اخبار المغرب

هكذا تستعين منظومة التعليم الإسبانية بالأطباء النفسيين لحل مشاكل التلاميذ

تحظى الرعاية النفسية للتلاميذ بمكانة محورية في المنظومة التعليمية بإسبانيا، إذ يجري الاعتماد بشكل كبير على الأطباء النفسيين في معالجة المشاكل التي تواجه المتعلمين في مسارهم الدراسي، وبالتالي إدماجهم بشكل جيد في المنظومة التربوية.

في عرض قدمه خلال مؤتمر “الشباب والتغيير الاجتماعي” بالرباط، قال جوردي جيرو، أستاذ جامعي مفتش للتعليم، حول سياسة إقليم كاطالانيا في معالجة المشاكل التي يعاني منها المتعلمون، إن هذه العملية تتم بشكل شمولي، وذلك بهدف معالجة أسبابها بمختلف أنواعها.

وأوضح أن المتعلمين الذين يعانون من مشاكل نفسية يستفيدون من رعاية من طرف اختصاصيين نفسيين، وفي حال وجود تلميذ يعاني من اضطرابات نفسية شديدة، تتم إحالته على المصالح الطبية المختصة لتلقي العلاج.

كما أن المتعلمين في المنظومة التعليمية الإسبانية الذين لديهم مشكل الثقة في النفس يستفيدون من حصص لمساعدتهم على تجاوز هذا العائق، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، حيث يتم تعيين أستاذ في كل فوج لتتبعهم ومواكبتهم.

وأفاد جوردي جيرو، الذي قدم تجربة إقليم كاطالانيا في هذا المجال، بأن الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية للمتعلمين يعتبر من الأسس المعتمد عليها في تذليل الصعاب التي تواجههم في مسارهم الدراسي، لافتا إلى مشكل التنمّر الذي اعتبره “أمرا خطيرا على نفسية الشباب”، مشيرا إلى معالجة هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الضحايا، بل تشمل المتنمِّرين أيضا، ويتم الاشتغال على هذا الإشكال من خلال مقابلات فردية مع المتعلمين وعلى مجموعات.

علاقة بذلك، أضاف جيرو أن المتعلمين الذين لديهم مشكال متعلقة بالتوتر في المحيط الأسري تخصص لهم ورشات وجلسات خاصة مع أطباء نفسيين يعملون مع وزارة التعليم قصد تقييم وضعيتهم، وفي حال كانوا يعانون من مشاكل حادة، تتم إحالتهم على قسم الصحة النفسية في المؤسسات الصحية.

وبخصوص المشاكل السوسيو-اقتصادية للتلاميذ، قال المسؤول التربوي الإسباني إن الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية تضع عددا من الحلول، كالمنح الدراسية، بهدف تمكين التلاميذ الذين يوجدون في وضعية اقتصادية غير ملائمة من مواصلة مسارهم الدراسي.

وبالنسبة لمشكل التغيب المستمر عن المدرسة، أفاد المتحدث ذاته بأن معالجته تتم من خلال إقامة روابط بين التلاميذ، وذلك من خلال تكليف التلاميذ الأكبر سنا بمساعدة التلاميذ الأصغر منهم على تحسين مهاراتهم التعلمية، بهدف تشجيع التلاميذ على أن يكونوا اجتماعيين أكثر، إضافة إلى عقد جلسات مع أطباء نفسانيين.

وذكر جيرو أن من الآليات المعتمدة للتصدي لمشكل تغيب المتعلمين عن المدرسة، الاستعمال الجماعي للفضاءات التعليمية للقيام بأنشطة موازية مثل الرياضية، وفتح المكتبات المدرسية، بهدف إتاحة المجال أمام التلاميذ للقيام بواجباتهم المدرسية بشكل جماعي، وتكليف أطر تربوية بمساعدتهم.