اخر الاخبار

سَجّان نَفسِه

بقلم/ ندى أيمن البــــــهلول

أَفشل أنواع الهروب هُوَ الفِرار مِن غَيمةِ فِكرة لا تنفك عَن صَبِ ماءها على جُدران الفؤاد.
تقترن بِه ، هِي الظِل فِي حياة بَشري لا تُفارق حَياتِه شَمس الظُهيرة.

يتساءل ؛ قيمة الحياة لأولئك الذين تَشرّبت خلاياهم الضُعف وباتو رفاق للفراش وأربعةِ جُدران لَيس إلا ، أهِي نهاية العَيش بمعناه الحقيقي لهم أم أنّ هُناك دُنيا أخرى تجري في أرواحهم لا يمكن لعقله الصغيرة إدراكها لأنها مِن تدبير الرَب؟

يلهث ويتصبب العرق مِن جبينه رُغم جلوسه الدائم ، لكنها أفكاره ليس إلا . تُرعبه.

يمعن النظر في ما آلت إليه الحِكاية فِي مُجّلد أشخاص حَوله ويصاب برغبة عارمة للتوقف والنزول مِن المُهجة برمتها ؛ أو ينكمش على نفسه ويعود لرحم أُمّه مُجدداً ليموت في غرفة الولادة إثر توقف غِير مُفسر للقلب . لو أنه يملك القدرة على العودة بالزمن لَما تردد في فعلها .

تنتج غدده هرمونات مُسكنه للِفكرة لكن مفعولها ينتهي خلال ساعات ، ليعود نخر ألم التساؤل مُجددا .

الاثار المُتوقعة مِن الساعات القليلة التي يتغلل فيها المُسكن لجسده ؛ تثبيط نِسبة اليأس ، حِفنة مِن الأمان، كما أنَه يعطيه مَفعول الاستماع لبعض المُحفزات الصوتية التي سجلها عَقله الباطن في مكان ما داخل جَسدة؛ لكن الروح تناستها من شدة التوجس في أن تُشارك أولئك الناس بطولة حِكايتهم .

قد تكون الحلقات الختامية للحياة بسمات الضعف وقلة الحيلة ؛ حقيقة من ثوابت الدُنيا . لذلك قرر أن يستمتع في كُل دقيقة قوة بين يديه حتى إن أتى زَمن الفراغ وقِلة الأحداث والمحدثات فِيه كان قد أدّى ماستطاع في الرحلة الأولى وأسعد وأُسعد . كما أنه سيتعلم ما قد يؤنس وحشته لاحقا فمن شبّ على هيام شيء شابَ عليه ؛ بغض النظر عن الوقت الذي سيُصاب فيه بالشيب ؛ في العشرينات كانت أو سبعينات دنياه!