منوعات

بريق العدالة

مشاعر المظلوم المها جارح و جرحها لا يلتئم, و نستمر في محاولات المعالجه و دون جدوي, هذا فيما يختص بأصحاب الحقوق. ان تشعر بان لك علي الأخر حق أخذه واعتبار الأخر لحاله منتصرا و متجبرا لهو شعور لا يليق بأصحاب الأفئده و العقول الصحيحه.

هل رد الحق نوع من انواع الإنتقام ام انه يعد خلاف ذلك و هو العداله التي تعيد كفتي الميزان الي الوضع الأصيل الذي لا يميل وحتي لا تتعلق احدي كفتي الميزان بطرف الأخري فتكسرها أو تحدث بها شرخا ؟

إذن الإنتقام هو عمل ضار ضد شخص أو مجموعة ما، استجابة لمظلمة حقيقية أو متصورة. على الرغم من أن العديد من جوانب الانتقام تتفق مع مفهوم العدالة، فإن الانتقام يعني ضمنا التركيز على إحداث مزيد من الضرر والعقاب . في حين أن العدالة عمومًا تعني الإجراءات عن طريق نظام من الأخلاق، والانتقام عمومًا يعني الإجراءات المتخذة من قبل فرد خارج حدود النظام الأخلاقي. هدف الانتقام عادة ما يكون إرغام الظالم أن يعاني القدرذاته من الألم أو أكثر من ذلك . العداله’عكس الظلم والجور والتطرف. أهداف العدالة الانصاف والمساواة والتوازن وعدم التعدي وهي مفهوم أخلاقي يقوم على الحق والأخلاق، والعقلانية، والقانون، والقانون الطبيعي المبني علي الإنصاف.

في هذه الحياة المليئة بالهموم والأحزان . وربما الجروح والآلام التي لا تبـرئ .. من قبل إناس .سواء بقصد أو بغير قصـد .

البعض منا يلجأ إلى التحاور والحلول الودية . لفهم الأسباب التي دفعت لحدوث الإشكال بين الطرفين ويكتفون بذلك .

وترى فئة أخرى أن الإنتقام هو السبيل الوحيد ليشفي غليلهم وليرد إعتبارهم وأحيانا كرامتهم المهانة وكبريائهم المجروحه.

أما عن الإنتقام من النفس فهو اسوء أنواعه, فقد يتم بشكل ممنهج و بذات الوقت يدعي صاحبه أنه يقوم بهذا السلوك دونما أدني قصد .بحيث أنه يوكل الأمور إلي الظروف , لكن من الذي يصنع الظروف بالأساس ؟وحتي لو لم يكن مشاركا بصنعها و مغلوب علي أمره, فهل من المنطقي أن تننصر تلك الظروف أم ينتصر من قام علي وجوده فكرة قهر الصعاب من الأساس و تذليلها من أجل الإعمار وهو الإنسان ؟

المنطق الطبيعي يؤكد ذلك و لا يقاطع أبدا هذه الفكره ألا وهي أن مركز الحركه هو الإنسان ,والمقصود هو حركة الأحداث و توجيه الظروف.

حينما نعود مره اخري الي فكرة العداله نجد إنتفاء كل أنواع الضرر السابقه و لا نجد اية إساءه حينما يحاول الإنسان إسترداد حقه سواء الأدبي او المادي .

في العداله متعه عظيمه و مشاعر بالإرتياح بعد معاناه ,وبالتالي لا مغبه أبدا علي هذه المسأله بل إنني لا أستطيع أن أجد المبرر الذي يجعل البعض يقدم التنازلات و يكتفي بالصمت .

اصحاب القلوب الصامته التي لا تنبض طلبا لإحقاق الحق وإسترداده ينتمون إلي مجموعة المنتقمون من أنفسهم , فإن الإذعان لفكرة الصمت يحتاج لمجهود مكنون داخل القلب و ذلك لإستكانته و بالتالي فهم الخاسرون.

الفكره أن ديناميكية الحياه تتطلب وجود الفعل و رده سواء في الحال أو بعد حين .في كل الأحوال فكرة العداله هي تقع ضمن نظرية الإنتقام ,ولكن تلك النظريه مركبه و تحتاج لفهم عميق حتي لا نطبق منها جمودها فنتحول إلي الجور وإيقاع ضرر زائد بمن أساء إلينا. الإنتقام بجموده غير محمود ومسئ للطبيعه الإنسانيه ,لكن العداله هي من أساسيات الكون وبريقها لا نستطيع الإبتعاد عن سهمه, فنجدنا ننشده و ننتظره و حينما تأتي اللحظه المرتقبه لحدوثها و إعادة إسترداد الحق, فإننا نستشعر سعاده ومتعه تسري بداخلنا وتعيد إلينا نبض الحياه العداله دون إساءه .