اخبار المغرب

أردوغان يكلف السفير كيليتش بقيادة الدبلوماسية التركية في العاصمة المغربية

تأكدت “التأويلات” التي كانت تحوم حول مغادرة عمر فاروق دوجان، سفير تركيا السابق، الأراضي المغربية، بعد إعلان خارجيتها، بحر هذا الأسبوع، عن اسم جديد لممثلها بالرباط، وهو مصطفى إلكر كيليتش.

كيليتش الذي قضى أزيد من عشرين عاما بالخارجية التركية، حيث عمل كسفير لأنقرة في عدة دول، من بينها الكونغو، وإيطاليا، وكذا الأمم المتحدة، مع عدة مهام دبلوماسية أخرى، يستعد لمهمة جديدة في المغرب خلفا لدوجان الذي ارتبطت أنباء سحبه بتصريحاته حول قضية الصحراء المغربية.

وفي حوار أجراه مع وسائل إعلام مغربية، صرح السفير التركي السابق بأن “نزاع الصحراء المغربية مفتعل، تستفيد من استمراره ثلاثة أطراف” لم يحددها.

وتحدث دوجان عن “سياسية اليد الممدودة التي يوجهها العاهل المغربي إلى الجزائر”، مضيفا: “ننتظر أن تستجيب الدولة المجاورة لسياسة العاهل المغربي”.

وأشار السفير التركي السابق ضمن الحوار سالف الذكر إلى أن بلاده “لا تمانع الاستثمار في الصحراء المغربية، طالما أن القطاع الخاص التركي مستقل تماما”.

ومع مرور شهور على الحوار الذي أجراه السفير التركي، ظهرت أنباء عديدة حول مغادرته، وسط “غضب واحتجاج من قبل السلطات الجزائرية على تصريحاته”، ليأتي القرار الدبلوماسي الأخير للخارجية التركية بتعيين كيليتش في مكانه ليؤكد أمر المغادرة، أما الأسباب فتبقى “غامضة”.

قرار عادي

في هذا الصدد قال حسن بالوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، إن “العلاقات بين المغرب وتركيا ممتدة لزمن طويل، وتعرف دينامية كبيرة، كما أن أنقرة لا تخفي تأييدها للمغرب في قضية الصحراء”.

وأضاف بالوان في حديث لهسبريس أن “تركيا رغم سعيها إلى إقرار التوازن في العلاقات بين المغرب والجزائر فإن موقفها من قضية الصحراء إيجابي ويخدم الموقف المغربي”.

“تغيير السفير التركي بالرباط يأتي أساسا في خضم الفترة الرئاسية الجديدة لرجب طيب أردوغان”، يتابع المتحدث ذاته، موردا أن “هذا الأمر عادي ويتم في كل فترة سياسية جديدة لكل دولة، بحيث يتم ضخ دماء جديدة في كل القطاعات، من أهمها السفارات والقنصليات”.

وشدد عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أن “مغادرة السفير التركي السابق للمغرب لا يمكن ربطها بتصريحاته بشأن قضية الصحراء المغربية”.

وأورد قراقي ضمن تصريح لهسبريس أن “تصريحات دوجان كانت معبرة عن موقف بلاده الواضح من قضية الصحراء المغربية، ولم يجانب الصواب إطلاقا في كلماته”.

“تركيا تعلم جيدا معاناة المغرب في قضية الصحراء، لأنها أيضا تعاني من السيناريو نفسه على أراضيها”، يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مبينا في الوقت عينه أن “الموقف التركي إيجابي من قضية الصحراء، والسفير الجديد لأنقرة سيحرص على السير في النهج عينه”.

وخلص المتحدث ذاته إلى أن “أنقرة تعلم جيدا قضية الصحراء المغربية، وتعي خطورة الأمر على المنطقة بأكملها في حالة ظهور دولة جديدة على التراب المغربي”، مضيفا أن “المواقف الدبلوماسية التركية من القضية التي تبدو متحفظة نوعا ما لا تخرج عن مبادئ احترام سيادة الدول، ووحدة أراضيها”.