق الصوفية مسمياتها تنتسب لأربابها وأهلها ومشايخها لا فرق بينها، فكلها دعوة للإصلاح، ودعوة الناس للترابط بأن الله هو الذى سمانا مسلمين، فكل الأمة مثلنا، وكل من اجتمع على «لا إله إلا الله» فهو فى دائرة الإسلام.

الوجود فى آسيا وأوروبا

استمرا المجدوب العباسى السواكنى والسيد إبراهيم الرشيد فى نطاق بلاد اليمن ومحيطها، فى نشر دعوته الإصلاحية فى مناطق جنوب شرق آسيا وتأثر أهلها بها وتمسكوا بها، وعلى هذه المنوال سار الشيخ سليمان الأهدل الذى نشر الدعوة فى مناطق مختلفة، واستمرت وبقيت تلك الدعوة، فكل واحد منهم جاب مشارق الأرض ومغاربها وتنقل تلاميذه لنشر الإصلاح بين الأمة.