اخر الاخبار

الضمير بين الرغبة والرفض –


الضمير بين الرغبة والرفض

بقلم_ايمان الشوارب

الجسد يحتاج إلى غذاء مادي ومعنوي لكي يضمن استمرارية بقاءه في الحياة
ولو زاد الغذاء المعنوي انهالت المشاكل الجسدية مثل السمنة وأمراض السكري والضغط والكولسترول وغيرها وغيرها إلى أن تؤدي بحيوية ذلك الجسد..
نفسه الحال بزيادة الغذاء الروحي وجشع الطمع الدنيوي وحب التملك كلها متمثلة في صورة موت الضمير وانعدام الروح الأخلاقية المؤمنة في تلك الجسد.
وجهتان لعملة واحدة
الجشع المادي والإفراط بالطعام قد يصل لانعدام الصحة ويؤدي للموت لاقدر الله ولنهاية حتمية
كذلك الجشع النفسي والروحي من محاولة إرضاء النفس بتملك كل ماترغب بأي وسيلة وأي ثمن يؤدي بصاحبه إلى انعدام الرحمة وانعدام الرضاء بقضاء الله وقدره وتهالك الضمير.

ولكي نحافظ على سلامة تلك الروح والصحة المعنوية للقلب يجب ان نُنقيه من كل شائبة وأولها حب الدنيا والزيغ وحب الشهوات وحب التملك بلا مراعاة لحدودٍ أو عرفٍ أو دينٍ .

فكثير ممن حولنا يرقبون فينا بحدود مصلحتهم وحاجتهم منا .
وما إن يرفض الإنسان لهم تنفيذ رغباتهم
حتى يبدأون بالظهور بالوجه الحقيقي لهم والكشف عن نواياهم فكن أنتَ صاحب الضمير الحي ودافع عنه بكل ما ؤتيت من قوة .
انه ضميرك.
ضميرك الحي ،أرفض سرقته منك لأي سبب كان أو بيعه لأي مقابل. ولا تقبل العيش بضمير منفصل ، ووجه مزيف .
كل شخص يبحث بداخلك عما يريده وعما يناسبه وان لم يجده يحاول جذبك إلى مصلحته بأي ثمن وحين ترفض اتباعهم والإنصياع لنزواتهم يتهمونك بما فيهم.
لتجد نفسك متهم بما ليسى فيك وبأمور لم تفعلها وتسمع عن نفسك قصص لم تعشها .
حال كثيرون الْيَوْمَ وحال من يَرَوْن ان الدنيامطمع لهم،
ونسوا أو تناسوا بأن هي دار عبور ودارمفر ولن يبقى سوى عملك الصالح.
يتعب هؤلاء متقلبين الضميرالباهتون بألوان رمادية وقلوب متحجرة،
حين يكون لك قلب نقي قد تولاه الله بالمحبة للحق والنقاء من كل شائبة،
وتملك ضمير حي قد تأسس على فضيلة الإيمان والخوف من الله وحده سبحانه،
وحين تعلم ان هناك رقيب وحسيب فوقك
ويوم لامفر منه لايغادر ذرة خير أو شر عملتها.

أخي ،أختي ،فلتراقب نفسك وتقيمها من كل اعوجاج وميلان وكأن ضميرك وذاتك طفلك الذي أنجبته والذي تخاف عليه فقده وألمه،

تلك النفس البشرية التي زَكَّاهَا رب العالمين عن الهمجية وكرمها بين الخلق
وجعلها مخيرة لا مسيرة (وهديناه النجدين )البلد آية ١٠

لكن سؤال الحال لنفسي كيف أنقيها من الفاظ
تراكمت مع مرور الزمن .
أيكفي !باقترابي من الله وتطبيق أوامره بقراءة القران الكريم واتباع سنة نبيه.
فكان الجواب :نعم ،الاقتراب من محبة الله تفتح الأبواب لغسل قلبي من كلماتهم وتنير دربي من عتمة أدخلوه بها. ومع كل يوم تزداد ثقتي بنفسي ورضاي عن ذاتي .
وكلما علا إيمان ذلك الشخص علت ذاته وثقته بنفسه
وسيأتي يوم عزيزي القارئ ترى إنك بلقت أعلى مراتب التصالح مع الذات وتعيش بسلام مع نفسك .
تحبها حباً جما بعيد كل البعد عن الغرور والأنانية
وتسعى للرقي “بشخصيتك” بين أُناسًا يليقون بطهرها ورقييها حباكَ الله واكرمك بوجودهم حولك .
الضميرهو الخيط الرفيع مابين رغبتك ورفضك ،وجرأتك وضعفك ،الضميرهوالمنقذ الوحيد وقت هلاكك ؛احذر أن تفقده .
فليبارك الله كل ضمير حي ولتحيي كل ذات علت بصاحبها،
إذا عطش قلبك فلاتسقه إلابالقرآن ،وإذا استوحش فلا تؤنسه إلابذكر الرحمن ، فمن أوى إلى الله آواه ومن فوض أمره الى الله كفاه ،ومن باع نفسه الى الله اشتراه ،فكما قيل طوبى لمن آواه ربه وكفاه واشتراه فرضي عنه وأرضاه.