اخر الاخبار

محكمة أفغانية تعاقب 6 مدانين علناً في قندهار

الرئيس الصيني يؤكد دعمه «الثابت» لمصالح موسكو «الأساسية»

عززت الصين وروسيا في السنوات الأخيرة التعاون الاقتصادي والدبلوماسي، وازداد التقارب بينهما منذ اجتياح أوكرانيا رغم إصرار بكين على أنها تلتزم الحياد تجاه النزاع. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا؛ إذ بلغت التجارة بين البلدين مستويات قياسية فقُدّرت بـ190 مليار دولار العام الماضي، وفق بيانات صادرة عن الجمارك الصينية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إن الغرب ينظر إلى روسيا والصين على أنهما «خصمان» يشكلان ما سمّاه تهديداً وجودياً لـ«هيمنة» الغرب. وأضاف: «كما اتضح في تصريحات تم الإدلاء بها في قمة مجموعة السبع التي اختتمت مؤخراً في اليابان، ينظر الغرب إلى روسيا والصين على أنهما خصمان استراتيجيان يشكلان تقريباً تهديداً وجودياً لهيمنته».

وقال الباحث لدى معهد بروكينغز في واشنطن، الذي كان مسؤولاً في البيت الأبيض رايان هاس، إن زعيمي البلدين «تجمعهما المظالم المشتركة والمخاوف أكثر من الأهداف المشتركة». وتابع، كما نقلت عنه «فرانس برس»: «يشعر كلاهما بالاستياء والتهديد من قادة الغرب في النظام الدولي ويؤمنان بوجوب مراعاة بلديهما في القضايا المرتبطة بمصالحهما».

وأكد الرئيس الصيني، الأربعاء، على دعم بكين لمصالح موسكو «الأساسية» خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، الذي وصل إلى الصين، حيث حضر منتدى تجارياً في شنغهاي قبل التوجّه إلى بكين للقاء رئيس الوزراء والرئيس شي جينبينغ.

وتعد هذه الزيارة الأعلى مستوى التي يجريها مسؤول روسي إلى الصين منذ الاجتياح العام الماضي. وأفاد شي، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة، بأن البلدين سيواصلان «تقديم الدعم الثابت لبعضهما بشأن القضايا المرتبطة بمصالح كل منهما الأساسية وتعزيز التعاون في المحافل متعددة الأطراف». وتابع: «أعتقد أن زيارتكم إلى الصين في هذا التوقيت ستترك بصمة كبيرة».

وقال ميشوستين لنظيره الصيني بعد حفل استقبال كبير أقيم له خارج قاعة الشعب الكبرى في بكين، الأربعاء: «بلغت العلاقات بين روسيا والصين مستويات رفيعة إلى حد غير مسبوق».

وتابع أنها «تتسم بالاحترام المتبادل لمصالح كلا الطرفين والرغبة في الاستجابة بشكل مشترك للتحديات المرتبطة بازدياد الاضطرابات في الساحة الدولية وضغط العقوبات غير الشرعية من الغرب بأسره».

أشاد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، بدوره، بـ«شراكة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وروسيا في الحقبة الجديدة».

ولفت لي، الأربعاء، إلى أن حجم التجارة الثنائية بلغ 70 مليار دولار حتى الآن هذه السنة. وقال: «إنها زيادة من عام لآخر تتجاوز 40 في المائة». وأضاف أن «حجم الاستثمارات بين البلدين يزداد بشكل مستمر أيضاً… تتطور المشاريع الاستراتيجية واسعة النطاق بشكل ثابت». وبعد المحادثات، وقّع وزراء من البلدين على سلسلة اتفاقيات تتعلّق بالتعاون في تجارة الخدمات والرياضة، إضافة إلى براءات الاختراع وصادرات حبوب روسية إلى الصين. وقدم ميشوستين برفقة كبار المسؤولين بينهم نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك الذي يتولى ملف السياسات المرتبطة بالطاقة.

أصبحت الصين، العام الماضي، أهم جهة تشتري الطاقة التي تنتجها روسيا علماً بأن صادرات الأخيرة من الغاز تراجعت بعد سلسلة عقوبات غربية فُرضت عليها رداً على غزو أوكرانيا.

