اقتصاد

ما هي مزايا العمل المشترك داخل المنزل بدلاً من المكاتب أو المقاهي؟


بي بي سي


نشر في:
الثلاثاء 18 أبريل 2023 – 7:42 ص
| آخر تحديث:
الثلاثاء 18 أبريل 2023 – 7:42 ص

عندما فقدت كاتبة كتب الأطفال لوتي إلسا غوس إلهامها، طورت حلاً مثمراً، بدعوة أصدقائها لحضور جلسات “العمل المشترك في المنزل” في غرفة المعيشة في منزلها في بروكلين. وتقول: “أدركت أنها تزيد من مستوى سعادتي وإنتاجي”.
بدأت غوس هذه الممارسة أثناء إقامتها في لاغوس في نيجيريا، عام 2019. حيث زارها أصدقاؤها ومكثوا طوال الليل في شقتها، ثم عملوا معاً في غرفة معيشتها في اليوم التالي.
وبعد الإغلاق بسبب انتشار كوفيد-19، بدأت في دعوة الأصدقاء للقيام بجلسات عمل مشتركة. وكان المتعاونون الرئيسيون معها هم زملاؤها الكتاب وأصدقاء آخرون “تُحب طاقتهم”، بينهم طبيب نفسي يدير منظمة غير حكومية.
وتقوم غوس بتأسيس جلسات العمل المشتركة المخصصة ودعوة الأشخاص إليها عندما يشعرون أنهم عالقون في أعمالهم، أو كمجرد وسيلة لرؤية صديق.

ومع ارتفاع مستويات العمل عن بُعد على مدار السنوات القليلة الماضية، أظهرت البيانات فوائد العمل خارج نطاق المكتب التقليدي. ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب للعام 2021 على 9000 عامل بدوام كامل في الولايات المتحدة، فإن أفضل مزايا ذلك هو المرونة في التداخل بين الالتزامات الشخصية والعمل (37٪ من المشاركين)، وتحسين الرفاهية (44٪) وتجنب التنقل (52٪).

ومع ذلك، فقد أبلغ بعض العمال أيضاً عن العزلة كعيب رئيسي في العمل عن بُعد. ونتيجة لذلك، انجذب البعض نحو فكرة العمل جنباً إلى جنب مع الآخرين. وفي كثير من الأحيان، يتجمع الناس في المقاهي أو المكتبات أو أماكن العمل المشتركة. لكن هذه المواقع تفتقر إلى العديد من المزايا الرئيسية، كما تقول إيوين دين من هولندا والتي تنظم بدلاً من ذلك جلسات عمل مشتركة في منزلها.

وتقول إن رؤية كيفية قيام أصدقائها بتنظيم أيام عملهم والتنقل بين المهام “يلهمها”. وتضيف: “كلما زادت أنواع الأشياء التي يقوم بها الأشخاص في عملهم، كلما فكرت أكثر: أوه، يمكنني دمج ذلك في عملي”.

وتشير أيضاً إلى أن توفير التكاليف هي إحدى المزايا الإضافية، إذ أن الأشخاص المشاركين لا يضطرون إلى الإنفاق على شراء الطعام في مؤسسات خارجية.
ومن جهتها، بدأت دين وهي مديرة مشروع ومصممة تجربة المستخدم، العمل المشترك من المنزل في العام 2014 أثناء إقامتها في ساوث كارولينا بالولايات المتحدة، بالتناوب بين منزلها ومنزل صديقين: أحدهما متخصص في ذكاء الأعمال والآخر مبرمج في شركة ناشئة. ومن بين شركاء العمل الآخرين مفتشة في دور رعاية المسنين ومعلمة يوغا. وتقول دين إنها تنظم جلسات عن طريق إرسال رسائل نصية إلى أصدقائها وتقول لهم إنه يمكنهم العمل سوياً شرط ألا يتحدثوا كثيراً.
وتقدر دين فرص التقاطع مع عمل صديقاتها. ومن بين المزايا الأخرى، أنها تستمتع بأخذ فترات راحة من عملها بالترميز لتجربة جلسة يوغا، أو إبداء رأيها عندما يطلبه أحد أصدقائها.
وفي روتردام، أدت جلسة عمل مشتركة واحدة مع فنان، إلى تقديمها المساعدة في تعليق صوتي، مما أدى إلى تطويرها اهتماما مهنيا جديدا بالتمثيل الصوتي.
ومن جهتها، تجد غوس أن العمل مع الأصدقاء يزيد من إنتاجيتها. وهي تستخدم طريقة إنتاجية تُعرف باسم تقنية بومودورو، حيث يشارك المتعاونون جلسات عمل مركزة مدتها 25 دقيقة تبدأ بإخبار بعضهم بعضا بما يخططون لإنجازه في الفترة القادمة. وتقول: “هناك شيء ما في قول التزاماتك بصوت عالٍ لشخص آخر، يجعلك ذلك تتمسك بها فعلاً”.
وبشكل عام، أفاد زملاء العمل من المنزل أن الممارسة يمكن أن توفر بعضاً من أفضل العناصر بين المنزل والمكتب مجتمعين. وتقدر دين القدرة على التنقل بين العمل والراحة والتواصل الاجتماعي: “أعطي دائماً الأشخاص الذين يعملون معي خياراً لإجراء مكالمة أو استراحة في غرفتي، كما يمكنهم الذهاب لأخذ قيلولة عندما الشعور بالتعب، قبل العودة مجددا”.
لكن أهم فائدة بالنسبة لها هي فرصة رؤية جانب آخر مهم من حياة أصدقائها. وتقول: “إذا قمت بدعوة الأصدقاء إلى المنزل من أجل المناسبات الاجتماعية فقط، فسوف تشعر وكأنك لم تكن تعرفهم”. وتقول إن العمل المشترك من المنزل يتيح لها ولأصدقائها “التعاون بسلاسة في الأشياء التي نهتم ببنائها في الحياة”.