اخبار فلسطين

المخرجة النصراوية مها الحاج تكرم المراسلة شيرين أبو عاقلة خلال عرض فيلمها في مهرجان “كان” السينمائي

سلطت مخرجة فيلم تم عرضه في الدورة الـ 75 لمهرجان “كان” السينمائي المرموق الذي يقام في فرنسا هذا الشهر الضوء على مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ووصفت مقتلها بأنها عملية قتل مستهدفة من قبل إسرائيل

وقالت المخرجة مها الحاج، المولودة في مدينة الناصرة والتي تعيش في حيفا وتعرف نفسها بأنها فلسطينية، على المسرح الدولي: “لقد أطلقوا النار على رأسها لمجرد قيامها بعملها”.

غالبا ما يظهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مهرجان “كان”. في حين عرض هذا العام فيلم الحاج الثاني بعنوان “حمى البحر الأبيض المتوسط”.

تم عرض الفيلم في قسم Un Certain Regard بالمهرجان (والذي يُترجم من الفرنسية للمصطلح “لمحة معينة”)، والذي يضم 20 فيلما بحبكات غير تقليدية تميل إلى الحصول على اعتراف دولي.

“قبل أسبوعين، اغتيلت شيرين أبو عاقلة، أيقونة، صحافية ممتازة، وابنة محبوبة لفلسطين، برصاصة في الرأس، لمجرد قيامها بعملها في مخيم جنين للاجئين، وتغطية قصة مروعة أخرى للإحتلال”، قالت الحاج، بحسب مقطع فيديو بثه موقع “واللا” الإخباري.

وأضافت وسط تصفيق الجمهور: “لن ننساك أبدا يا شيرين. نحن نحبك ونعتز بك. على الرغم من أنهم ربما قتلوا الراوي، إلا أن القصة ستظل حية على الدوام. نكرس هذا العرض الأول لك”.

قُتلت أبو عاقلة، الصحافية المخضرمة في قناة الجزيرة والتي عملت فيها على مدار 25 عاما، في وقت سابق من هذا الشهر، وسط اشتباكات بالأسلحة النارية في مدينة جنين بالضفة الغربية أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في المدينة الفلسطينية.

لوحة جدارية لصحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في جنين، تعرض في مدينة غزة، 15 مايو، 2022. (AP Photo / Adel Hana)

تعرّف الحاج فلمها بأنه من إنتاج فلسطين وقطر وفرنسا وألمانيا وقبرص. على الرغم من ان احداثه وتصويره في حيفا شمال إسرائيل، إلا أنه لا يصنف نفسه على أنه إنتاج إسرائيلي ولم يتلق أي تمويل إسرائيلي.

اختارت الحاج عدم تلقي تمويل إسرائيلي لفيلمها، مشيرة إلى القانون الإسرائيلي الذي يفرض على الإنتاجات التي تتلقى تمويلا حكوميا تقديم نفسها على أنها “أفلام إسرائيلية”، مما دفع الفلسطينيين إلى مقاطعة الإنتاج المحلي من قبل.

وقالت الحاج خلال مقابلة مع مجلة “فارايتي”: “كان من المهم بالنسبة لي أن أقدم الفيلم على أنه فيلم فلسطيني. ليس لدينا صندوق أفلام فلسطيني، لذا فقد استغرقنا جمع الأموال للإنتاج بعض الوقت، ثم جاء فيروس كورونا كمكافأة لاختبار صبرنا أكثر قليلا”.

تدور أحداث فيلم “حمى البحر الأبيض المتوسط” حول جارين فلسطينيين، يلعب دورهما الممثلان الفلسطينيان أشرف فرح وعمار حليحل، اللذان يشرعان في رحلة عاطفية نحو كشف آلامهما وأحلامهما غير المحققة.

تقدم كلا الشخصيتين خصائص ذكورية ولكنهما ينفتحان تدريجيا على ضعفهما ويخلقان رابطة عميقة مع بعضهما. يتطرق الفيلم إلى قضايا لم يتم التطرق إليها عادة في المجتمع الفلسطيني، وربما يكون الفيلم الفلسطيني الوحيد حتى الآن الذي يظهر فيه رجل يبحث عن العلاج النفسي، حسب “واللا”.

باستثناء ممرضة يهودية ظهرت في مشهد واحد، فإن الفيلم لا يشمل أي شخصيات إسرائيلية.

وقالت الحاج: “عندما يتحدث الناس عن حيفا، فإنهم عادة ما يفكرون في التعايش. لكن هذه ليست حيفا التي أقدمها في الفيلم لأنها لا تضم إسرائيليين”.

“هناك مدينة حيفا التاريخية التي تم احتلالها عام 1948. تم التخلي عن أحياء بأكملها وأجبر الناس على المغادرة. هذه هي حيفا التي أردت عرضها. أستخدم البيوت المهجورة لوصف الحزن الذي يعيشه بطلا الرواية”.

“بالنسبة لي، إنها قصة عن الكفاح اليومي الذي نعيش معه كفلسطينيين. سواء كان ذلك في غزة أو الضفة الغربية أو داخل الأراضي الإسرائيلية أو في الخارج يتعلق الأمر بالشعور بأنك مسجون دون معرفة متى سيتم إطلاق سراحك، إذا كان سيتم إطلاق سراحك  على الإطلاق”.

على الرغم من ملاحظاتها السياسية، يتجنب فيلم الحاج التطرق الصريح للوضع السياسي في إسرائيل والضفة الغربية، وإشاراته إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي في الغالب مجازية.