وبحسب وسائل إعلام روسية رسمية، أفاد نوفاك، خلال منتدى الثلاثاء في شنغهاي، بأن إمدادات الطاقة الروسية إلى الصين ستزداد بنسبة 40 في المائة من عام لآخر في 2023. ويشير محللون إلى أن الصين تعد الطرف الأقوى في العلاقة مع روسيا، وهو أمر تزيده عزلة موسكو في الساحة الدولية.

في فبراير (شباط)، أصدرت بكين وثيقة من أجل «تسوية سياسية» للنزاع ذكرت بلدان غربية أنها قد تمكن روسيا من إبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي انتزعتها من أوكرانيا تحت سيطرتها. وخلال قمة في موسكو في مارس (آذار) دعا الرئيس الصيني نظيره الروسي لزيارة بكين.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين غير مهتم بوقف الحرب مع أوكرانيا. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن بيسكوف القول، الأربعاء، إن روسيا مستمرة في «عملياتها العسكرية الخاصة» حتى النهاية، حتى تؤكد مصالحها وتحقق أهدافها، من خلال القتال أو عبر «سبل أخرى متاحة». ووفقاً لبيسكوف، فإنه لا توجد حالياً أي دلالات على احتمالية التوصل لحل سلمي. وأضاف أن المفاوضات مع كييف مستحيلة لأن القيادة الأوكرانية نفسها «حظرت المفاوضات من أي نوع مع روسيا».

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اعتبر انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة شرطاً أساسياً لإجراء مباحثات سلام. من ناحية أخرى، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «الاضطراب المتزايد في العالم» في ظل الحرب التي أمر بشنها منذ نحو عام ونصف العام، وذلك في رسالة عبر الفيديو موجهة لمؤتمر أمني في موسكو.

وأكّدت باريس مجدّداً، الثلاثاء، لمبعوث صيني أرسلته بكين إلى أوروبا للبحث عن حلّ سياسي للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، أنّ فرنسا والاتّحاد الأوروبي مصمّمان على دعم كييف «على المدى الطويل» و«في كلّ المجالات». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إنّ مديرها العام للشؤون السياسية والأمنية فريدريك موندولوني أكّد خلال استقباله المبعوث الصيني لي هوي على «المسؤولية الكاملة لروسيا عن اندلاع الحرب واستمرارها».

وأوضح البيان أنّ الدبلوماسي الفرنسي نقل لضيفه الصيني ترحيب فرنسا بـ«استئناف الحوار بين الصين وأوكرانيا»، لكنه شدّد على أنّ كييف «تمارس حقّها في الدفاع عن النفس» بتصدّيها للغزو الروسي.

كما أكّد موندولوني للمبعوث الصيني أنّ فرنسا والاتّحاد الأوروبي «عازمان على دعم (أوكرانيا) على المدى الطويل وفي كلّ المجالات».

ولي، السفير الصيني السابق في موسكو، يقوم بجولة أوروبية تستمر أسبوعاً يبحث خلالها إمكانية التوصّل إلى «حلّ سياسي» للحرب في أوكرانيا. وقبل وصوله إلى باريس أمضى الدبلوماسي الصيني يومين في كييف ويوماً واحداً في بولندا. وبعد فرنسا سيزور لي ألمانيا ثمّ روسيا.

وفي كييف، قال المبعوث الصيني لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ومسؤولين آخرين إنّه «لا يوجد دواء سحري لحلّ الأزمة». وردّت أوكرانيا بالتشديد على أنّها لن تقبل «بأيّ اقتراح ينطوي على خسارتها أراضي أو تجميد النزاع».

وتحافظ روسيا والصين على علاقات وثيقة. وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو في مارس (آذار)، حين قال إنّ العلاقات بين البلدين «تدخل حقبة جديدة». وتقول الصين إنّها محايدة في النزاع بين أوكرانيا وروسيا لكنّها تعرّضت لانتقادات لرفضها إدانة الغزو الروسي.