اخر الاخبار

«جزيرة الأفعى»… سُمّها سلاح من صنع الإنسان

منها استنزفت أوكرانيا البحرية الروسية ودفعتها إلى الانسحاب

هناك جزيرة الأفعى في البرازيل، وأخرى بالاسم ذاته في البحر الأسود مقابل الشواطئ الأوكرانية. واحدة لا تُذكَر اليوم، لأنَّها بعيدة عن صراع القوى العالمية، وأخرى تحتل مركز الصدارة في الأخبار اليومية. في البرازيل، سمُّ الأفاعي في الجزيرة قاتل، أما في أوكرانيا، فوسيلة القتل هي السلاح، وهو من صنع الإنسان.

كانت الجزيرة أول الأهداف الأوكرانية التي سقطت بيد البحرية الروسية. لم تستطع روسيا تثبيت وجودها في الجزيرة، فبدأت حرب الاستنزاف لقواتها من البحرية الأوكرانية. قررت القيادة الروسية العسكرية الانسحاب من الجزيرة، فرأت أوكرانيا أنها حققت نصراً استراتيجياً كان قد ذكره الرئيس الأميركي جو بايدن في المؤتمر الصحافي الذي عقده بُعيد ختام قمة حلف «الناتو».

كما حدث في مدينة سيفرودنيتسك في إقليم لوغانسك، عندما قرر الجيش الأوكراني الانسحاب التكتيكي بعد حسابات الربح والخسارة، اعتبر الوضع حينها على أنه ليس نصراً استراتيجياً لروسيا، كما أنه ليس هزيمة استراتيجية لأوكرانيا. إنه مرحلة من مراحل دينامية الحرب.

الحرب اليوم أسرت الكل. أسرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه كبّر أهدافه، وأسرت نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأنه يريد استرداد كل الأراضي الأوكرانية، وهي مهمة تعد شبه مستحيلة.

أسرت الحرب أيضاً الرئيس بايدن بعد قمة «الناتو»، حين تعهد باستمرار دعمه لأوكرانيا دون حدود. وهكذا، تعود الحرب مرة أخرى إلى طبيعتها، أي طبيعة «الحرباء» التي تتلون بلون البيئة المحيطة بها كي تستمر. فإلى متى؟
… المزيد