منوعات

نساء السلام.. كيف كان حضور المرأة في سجل جوائز نوبل؟

ذهبت جائزة نوبل للسلام للعام الحالي للناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي، وذلك لنضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران وكفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع، كما ورد ببيان لجنة نوبل المانحة للجائزة.

وتقضي الناشطة الإيرانية أحكاما متعددة في سجن إيفين في طهران بمجمل عقوبات 12 عاما.

واعتبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن منح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمدي يسلط الضوء على شجاعة وتصميم المرأة الإيرانية.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن محمدي هي المرأة التاسعة عشرة التي تفوز بجائزة نوبل.

وفي ذلك السياق نستعرض سطورا من سجل جوائز نوبل للسلام والصورة التي حضرت بها المرأة بصفحاته:

* برتا فون شونتر

ولدت برثا فون شوتتر في1843 بالعاصمة التشكيية براغ، ومع انتقالها بفترة من حياتها للعاصمة باريس، التقت بألفريد نوبل وعملت سكرتيرة له وبقيت على تواصل معه وجمعهم نقاشات حول قضايا السلام وذلك لحين وفاته؛ لذا يعتقد البعض بأن لها دور في أن يقرر نوبل في وصيته بأن يجعل السلام من بين فروعها.

في عام 1891، ساعدت في تشكيل جمعية السلام النمساوية التي كانت رئيستها لفترة طويلة، وحضرت أول مؤتمر دولي للسلام لها، وبدأت في توفير التمويل اللازم لإنشاء مكتب بيرن للسلام، لذلك تم تتويجها كأول سيدة بجائزة نوبل للسلام في 1905، بحسب الموقع الرسمي لجائزة نوبل.

ومما نسب إليها ما عبرت به عن أفكارها وفلسفتها، قولها: “يجب أن ندافع عن أنفسنا أمام الظلم – حالما نتمكن من تمييزه – إذ لا خيار آخر لدينا ولا يمكن ازدراء الصمت بالرغم من أنه يبدو في الظاهر تعبيرا عن هذا الازدراء، ويجب على المتأثرين بالظلم وحدهم، وبشكل مباشَر، ألا يكون لهم رد فعل، بل يجب على الغرباء أيضا أن يثوروا ضده كلما صادفوه فصمتهم يُعتبر مشاركة في الظلم، وهو ناجم عادة عن الدافع نفسه الذي يحمل الضحايا على التزام الصمت ألا وهو القلق: لا تحاول الوقوف في وجه المخططات.. تجنّب المتاعب؛ إنه الدافع الأساسي بالرغم من اتخاذه مظهر التحفظ الذي يحمل في طياته مقاصد نبيلة”، وفقا لكتاب “نساء السلام” لأنجليكا روتر.

* نادية مراد

هي فتاة كردية إيزدية، ولدت في قرية كوجو قضاء سنجار في العراق عام 1993.

في عام 2014 اختطفها مسلحو تنظيم داعش بعد أن قتلوا ستة من أشقائها، وتعرضت على أيديهم للاغتصاب، وفقا لبي بي سي.

هربت الفتاة الإيزيدية من ذلك الكابوس الرهيب، وتمكنت من الوصول الى ألمانيا، وبعد علاجها، ظهرت في عدة لقاءات دبلوماسية، وحضرت جلسات لمجلس الأمن، لتصبح من أبرز الأصوات المنددة بالتطرف وباستخدام العنف الجنسي في الحروب، وفقا لسكاي نيوز.

وقبل عامين من نوبل، كانت مراد قد فازت في أكتوبر عام 2016 بجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان.

* شيرين عبادي

وقبل عشرين عاما بالتمام، كان الشعب الإيراني والمجتمع المساند للمرأة على وجه الخصوص على موعد بالاحتفال بفوز أول سيدة إيرانية بجائزة نوبل للسلام، وهي الناشطة شيرين عبادي التي قضت سنوات من عمرها بالسجن.

وولدت شيرين عبادي في عام 1947 بهمدان، إحدى محافظات إيران، لبروفسور في القانون الصناعي وسيدة منزل لشيرين التي يعني اسمها “حلوة” أختان وأخ واحد، وتنتمي العائلة إلى الطبقة الوسطى الميسورة اختارت شيرين مهنة الحقوق، ودرستها في طهران وفرنسا، وفقا لكاتب “نساء السلام” لأنجليكا روتر.

ووصف الكتاب فوزها، بأنه طريق طويل من الزنزانة رقم 209 في سجن إيفين في طهران إلى قاعة سيتي هول للمهرجانات في أوسلو وهي طريق تطلّبت بذل الكثير من تلك المرأة قصيرة القامة التي مُنحت جائزة نوبل للسلام عام 2003 .

تملك شيرين عبادي مكتبا صغيرا يحتلّ الطابق الأرضي من منزلها الواقع في مدينة طهران، وغالبا ما يزوره أشخاص ذوو حالات قضائية مستعصية، ومعظمهم نساء وأقارب لمعتقَلين من مناوئي النظام والمثقّفين؛ لجانب رئاستها لمركز المدافعين عن حقوق الإنسان والذي من المصادفات القدرية أن نائبتها نرجس المحمدي قد نالت هي الأخرى جائزة نوبل في السلام.

وقالت عبادي بكلمة تسلمها للجائزة المرموقة: “لقد منحت جائزة نوبل للسلام هذا العام لامرأة من إيران، وهي دولة إسلامية في الشرق الأوسط ولا شك في أنّ اختياري سيشكّل مصدر إلهام لآلاف النساء اللواتي يناضلن لأجل حقوقهن، ليس في إيران وحسب بل في مختلف أرجاء المنطقة، وهي حقوق حُرمنا منها عبر التاريخ. وهذه الجائزة ستجعل النساء في إيران وخارجها يثقن بأنفسهنّ”.